ضمّن الرئيس السوري بشار الأسد، مقابلته مع الصحافي الأميركي سيمور هيرش، سلسلة من المواقف، تراوحت بين الوضع في لبنان، مروراً بعملية السلام، وصولاً إلى ملفي العراق وإيران، وقد حرص على إبداء تفاؤل حذر بالإدارة الأميركيّة الجديدة، ربطه بتعاون مشروط
شدّد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع الصحافي سيمور هيرش في مجلّة «نيويوركر» أمس، على أن الوضع في لبنان لن يستقر ما لم «يغيّروا النظام برمّته»، مؤكداً أنه لا كميّة من الطائرات أو السلاح قادرة على حماية إسرائيل، وأن السلام وحده يحميها.
ورأى الأسد، بحسب هيرش الذي قال إن المقابلة أجريت في الشتاء، أن «الوضع في لبنان غير مستقر، والحرب الأهلية يمكن أن تبدأ خلال أيام، هي لا تأخذ أسابيع أو شهوراً، يمكن أن تبدأ هكذا. لا أحد يمكنه أن يطمئن حيال أي شيء في لبنان، إلا إذا غيروا النظام برمته».
وعن عملية التفاوض مع إسرائيل، شدّد الرئيس السوري على أهمية حل مشكلة اللاجئين من خلال قوله: «لدي نصف مليون فلسطيني وهم يعيشون هنا (في سوريا) منذ ثلاثة أجيال. وإذا لم تجد حلاً لهم، فعندها أي سلام ستتحدث عنه؟».

بشار الأسد

وميّز الأسد بين السلام واتفاقية السلام. وقال إن «اتفاقية السلام هو ما توقّعه، بينما السلام هو عندما يكون لديك علاقات طبيعية. وهكذا، فانت تبدأ باتفاقية سلام من أجل تحقيق السلام». وتابع: «إذا قالوا إنكم تستطيعون أن تستعيدوا كل الجولان، فسنوقع اتفاقية سلام. لكن لا يمكنهم أن يتوقعوا مني أن أعطيهم السلام الذي يتوقعونه. نبدأ بالأرض. ولا نبدأ بالسلام».
وسخر الأسد من الطاقم السياسي الإسرائيليي الحالي. وقال: «تحتاج إلى معجم خاص لفهم مصطلحاتهم. ليس لديهم أي من الجيل القديم الذي كان يعلم ماذا تعني السياسة مثل (إسحق) رابين وغيره»، مشيراً إلى أن تصرفاتهم طفولية «لهذا أقول إنهم كالأطفال يتعارك بعضهم مع بعض، ويعبثون بالبلاد، لا يعلمون ماذا يفعلون».
وتحدث الرئيس السوري عمّا فعله الإسرائيليون في فلسطين. وقال: «أرادوا أن يدمروا حماس في الحرب وأن يجعلوا (الرئيس الفلسطيني محود عباس) أبو مازن قوياً في الضفة الغربية. لكنهم أضعفوا أبو مازن وجعلوا من حماس أقوى». وتابع: «الآن يريدون تدمير حماس. لكن ما هو البديل لحماس؟ إنه تنظيم القاعدة. ليس لديه (التنظيم) زعيم يمكن أن تتحدث معه، أو أن تتحدث عن أي شيء. هم (القاعدة) ليسوا مستعدين للحوار، هم فقط يريدون أن يموتوا في الميدان».
وعن العلاقات الأميركية الإسرائيلية، قال الأسد إن «الانحياز والوقوف إلى جانب إسرائيل هو أمر تقليدي بالنسبة إلى الولايات المتحدة، ولا نتوقع منهم أن يكونوا في الوسط قريباً». وأضاف: «يمكننا التعامل مع هذه المسألة، ويمكننا أن نجد سبيلاً إذا أردتم الحديث عن عملية السلام». لكنه لفت إلى أن «الرؤية لا تبدو واضحة على الجانب الأميركي لجهة ماذا يريدون أن يحصل حقاً في الشرق الأوسط».
وتحدث الأسد عن الجهود الشخصية للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، مشيراً إلى أنه لن ينجح في مهمته. وقال «أخبرته: كنت جيداً في إيرلندا، ولكن هذا الوضع مختلف. ميتشل حريص على النجاح، ويريد أن يفعل شيئاً جيداً، لكنني أقارن مع الوضع في الولايات المتحدة: الكونغرس لم يتغير، لكن الجو بالإجمال ليس إيجابياً بالنسبة إلى الرئيس عموماً، ولهذا اعتقد أن مبعوثه لن ينجح».
وتطرق الأسد إلى انتقادات بعض السياسات الإسرائيليّة خلال مؤتمر «جي ستريت». وقال «إن هذا شيء جديد، لكن يجب أن نعلمهم أنهم إذا كانوا قلقين على إسرائيل، فإن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يحمي إسرائيل هو السلام، ولا شيء غيره. ليس ثمة كمية من الطائرات الحربية أو السلاح يمكن أن تحمي إسرائيل، لذا عليهم أن ينسوا هذا».
وفي الملف الإيراني، رأى الرئيس السوري أن فرض عقوبات على إيران هو مشكلة «لأنهم (الإيرانيين) لن يوقفوا البرنامج النووي، بل سيسرعونه. ويمكنهم أن يخلقوا مشاكل للأميركيين أكثر مما إذا كانت الأمور عكس ذلك». وتابع: «إذا كنت أنا (الرئيس الإيراني محمود) أحمدي نجاد، فلن أتخلى عن كل اليورانيوم، لأنه ليس لدي ضمانات. لذا، الحل الوحيد هو أن يرسلوا لك جزءاً منه، في مقابل أن تعيد إرسال الجزء المخصب، وبعدها يعيدون إرسال الجزء الآخر». ونصح أوباما بقبول «العرض الإيراني لأنه جيد جداً وواقعي جداً».
وشبّه الأسد الأوروبيين بساعي البريد، في انتقاد لموقفهم من مبادرة المفاوضات النووية الإيرانية. وقال إنها «ليست مبادرة أوروبية، بل مبادرة (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش التي تبناها الأوروبيون. الأوروبيون كساعي البريد، هم سلبيّون بالكامل، وقد أخبرتهم بذلك. أخبرت الفرنسيين عندما زرت باريس».
وعن المسألة العراقية والتعاون مع الأميركيين، قال الأسد «إنهم (الأميركيين) يتحدثون فقط عن الحدود، وهذه طريقة تفكير ضيقة جداً. لكننا قلنا نعم. عندما أتى ميتشل قلت له إن هذه هي الخطوة الأولى، وعندما نجد شيئاً إيجابياً من الأميركيين سننتقل إلى المستوى الثاني». وأضاف: «أرسلنا مبعوثنا إلى الحدود، لكن العراقيين لم يأتوا. والسبب أن (رئيس الحكومة العراقية نوري) المالكي كان ضدها. وفي الوقت الحالي لا يوجد شيء، لا تعاون على أي شيء، ولا حوار جدياً».
وفي وصفه للرئيس الأميركي الجديد، قال الأسد إن أوباما تسلّم كرة كبيرة من النار من سلفه جورج بوش. وأضاف: «هي تشتعل، داخلياً ودولياً، لكن أوباما لا يعرف كيف يلتقطها». ورأى أن المقاربة الأميركيّة اختلفت، فـ«لا مزيد من الإملاءات، بل الاستماع، واعتراف أكثر بالمشاكل الأميركية حول العالم، وخصوصاً في أفغانستان والعراق». لكن في الوقت نفسه، يرى الأسد أنه لا نتائج فعلية: «ما هو لدينا فقط الخطوة الأولى، ربما أنا متفائل حيال أوباما، لكن هذا لا يعني أنني متفائل حيال المؤسسات الأخرى التي تؤدي دوراً سلبياً أو تشلّ دور أو أدوار أوباما».
ويشير هيرش، في بداية مقاله، إلى أن نصّ المقابلة الذي قدّمه مكتب الأسد كان دقيقاً، لكنه لم يتضمن الحديث عن تجديد سوريا مشاركتها المعلومات الاستخبارية عن الإرهاب مع وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» ومع الاستخبارات البريطانية «أم آي 6»، بعد طلب حمله ميتشل من أوباما. وأشار هيرش إلى أن الأسد وافق على طلب أوباما، لكنه حذر ميتشل من أنه «إذا لم يحصل شيء من الطرف الآخر (من الناحية السياسية)، فسوف نوقف الأمر».

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫45 تعليق

  1. سياسته الخارجية…مشرفة…بس لا احد يقنعني انه لا يوجد لديه سجناء راي يقبعون خلف السجون؟….

  2. أكثر ما يعجبني فيه وكان يُعجبني في والده الرئيس الراحل أنهما يفكران بنفس طريقة العدو فلا يستطيع النيل منهما ولا من بلدهما ان شاء الله ….

  3. أحسنت يا ابن الأسد, صدقت في تقديرك للحكومة الصهيونية, رئيس حكومة لا يتفق مع وزير الدفاع في ضرب أو عدم ضرب سورية…و الله عجب

  4. رجال من ضهر رجال لبيك يا اسد العروبة العرب الوحيدون المتمسكون بالاصالة العربية هم آل الاسد هكذا حكام ترفع الراس والباقي الحكام تخلف

  5. يعني اذا عندكن الديمقراطية انوا جورج بوش الاب يحكم والابن جورج كمان واخوا لجورج يحكم اكبر الولايات هي ديمقراطية بالنسبة عندكم طلعي على استطلاعات الرأي للشعب السوري ما رح اقول كامله بل معظمه مع قيادة الرئيس بشار وطلعي على استطلاعاتكم عطول ضد الرئيس لان المواطن الاميركي ما بينتخب الرئيس الاجدر بل الرئيس يللي عندوا كاريزما وشفنا هل الشي مع اوباما

  6. أنت جمعت كل الترهات .. لم تبقِ لأحد .
    نحن من يسأل عن حقيقة موقفك من سياسة سوريا الخارجية تجاه العدو والمقاومة .. ولماذا خلط الأمور الداخية بالوقف الوطني ؟!!!!

  7. على الاقل نحن لا نحتاج الى موافقات خارجية لمواقفنا نحن نعيش في بلد الرجال

  8. مرحباً عزيزي أيمن ..
    هي سنة الحياة .. لايمكن أن تعرف اللون الأبيض إلا إذا وضعتَ أمامه الأسود .

  9. مرحبا اخي قاسيون
    الظاهرانو الحياة عندهم لونها بامبي
    سلام قاسيون انا لازم اروح رح أأمن فيك

  10. الحقيقة انا بحب سوريا و شعب سوريا كتير بحس انهم اقرب شعب للمصريين و عموم اهل سوريا الحقيقة دائما يظهروا حب غير عادى لمصر و ده اللى زود حبنا ليهم ربنا يبارك فى سوريا و اهلها الطيبين

  11. ما أسهل الكلام ههههههههههههههههه
    ولكن أين الفعل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    43 عام ولم يُثبت أي شيء
    يا حرام عايشين بحلم جميل وما بدن يصحوا منو

    كلام …كلام …كلام وبس
    ما بخُدش منك غير كلام
    ربنا يخليكي النا يا صباح هههههههههههه

  12. مو مصدقة التطبيل والتزمير للحاكم !! ليــــه؟ فهموني ليه؟ … ماذا فعل الاسد علشان يلاقي كل هالاعجاب والتصفيق منكم !! البلد من اجمل بلدان الشرق الاوسط و اهلها شريحة كبيره منهم من الاذكياء والعباقره والمثفقفين ومع هذا عايشين تحت خط الفقر و العبقري فيهم طفشوه و هرب من البلد لانهم يخافون اصحاب العقول ! البلد غارقة في المحسويبيات والرشاوي .. و حاميها هو حراميها … والفساد الاداري والعسكري مستشري …. والجرائم وصلت معدلاتها مواصيلها … هذا نظام فاسد قامع … انا لا اتكلم عن الاسد بنفسة لاني اعرف انه مو عارف الطبخة وهو مجرد طبيب لا يعرف في السياسة ولا يفقة فيها ولانه شاب و لبق وكلامة مرتب ولة قبول صار لعبة في ايدي كبار الحزب يحركونها كما يشائون !! اتمنى ان يصحى العرب من سابتهم فتمجيد الحاكم هو الي دهور احوالكم .. واتمنى منكم قرائه مسريحى جوليوس سيزار … عشان ترو الصوره بشكلها الحقيقي !! انشر حبي من باب الديمقراطية واتمنى الرد علا كلامي بأدب !!

  13. الله يقويك يا اسد يا ابن الاسود.
    انت اللي مخليهم يموتو قهر قهر قهر.
    واولهم هالصهيونية نيفين.الهي توقعي بجورة وتطبق عليكي بلاطة وما تطلعي منها.
    لك بنت لندن وين هالغيبة شو كنتي بالمستشفى؟؟يعني ما متي؟؟ لانه كنت عم جهز وراق النعوة تبعيتك واليوم كنت عم ناقش هالموضوع بس متل ما بيقول المتل اذكر الـقط بيجي نط.
    وكتكوت مفرفش انشر انشر.

  14. متيم ..
    هي بنت لندن المزيفة مو الحقيقية ..
    اسمها كاذب .. كلماتها مثل اسمها .. اتركها .

  15. نيفو وينك من زمان يالئيمة لازم ننزل موضوع عن سوريا مشان نشوفك عرفنا كيف نطالعك من جحرك

  16. صح زنوبيا نيفين متل الحية بالجحر بتطلع بس لما بدها تلدغ ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه.
    وكتكوت مفرفش انشر انشر.

  17. أنت يامن تتباكين على الشعب السوري ..
    تعرفين أني أعرفك تدخلينبعدة اسماء لاشعال الفتنة بين الجزائر ومصر .. والان سوريا ..
    كلمة ,, ليه ,,, المصرية
    مصر أنت عار عليها .

  18. أنت يامن تتباكين على الشعب السوري ..
    تعرفين أني أعرفك تدخلين بعدة اسماء لاشعال الفتنة بين الجزائر ومصر .. والان سوريا ..
    كلمة ,, ليه ,,, المصرية
    مصر أنت عار عليها .

  19. هي تستطيع أن تدخل بعدة أسماء أما نحن فمحاصرين كيف يحصل هذا ومن أين لها هذه السطوة بعتقد هذا الموقع صار خرفان

  20. كلامك صحيح ساندرا فعلا مصر هى تؤام سوريا
    كفاية ان احنا فى يوم من الايام كنا بلد واحد علم واحد ورئيس واحد
    انا لما كنت فى السعوديه كان ليا اصحاب كتير من سوريا وكلهم كانوا يحبونا وبيحبوا مصر حتى فى الجامعة كان لينا زمايل من سوريا قمة فى الاخلاق
    ربنا ينصر سوريا ع اعدائها ويحفظها من كل شر

  21. حافظ الأسد: هل وصل مشروعه العائلي إلى نقطة النهاية: أجندة التوريث

    لعل العقبة الكبرى الأخيرة التي كانت تقف في طريق إفساح المجال أمام “باسل”، ومن بعده “بشار”، كانت إبعاد اللواء “علي دوبا” مدير إدارة الاستخبارات العسكرية. فقد صمد هذا الأخير في وجه كل التصفيات التي جرت لتمهيد الطريق للوريث. فهو من جهة كان لا يقل بطشا عن “رفعت الأسد” و “علي حيدر”، وبالتالي خدمة ل”حافظ الأسد”.ولكنه كان الأكثر توازنا بين الثلاثة في إظهار طموحه لوراثة الحكم. ولقد تمثلت الخطوة الأولى في إبعاده عن الطريق هي ترقيته إلى رتبة العماد، وجعله نائبا لرئيس الأركان،
    بقلم الطاهر إبراهيم
    استعرضنا في الجزء الأول من موضوعنا هذا “النظرية الأمنية” التي اعتمدها حافظ أسد في حكم سورية. وبينا فيها الأسلوب الذي اتبعه في الوثوب إلى الحكم، والتصفيات القاسية التي اعتمدها لإبعاد خصومه السياسيين من البعثيين والإسلاميين. ثم كيف فوجئ بتحدي أخيه الشقيق “رفعت الأسد” له، وكيف أبعده عن الطريق، ليصفو له الجو في تمهيد الطريق لابنه “باسل” ، ثم من بعده أخيه “بشار” بعد مقتل الأول في حادث سيارة غامض.

    في هذا الجزء سنبحث في “الأجندة” الصارمة التي اتبعها الأسد الأب في تهيئة المناخ لابنه بشار لكي يكون الخليفة من بعده، وهل نجح في ذلك؟.

    * أجندة التوريث:

    اشتملت هذه “الأجندة” على عدة نواح يمكن أن نجمل أهمها في ما يلي:

    الناحية الأولى، تمثلت بإبعاد المنافسين له ولأبنائه عن الطريق، وعدم تمكينهم من إفشال خطته التي حرص على أن يطبقها تطبيقا صارما، وألا يترك لأي احتمال، مهما كانت حظوظه قليلة، -بحسب قناعته- أن يعرقل سير هذه الخطة. ولقد بينا كيف تخلى الأسد الأب عن شقيقه وساعده الأيمن “رفعت”. وكيف ضرب الأسد أعداءه ومنافسيه دون شفقة أو رحمة. ورفض أي شفاعة، من داخل الحكم وخارجه، كي يخرج رفيق دربه ،”صلاح جديد” من السجن، حتى وهو على فراش المرض العضال ،الذي لم يكن يرجى معه شفاء، فلم يخرج من سجنه إلا إلى قبره. وحتى “نور الدين الأتاسي”، الذي كان رئيسا بروتوكوليا للدولة، ولم يكن يخشى منه أي إزعاج، بعد أن نسيه الناس إلا أهله، فقد لبث في السجن ربع قرن، فلم يطلق سراحه إلا قبل شهر واحد من موته.

    أما الإخوان المسلمون، فبالرغم من إشادته بهم في خطابه في 23 آذار”مارس” عام198م، (بعد المظاهرات الصاخبة التي خرجت في حلب وقد قدّر عدد المشاركين فيها بأكثر من مليون)، وقوله صراحة عنهم في ذلك الخطاب، أن”لا خلاف لنا معهم إطلاقا ونحن نشجعهم” فقد ضربهم بعنف، وقامت سرايا الدفاع بقيادة “رفعت أسد” والوحدات الخاصة بقيادة “علي حيدر” بقصف وتدمير أحياء كاملة من مدينة “حماة” في شباط “فبراير” عام 1982م، وقتل من أهلها ثلاثون ألف مدني ( قدر باتريك سيل الذي أرخ لحياة حافظ أسد عدد قتلى حماة بين خمسة آلاف وخمسة عشر ألفا). وكان قبل ذلك قد أصدر المرسوم التشريعي رقم 49 لعام 198م ،الذي يقضي بإعدام كل من ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين.

    وعدا عن عشرات الآلاف الذين هُجّروا في أقطار الأرض، فإن أكثر من ثلاثين ألفا من الإخوان المسلمين وغيرهم سجنوا ،في تدمر وغيرها من سجون أجهزة الأمن، لمدد وصلت عند بعضهم لأكثر من عشرين عاما، ولا زال ما يربو على 5 من هؤلاء يقبعون في سجن “صيدنايا” الذي يحتوي على عدة طبقات، ولكنه يعتبر سجن “خمس نجوم” قياسا إلى سجن “تدمر” الرهيب.

    ومن ناحية ثانية، فقد عُني الأسد الأب بإعداد الوريث إعدادا مكثفا:

    وقد تمثل ذلك باستُقداِم اختصاصيين في كل علم وفن يحتاجهما الرئيس المقبل.وبشكل موازٍ فقد كان الأسد الأب يكلف الخليفة المرتقب ببعض الملفات، التي تكوّن لديه “دِرْبة” على شؤون الحكم،مثل ملف محاربة الفساد الذي استشرى في سورية خلال ثلاثة عقود، وطاول رؤساء حكومات قضى بعضهم عقدا ونصف العقد في كرسي رئاسة الحكومة، ووزراء و خلقا كثيرا ممن جاءوا إلى السلطة صعودا من مناصبهم الحزبية.

    واستطرادا، فقد كانت الخطة التي اعتمدها الأسد في سورية، هي ترك المجال واسعا أمام الأعوان الكبار، لنهب المال من دوائر الدولة، وفي نفس الوقت يكون هناك من يحصي على هؤلاء أنفاسهم. فإذا نسي أحدهم نفسه وظن أنه قد ترسخ في منصبه، وفي ساعة غفلة تكلم بما لا يليق، أُخرج من أحد الأدراج،”ملف الفساد” الذي دونت فيه سرقاته وهو لا يدري ،وكان ما كان، كما حصل مع رئيس الوزراء السابق “محمود الزعبي”.

    ولقد كان ملف لبنان (الذي كان في عهدة نائب رئيس الجمهورية، الأستاذ عبد الحليم خدام، ثم سحب منه، ووضع بين يدي الدكتور “بشار”) مجالا خصبا ليشكل له حقلا، يتدرب فيه الرئيس “المرتقب”، دون أن يتحمل تبعات الفشل، سيما أنه كان يشكل منصبا رئاسيا موازيا، يختبر الرئيس المرتقب قدراته فيه.

    وقد أصر على استبعاد الأعوان الخطرين من طريق بشار:

    فكما تم التخلص من “رفعت الأسد” الذي كان يعتبر نفسه الأجدر والأحق بوراثة الحكم بعد أخيه، فقد تم التخلص من قائد الوحدات الخاصة العميد “علي حيدر” الذي نُقل عنه استخفافه بتوريث “باسل” عندما كان على قيد الحياة.

    ولعل العقبة الكبرى الأخيرة التي كانت تقف في طريق إفساح المجال أمام “باسل”، ومن بعده “بشار”، كانت إبعاد اللواء “علي دوبا” مدير إدارة الاستخبارات العسكرية. فقد صمد هذا الأخير في وجه كل التصفيات التي جرت لتمهيد الطريق للوريث. فهو من جهة كان لا يقل بطشا عن “رفعت الأسد” و “علي حيدر”، وبالتالي خدمة ل”حافظ الأسد”.ولكنه كان الأكثر توازنا بين الثلاثة في إظهار طموحه لوراثة الحكم. ولقد تمثلت الخطوة الأولى في إبعاده عن الطريق هي ترقيته إلى رتبة العماد، وجعله نائبا لرئيس الأركان، ولكن مع بقائه على رأس إدارة الاستخبارات العسكرية. ثم تم الاستغناء عنه بهدوء في تلك الإدارة. ولا يُعرف على وجه التحديد كيف تم هذا الاستغناء، ولكنه، على كل حال، كان استغناء بدون ضجيج وليس كما حدث مع علي حيدر ورفعت الأسد.

    ولا يكتمل البحث في هذه النقطة إلا بعد أن نشير إلى أن الأعوان من أهل السنة كانوا هم الأهون عند الرئيس “حافظ الأسد”، لأنه اختارهم على عينه من النوع الذي يتقلد المنصب، ولا يتطلع إلى فوق، مثل “مصطفى طلاس” وزير الدفاع الأسبق.

    ولكن أين كانت الإدارة الأمريكية من هذا التوريث؟:

    لقد كان الأسد الأب حريصا على إنجاز أهم بند في التوريث، وهو استمزاج رأي الإدارة الأمريكية وأخذ الموافقة على المبدأ. فقد عرض الرئيس حافظ الأسد الأمر على كلينتون في أول لقاء لهما، ولكن لم ينقل لنا أي تعليق من كلينتون على ذلك. وقد اعتبر الرئيس “حافظ الأسد” هذا السكوت موافقة.

    بعد هذا الاستعراض الموجز للأجندة. هل يمكن أن نعتبر أن الرئيس الأب قد نجح في تهيئة الرئيس الابن للوراثة، من خلال الأجندة التي نفذها برؤية العصر الذي كان يعيشه؟

    وهل استطاع الوريث أن يملأ الكرسي الذي شغر بموت أبيه؟ وهل انطبق حساب السوق على حساب الصندوق؟

  22. مو مصدقة التطبيل والتزمير للحاكم !! ليــــه؟ فهموني ليه؟ … ماذا فعل الاسد علشان يلاقي كل هالاعجاب والتصفيق منكم !! البلد من اجمل بلدان الشرق الاوسط و اهلها شريحة كبيره منهم من الاذكياء والعباقره والمثفقفين ومع هذا عايشين تحت خط الفقر و العبقري فيهم طفشوه و هرب من البلد لانهم يخافون اصحاب العقول ! البلد غارقة في المحسويبيات والرشاوي .. و حاميها هو حراميها … والفساد الاداري والعسكري مستشري …. والجرائم وصلت معدلاتها مواصيلها … هذا نظام فاسد قامع … انا لا اتكلم عن الاسد بنفسة لاني اعرف انه مو عارف الطبخة وهو مجرد طبيب لا يعرف في السياسة ولا يفقة فيها ولانه شاب و لبق وكلامة مرتب ولة قبول صار لعبة في ايدي كبار الحزب يحركونها كما يشائون !! اتمنى ان يصحى العرب من سابتهم فتمجيد الحاكم هو الي دهور احوالكم .. واتمنى منكم قرائه مسريحى جوليوس سيزار … عشان ترو الصوره بشكلها الحقيقي !! انشر حبي من باب الديمقراطية واتمنى الرد علا كلامي بأدب !!

  23. انت كلامك جميل و مادب يا اختي العزيزة..
    و صباح الخير لكي..
    و لكن كنت اتمنى بان تعلقي بموضوع جديد، لان في مواضيع كثيرة مثلاها، تعليقكي عجبني جداً، بس حرامات كتبتي في موضوع قديم اكثر من ثلاثة سنوت و نصف.. تحياتي

  24. ربي يخليك دلشاد لجمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع من يحيك وانا منهم اخوي
    معلش بس ان حبيت اتزكر كيف نحنا شعوب طول عمرها عاشت مخدوعة وموهومة بقادتها الرعاع وهي تناضل من اجل لقمة العيش الصعبة تكدح لسنين وهم بايام يغتنمون ارزاقنا ونحن نشعر بحاجتهم وعندما كشف القناع قتلو فينا الكلام وعلقوا الجسد وابادو معنى الانسانية
    بالتالي نخن شعوب نستحق ما نحن عليه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *