يقولون إن “كل عرس إلو قرص”، لكنّ ما حصل أمس في أحد المنتجعات السياحية في لبنان، لم يكن قرصا، لا بل كان كابوسا، للجميع، من المصابين القابعين منذ الليل في المستشفى محاطين بالصلوات والدموع، مرورا بالمدعوّين الذين أصيبوا بحالة من الذهول والرعب، وصولا إلى العروسين، اللذين تحوّل يومهما الكبير، الذي انتظراه طويلا مع صور جميلة للزغاريد والحبّ والفرح، إلى ليلة سوداء تغطّيها الدماء والدموع.
وفي التفاصيل، أن احد الاعمدة الحديديّة التي توضع على الجوانب الأربعة للحديقة وتثبت عليها الإنارة، سقط فجأة على طاولة أقارب العريس… ليعلو نحيب المصابين المحاصرين بين الأرض والحديد المتهاوي، ونحيب الاهل والمدعوين.
رجلان وامرأة باتا في لحظة، مرميين على الأرض، بعدما سقط عليهم العمود الذي يزن أكثر من طن. وقد عمل عدد من الأشخاص على مساعدة الرجلين على النهوض، حيث أصيب الاول في إحدى رئتيه، فيما أجريت للثاني إسعافات أولية منعت قلبه من التوقف، وها هو يرقد اليوم في العناية الفائقة في المستشفى بعدما أصيب بأضرار في الاذن وكسر في الجمجمة، بانتظار أن تجرى له عملية ثانية.
وفي المستشفى نفسه، تقبع السيدة التي بقيت مرمية على الارض حتى وصول الصليب الاحمر، نظرا لخطورة إصابتها في عمودها الفقري، وهي تخضع للمعالجة، قبل دخولها إلى غرفة العمليات، ترافقها الصلوات والتضرعات، في أروقة المستشفى، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
لحظة واحدة كانت كفيلة بأن تحوّل الفرحة إلى مصيبة، والمدعوّون الذين أكلموا السهرة في المستشفى، وحدها الصلوات تتردّد على شفاهههم، حالهم كحال العروسين المصدومين في الساعات الأولى بعد زفافهم.
يا لطيف المهم ما في ارواح راحت…
وانشاءالله رحمته تنزل على الجريحة وما يصير اي شلل يا رب…
بس هو العروسين ليش ما حدا منهم عبر لفظياً عن زعلهم على الجرحى..(عيب وان كانوا داخلياًكتير زعلانين ..(