حالة الانهيار والكآبة عند الصدمات مكروهة للرجال ، الرجل يجب ان يكون جبلا لا تهزه العواصف ، في احد الايام دخل المتنبي على سيف الدولة فوجده منهار لمصيبة وفقدان عزيز ، فعنفه !! لكن بطريقة دبلوماسية ، لان سيف الدولة ليس شخص عادي انما حاكم دولة وقائد لطالما هزم الروم وبمعيته المتنبي وأبو فراس الحمداني وجيش شيعي صرف !! فقال له المتنبي عندما رآه منهار :
أَسَيفَ الدَولَةِ اِستَنجِد بِصَبرٍوَكَيفَ بِمِثلِ صَبرِكَ لِلجِبالِ
فأَنتَ تُعَلِّمُ الناسَ التَعَزّي وخوض المَوتِ في الحَربِ السِجالِ
وَحالاتُ الزَمانِ عَلَيكَ شَتّى وحالك واحِدٌ في كُلِّ حالِ
يعني لا يليق بك ان تنهار وتقعد تبكي !
فهو يقول له من خلال ابيات القصيدة الثلاثة
: يا سيف الدولة، أستعن بصبرك الذي هو كالجبال الثوابت، على هذه المصيبة العظيمة، ومن أين للجبال مثل صبرك؟!
وفي البيت الشعري الثاني – يقول: لا تحتاج أن نعزيك على مصائبك؛ لأنك تُعلّم الناس التصبر وتعلمهم خوض المنايا في الحروب العظيمة.
وفي ألبيت الشعري الاخير – يقول: أحوال الزمان عليك متفرقة ومختلفة، ولا يزعجك منها شيء، ولا يغيرك عن حالك من الصبر والثبات والحلم والوقار في جميع الأوقات.
شكرا نورت على النشر
يحتاج نفخ العزائم في الرجال في هذا الزمن
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً
مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
فعلا يحتاج عزم وارادة في هذه الحياة الصعبة ، ورجال لا تهزهم العواصف مهما كانت عاتية ومهما كانت التضحيات كبيرة وتكالب الاعداء شرس.
فعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ