كشفت العاصفة المُمطرة التي اجتاحت مختلف أرجاء الإمارات علي مدار الأيام الثلاثة الماضية وتحديدا في إمارة الشارقة عن تراجع خدمات البنية التحتية للإمارة وضعف ملحوظ لأدني إستعدادات الأزمات والطوارئ، فخلال ساعات قليلة تحولت الشوارع ومختلف البنايات والأنفاق إلي بحيرات وبرك مياه تسببت في تعطيل حركة المرور في شوارع الإمارة المختلفة، والشوارع المؤدية لدبي مما أدي إلى اختناق مروري بلغ ما يقرب من 15 كيلو متر.

وذلك فضلا عن اختلاط مياه الأمطار بمياه المجاري التي انبعثت منها روائح كريهة سيطرت علي عدد كبير من الشوارع والبنايات بعد غمر المياه البنايات من الداخل لدرجة أنها تسببت في تعطيل كثير من المصاعد التي تستقر “مواتيرها” في الأسفل، مما تسبب في استياء عارم من جانب السكان الذين راحوا يستنجدون بالشرطة والبلدية وشركات إدارة البنايات لكن دون جدوى.
والأدهى من ذلك تسجيل مستشفيات الشارقة لثلاث حالات وفاة بمنطقتي الصناعية الثالثة و اليرموك نتيجة الصعق الكهربائي بعد انتشار ظاهرة الماس الكهربائي شوارع وميادين الشارقة، إضافة الي حالة وفاة واحدة في دبي و17 حالة إصابة وفقا لخليفة بن دراي المدير التنفيذي لمركز خدمات الإسعاف في دبي، الذي أعلن أن المركز تعامل مع حالة وفاة واحدة و17 إصابة في القرية العالمية نتيجة سقوط أجزاء من المجسمات التابعة لأحد الأجنحة جراء الرياح الشديدة التي استمرت لنحو ساعتين.

وفي سياق متصل لم يجد غالبية المقيمين في الشارقة وعجمان ممن تعطلت سيارتهم بعدما غمرتها مياه الأمطار تماما وأتلفت العديد منها سوي تركها في منتصف الشوارع والعودة إلي منازلهم سيرا علي الأقدام، خاصة بعدما اشتدت غزارة الأمطار التي رافقتها رياح شديدة وبرق ورعد مع سقوط قطع البرَد، مما دعا إدارة المرور لإغلاق وتحويل الحركة في 12 تقاطعاً حيوياً في الإمارة، بهدف توفير السيولة المرورية.
و من جانبها، قامت هيئة الطرق والمواصلات في دبي بتحويل حركة المرور من شارع الإمارات بالاتجاه إلى إمارة الشارقة، إلى طرق بديلة بسبب تجمع مياه الأمطار على شارع الإمارات عند جسر ناشيونال في الشارقة، مما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة بعد تكدس آلاف السيارات في الطرق المؤدية إلى الشارقة.

وأمام ذلك طالب العديد من سكان الشارقة مسؤولي البلدية بوضع حل جذري لمشكلات دوار ناشيونال الذي يشهد ازدحاماً يومياً يستمر لساعات و هو ما وضح جليا في تجمع المياه في الدوار بكميات كبيرة بعد هطول الأمطار مما زاد الوضع تعقيدا إضافة لما هو عليه، إلي جانب مطالبتهم بتحديث وتطوير البنية التحتية أسوة بدبي التي لم تشكل العاصفة لها مشاكل تذكر مقارنة بباقي الأمارات، لكونها تعمل علي تحديث مرافقها بشكل دوري، إلى جانب امتلاكها لأحدث وسائل الطوارئ والإسعاف التي تضاهي الإمكانيات الأوروبية.qواللافت أن بلدية الشارقة أعلنت من خلال
بيان صادر عنها قيامها بتوفير 150 سيارة لشفط المياه، وبررت المشاهد التي لا زالت تعاني منها الأمارة بأن الأمطار كانت غزيرة، ما أسهم في تراكم المياه في الشوارع الرئيسة والفرعية في الإمارة، وهو عذر لم يتقبله السكان جميعا، خاصة ممن أتلفت سياراتهم تماما، مؤكدين أن الأرصاد الجوية حذرت قبل ثلاثة أيام من العاصفة بأن الأيام القادمة ستشهد هطول أمطار غزيرة، لذلك كان يجب علي إدارة البلدية أن تستعد بإمكانيات تتوافق مع حجم الأزمة التي تسببت في خسائر في الأرواح والممتلكات، بدلا من أن تبحث البلدية عن حجج تزيدها إدانة.
واتهم العديد من سكان الشارقة الجهات المعنية بنظام الصرف الصحي بالفشل ، مؤكدين أن الأمطار ليست ظاهرة استثنائية كالزلازل أو البراكين، بل هي ظاهرة موسمية، تحدث كل عام وكان يجب علي المسؤولين التصدي لها بمختلف الإمكانيات والاستعدادات المطلوبة واقترح البعض الاستعانة بجهات من خارج الشارقة مشهود لها بالكفاءة للتصدي لهذه الأزمة. إلى جانب مقاضاة جميع من ثبت فشله في توفير الحلول اللازمة والسريعة ، خاصة بعد أنفاق مئات الملايين علي صيانة الطرق وتجهيزها بشبكة تصريف مياه الأمطار.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. والله الشارقة ما تستاهل ، ولكنه قدر من الله وندعو العلي القدير باللطف فيه ، رحم الله من مات وأعان من زال يعاني ،،، كل هذا لاننا لا ننتبه لما قد يحدث من امور يقدرها الحق سبحانه وتعالى ولم نعمل لها حسابا ،،،، يجب ألا ننسى ابدا أنه في هذه الدنيا لا يوجد شئ مضمون مئة في المئة ، ففي الصحراء مستقبلا قد ينفجر بركانا لا ينفجر عادة الا في الجبال !!!

  2. عندما دهبت لزيارة دبي رايت ان لا يوجد بنيه تحتيه للصرف الصحي لقلت الامطار بالمنطقه اعتقد هدا سبب المشكله مجرد اعتقاد

  3. اسف نسيت ان اترحم على المرحومين بادن الله رحمة الله عليهم جميعا

  4. وألله الأمارات وخصوصا الشارقة لايستاهلون ألاكل خير ربنا يرحم موتاهم ويشفي جرحاهم ياررررررررب .

  5. الشارقة احبها كتير اقدم اسفي وعزائي لأهل الضحايا وللشيخ د كتور سلطان القاسمي

  6. لا علينا ان ننظر الى الاعلى للبنايات الشاهقة التي نعمرها ولكن علينا الاكثر من ذلك هو الاهتمام بالبنية التحتية للبلد .. كل هذه الكوارث نتيجة عدم وجود
    نظام صرف المياه في حالة حدوث فيضانات او هطول المطر لعدة ايام مستمرة
    الله يرحم موتاهم ويسكنهم فسيح جناته

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *