رغم الارتياح الكبير الذي عم الشارع اليمني جراء القرارات العسكرية الجريئة التي أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي، الأربعاء، وطوى بها صفحة مراكز القوى العسكرية المنقسمة على نفسها, فإن المواطن البسيط في صنعاء ومختلف المدن والأرياف لا يزال مسكونا بهاجس القلق من أي ردود أفعال سلبية من جانب الجنرالات المعزولين، الذين بنوا نفوذا كبيرا داخل المؤسسات العسكرية، التي تحولت خلال عقود إلى ما يشبه ضيعات خاصة.
وفي هذا السياق، ظهر اللواء علي محسن صالح الأحمر تلفزيونيا بلباس مدني شعبي، خالعا للمرة الأولى بزته العسكرية التي اشتهر بها وشكلت صورته في ذهنية ومخيلة الناس طيلة أكثر من ثلاثة عقود.
وهنأ الأحمر في تصريحاته الرئيس هادي على تلك القرارات التي وصفها بالشجاعة، والتي تخدم أمن واستقرار البلاد، مؤكدا أنه مع أي قرارات تخدم الوطن وتلبي أهداف الثورة الشعبية السلمية.
وأضاف ” نعتبره يوم عيد لتوحيد أفكار الأمة وتوحيد أبطال القوات المسلحة من أقصى اليمن إلى أقصاها”.
وقام الأحمر صباح الخميس بتأدية اليمين الدستورية أمام الرئيس هادي الذي عينه مستشارا له لشؤون الدفاع والأمن، كما أقام مأدبة غداء حضرها عدد من مسؤولي الدولة والقيادات العسكرية التي تم تعيينها بقرارات الرئيس هادي.
أما بالنسبة للعميد أحمد علي عبدالله صالح الذي عينه هادي سفيرا للجمهورية اليمنية لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وأبعده نهائيا ليس فقط من قيادة الحرس الجمهوري وإنما من المؤسسة العسكرية برمتها, فقد قال الصحافي نبيل الصوفي وهو أحد المستشارين الإعلاميين للرئيس اليمني السابق علي “إن العميد أحمد داوم الخميس في مكتبه رئيسا لمؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية”.

الأحمر
وذكر الصوفي، وهو مقرب أيضا من أحمد علي عبدالله صالح، على صفحته في “فيسبوك”، أنه زار العميد أحمد صباح الخميس في مكتبه، والتقط له صورة.
وكان الرئيس هادي قد أصدر قرارا بتحويل مقر الفرقة الأولى مدرع المطلة على جامعة صنعاء إلى حديقة عامة ومتنزه للمواطنين على أن يكون اسمها ـ وفقاً للقرار الجمهوري ـ حديقة 21 مارس.
وأخذ الأمر حيزا واسعا من الجدل والنقاشات بين مؤيدي اللواء الأحمر وشباب الثورة الشعبية من جهة، وبين أنصار الرئيس السابق وأعضاء حزبه المؤتمر الشعبي العام من جهة ثانية.
واعتبر أنصار الثورة الشبابية الشعبية أن تضمين القرار الرئاسي تسميتها بحديقة 21 مارس هو تكريم للواء الأحمر الذي أعلن في 21 مارس/آذار 2011 انشقاقه عن نظام صالح ودعمه وتأييده للثورة الشبابية، منوهين إلى أن مغزى ذلك هو النظر إلى أن موقف اللواء علي محسن كان له دور كبير في إنجاح التغيير وتفادي السيناريو السوري الكارثي.
أما أنصار الرئيس السابق فقد رأوا أن التسمية هي تكريم للرئيس السابق، وهو من مواليد 21 مارس 1942، وبالتالي اعتبروا أن قرار التسمية يصب في صالح رئيسهم السابق الذي يطلقون عليه “الزعيم”.
وتحدث المحلل السياسي أحمد عباد لـ “العربية.نت”، قائلاً: “بالنسبة لقرار التسمية، كان الرئيس هادي ذكياً بما جعله يرضي الطرفين. أما بالنسبة للمعطيات على الأرض، فهو استطاع أن ينهي مراكز القوى في الجيش، ويؤسس لقوات مسلحة موحدة ومنضبطة تأتمر بأوامر القائد الأعلى وهو الرئيس، والقائد العام وهو وزير الدفاع”.
وتابع: لكن في المقابل لا ينبغي أن نفرط بالتفاؤل, علينا أن نحذر وأن ندرك أن هؤلاء الجنرالات أسسوا منظومة من النفوذ والولاءات التي لا يمكن إنهائها بقرارات رئاسية, فالرئيس السابق وقع على المبادرة الخليجية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2011، لكنه لاحقا لم ينسحب نهائيا من المشهد اليمني، وبحسب بيان مجلس الأمن الصادر في 15 فبراير/شباط 2013، فقد بات الرئيس السابق أحد أبرز المتهمين بعرقلة خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية, وبالتالي فإن الأهم ليس فقط إعلان جنرالات الجيش الأقوياء قبولهم بقرارات العزل تحت ضغوط الرعاة الإقليميين والدوليين للمبادرة الخليجية، وإنما هو التسليم نهائيا بالتغيير الذي حصل وعدم إرباك الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. اذا صحت الاخبار فالناس طلعت بحصانة ومناصب جديدة والاهم من ذالك المليارات معهم طبعا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *