مع استمرار العمليات العسكرية واحتدام المعارك بين الجيش الحر وقوات النظام، واستهداف القوات النظامية للتجمعات السكانية، ألحق القصف ونيران الجيش النظامي السوري أضراراً مباشرة بكافة مناحي الحياة في ريف مدينة معرة النعمان بريف إدلب، وأهمها القطاع الصحي، ونتيجة لذلك قلّت مخزونات الأدوية خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة كالسكري وغيره.

وفي هذا الإطار، يقول أنس الدغيم، وهو صيدلاني في ريف معرة النعمان الشرقي، متحدثاً لـ”العربية نت”، إن نزوح الأهالي من منازلهم وتهجيرهم التعسفي تسببا في إغلاق العديد من الصيدليات، حيث بلغت نسبة الصيدليات التي أغلقت في معرة النعمان وريفها 90% تقريباً، نتيجة القصف الشديد الذي تعرت له المدينة، ما حولها إلى مدينة أشباح.syria2

ويضيف الصيدلاني أنس الدغيم أن هناك نقصاً شديداً في الأدوية سببه استهداف النظام السوري للمصانع المنتجة للأدوية، خاصة في حمص، بينما ظلت بعض المصانع تنتج الأدوية كالتي في دمشق وحلب، وتشكل الأدوية القادمة من أهم ثلاثة مصانع في حمص قرابة ثلث حاجة الصيدليات، حسب قول المتحدث.

وفي مقابل ذلك زاد الطلب على الأدوية بسبب انتشار عدوى الأمراض الشتوية بين الفارين من قصف قوات النظام والنازحين المتواجدين بأعداد كبيرة في المدارس والخيام.

ومن أكثر الأدوية التي تفتقر لها معرة النعمان وريفها أدوية الأمراض المزمنة مثل الأنسولين، حيث يصل العدد إلى أكثر من 1000 حالة مسجلة تقريباً في ثماني قرى واقعة في ريف مدينة النعمان.

وحول ما تتلقاه المنطقة من مساعدات طبية من الهيئات الإغاثية والجمعيات الداعمة للشعب السوري، يؤكد أنس لـ”العربية نت” أن أغلب الأدوية التي تم إرسالها للمنطقة هي أدوية تخصّ مرضى الضغط الدموي ولا تنفع في الواقع، لأن أكثر الحالات التي ترد إلى المشافي والصيدليات هي لمرضى السكري والربو، الذي زادت نسبة الإصابة به جراء استنشاق مادة “الفيول”، وهو النفط الخام المستخدم من سكان المنطقة في التدفئة والطهي.

وبسبب الظروف المعيشية الصعبة وقلة ذات اليد قلّص السكان مشترياتهم من الأدوية أمام ارتفاع قاتل لأسعار الخبز والمواد الأولية الأخرى، حيث أصبح الدواء يُباع على سبيل الاستدانة.

ويضيف المتحدث أن هناك عدداً من الأشخاص قصدوا المشافي الحكومية الواقعة في مدينة إدلب ممن يعانون من أمراض مزمنة إلا أن قوات النظام نكلت بهم واعتقلت أغلبهم دون أي مراعاة لأوضاعهم الصحية.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. لا أدري إلى متى سوف ينظر العربان و معهم العالم المنافق إلى هذه المآسي و يغض الطرف عنها؟؟؟!!!!!
    مالت على جامعة العربان اللي ما عرفت تحل في يوم مشكلة .. حلوها فو الله ..تكلف خزينة العرب الملايين اللي بيصرفوها على موظفيها..
    و مالت على كل قرارات الأمم المتحدة التي كتبت يوما ما من أجل مصالح القوى العظمى فقط..!! و الله عيب على العالم هذا الذي يجري..!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *