في مداخلة هاتفية مع برنامج تلفزيوني مصري، بكى إسماعيل السيد، وهو يتحدث عن ابنه الذي كمن له لصان خارج مطار فنزويلي وصل إليه بعد ظهر السبت الماضي، وقتله أحدهما برصاصتين ثم لاذ مع زميله بالفرار على دراجة نارية، وقال إن أحداً لم يتصل به ليواسيه “ولا يوجد شيء يشفي صدري، ولو فيه صاروخ بيتأجّر هاخد صاروخ أجيب ابني وآجي، أنا لا عارف أنام ولا آكل”، بحسب تعبيره في البرنامج الذي تابعته “العربية.نت” وهو “90 دقيقة” الذي تقدمه الإعلامية المصرية إيمان الحصري على قناة “المحور” التلفزيونية.

طالب الأب المفجوع بأن يتم إحضار جثة ابنه إليه ليدفنها، وقال وهو يبكي: “القتلة أخذوه وقتلوه في عز النهار في صمت أمني رهيب، ولم يتصل أحد من المسؤولين ليعزيني في ابني الوحيد، أو يواسيني” إلا أنه لم يذكر معلومات عن ابنه الذي فقد حياته حال خروجه من مطار سيمون بوليفار الدولي في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، وكتبت عنه “العربية.نت” تقريراً شاملاً ووافياً الاثنين، معززاً بفيديو وجد طريقه فيما بعد إلى عشرات المواقع الإخبارية العربية، والمصرية بشكل خاص.
وفي البرنامج كان للمستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، مداخلة عبر الهاتف أيضاً، لم يأت فيها على معلومات جديدة بشأن القتيل، بل على بديهيات، منها أن السفارة المصرية في العاصمة الفنزويلية كاراكاس “تتابع واقعة القتل مع الجهات المختصة لتتبع الجناة وكشف ملابسات الحادث” وأن السفير المصري التقى مسؤولين في إحدى المناسبات القومية، وأبلغهم بمتابعة الحادث، وإصدار النتائج في أسرع وقت ممكن” علماً أن البلاد كلها في عطلة بدأت الاثنين وتنتهي الجمعة، لمناسبة “الجمعة العظيمة” لدى المسيحيين.
مشقة الاتصال بالسفارة المصرية في فنزويلا

واتصلت “العربية.نت” بالسفارة المصرية في كاراكس لتتحدث إلى السفير خالد سيف الله، سعياً للحصول منه على ما يفيد، إلا أنها لم توفق طوال أكثر من ساعتين أجرت خلالهما 8 اتصالات، ولم تتمكن من التحدث إليه، فساعة “هو في اجتماع في السفارة” وفق ما قالت سكرتيرة فنزويلية، وساعة “هو ليس في السفارة” كما قالت أخرى، أو هو “في اجتماع في الخارجية الفنزويلية” بحسب ما قال موظف مصري بالسفارة أيضاً.

ثم طلب الموظف أن تعطيه “العربية.نت” رقم هاتف ليتصل به السفير “بعد انتهائه من الاجتماع” إلا أنه لم يتصل، فيما خلت وسائل إعلام فنزويلية كثيرة اطلعت عليها “العربية.نت” أمس وصباح اليوم الثلاثاء لعلها تجد في إحداها تصريحاً للسفير يخص الضحية عبدالرحمن إسماعيل السيد أحمد، لكنها لم تعثر على أي تصريح أو بيان، ولا حتى على كلمة بشأنه.
زوجة القتيل: تزوجنا منذ عام ولنا طفلة عمرها 8 أشهر

أما زوجة القتيل، واسمها إسراء عبدالعزيز، فظهرت بالصوت مساء الاثنين عبر مداخلة هاتفية مع الإعلامي المصري وائل الإبراشي، مقدم برنامج “العاشرة مساء” بفضائية “دريم” التلفزيونية، وتابعتها “العربية.نت” أيضاً، وفيها قالت عن زوجها إن عمره 29 سنة، واقترنت به منذ عام تقريباً، ولها منه طفلة عمرها 8 أشهر “ما قعدتش نصهن معايا.. دايما بيسافر” وفق تعبيرها بصوت متهدج.
روت أيضاً أن عبدالرحمن كان يعمل “بحري” في إحدى الشركات، وكان في فنزويلا بمأمورية عمل، وهي ليست المرة الأولى التي يسافر فيها إلى هناك “لكنها الأولى التي كان فيها بلا حراسة”، شارحة أنه حين كان يسافر إليها في المرات السابقة، كان معه حراسة ترافقه من المطار إلى الفندق الذي ينزل فيه، كما وإلى عمله في البحر “لأن في البلد مافيا وليست أمان، فلماذا لم يكن معه حراسة هذه المرة؟”، ثم ذكرت معلومة غريبة، وهي أنه سافر إلى فنزويلا “ولم يكن معه إلا 100 دولار” وفق تأكيدها.

هذه المعلومة قد تعني إذا صحت، أن اللص الذي انتظره يخرج من المطار ليسرقه بعد أن علم من موظف الجمارك بعلامات تدل عليه، أقدم على قتله غضباً من عدم الحصول منه على أي غنيمة، وهي عادة من يسطون في دول أميركا اللاتينية بهدف السرقة ولا يجدون شيئاً مع من يسطون عليهم، أو إذا رفض الضحية الانصياع وسلم ما لديه إلى من سطا عليه.
مهنته العمل على العبارات النفطية في الأنهار والبحار

ومع أنها تحدثت 8 دقائق تقريباً، إلا أنها كوالد الضحية، لم تذكر معلومات تلبي الفضول عن زوجها وطبيعة عمله، سوى أن الشركة التي يعمل لصالحها في البحر الأحمر بمصر، لم تزودها بأي معلومات عن مقتله، وأن ما علمته بشأنه قرأته في الإنترنت، ومعظمه على ما يبدو مما كتبته “العربية.نت” أمس، لأنها ذكرت ما انفردت به عربياً في تقريرها نقلاً عن وسائل إعلام فنزويلية، من أن موظفاً بدائرة الجمارك والضرائب في المطار “باع” المسافر المصري للصين اللذين كمنا له خارج المطار، وكان بذلك شريكاً معهما بجريمة سقط فيها المسافر المصري قتيلاً على رصيف المطار، طبقاً لما رأيناه في فيديو أمس الاثنين.

إلا أن موظفي الدائرة أصدروا بياناً الاثنين، نفوا فيه أن يكون أحدهم أخبر اللصين “بوجود دولارات مع المسافر المصري” بحسب الوارد في معظم وسائل الإعلام الفنزويلية التي سخرت من البيان وتساءلت كيف علموا بأن أياً منهم لم يشارك اللصين بالجريمة، طالما المشاركة تكون سرية عادة، بحيث يستحيل إعلان براءة الجميع من دون التحقق فعلاً من كل موظف في الدائرة، وهذا يحتاج إلى أشهر من التحقيقات.

أما الصحيح من المعلومات عن الضحية، فهو أنه وصل إلى فنزويلا مع 4 مصريين آخرين، وهم بحارة مثله، وأنه يعمل منذ 7 سنوات في شركة Maridive & Oil Services للخدمات النفطية، ومقرها الإسكندرية، وعمله بالتحديد هو على نوع من العبارات النهرية والبحرية يسمونه gabarra في فنزويلا، وهي عبارات للنقل النفطي أو المعدات الخاصة بالنفط، وتنشر “العربية.نت” صورة لإحداها، تابعة لشركة “نفط فنزويلا” التي يسافر إلى فنزويلا أحياناً ليعمل على واحدة من عباراتها، مبعوثاً من شركة “ماردايف” التي يعمل فيها “بحري” مع زملائه.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. الله يرحمه ويصبر اهله وزوجته على هالمصاب راح لقدره المعتر
    قصته مؤثره

  2. حسبنا الله تعالى ونعم الوكيل في هؤلاء الإرهابيين الذي قتلوا أخينا المسلم المصري وأسأل الله تعالى أن يرحم أخينا المصري المسلم رحمة واسعة ويجعل قبره روضة من رياض الجنة .

    أليس هؤلاء القتلة إرهابيين ؟ لماذا لم نر الإعلام العالمي ينقلب رأسا عقبا بسبب قتل هذا المسلم المصري البرئ ؟ ولماذا لم نسمع الإعلام الغربي يتهم هذا البلد الغربي بالإرهاب ويتهم القتلة بالإرهابيين ؟

  3. اخبار تعيسة اووووف أغيب وارجع الاقيكم مملييييييين لأقصي حد هههههههه
    بس احب اسلم علي بلو ونيفين وشاميتي الحلوة

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *