على الرغم من أن نظام الأسد يخفي الأعداد الحقيقية لقتلاه، خصوصاً في المنطقة الساحلية التي تعدّ خزانه البشري الذي يزجّ به في ساحات القتال، دفاعاً عن كرسيّه، إلا أن الأرقام التي تتسرب من صفحات أنصاره، في الفترة الأخيرة، عكست حجم التدمير الذي أصاب البيئة الاجتماعية الموالية له، والتي استخدم الأسد دماء شبابها ونسائها، لتُسفك وتبقيه رئيساً.

فقد أعلنت إحدى الصفحات الفيسبوكية الموالية لنظام الأسد، الأربعاء، وتحرر من محافظة اللاذقية مسقط رأسه، أن مدينة “جبلة” وريفها، والتابعة للمحافظة، قدّمت عشرين ألف قتيل، منذ بدء الثورة السورية على نظام الأسد. ونشرت صفحة “شبكة أخبار جبلة لحظة بلحظة” منشوراً مصوّراً يظهر سقوط عشرين ألف قتيل، من المدينة وريفها، وكذلك أشارت إلى عدد الجنود الموجودين الآن، في جيش النظام، وينحدرون من المدينة وريفها، ويبلغ عددهم 40 ألف جندي، كما ذكرت الصفحة السابقة.

مع العلم أن عدد القتلى السالف، يوزّع على جميع التشكيلات العسكرية الموالية للأسد، وليس في جيشه “النظامي” فقط، كميليشيات الدفاع الوطني، وميليشيات “أسود الحسين” وميليشيات “صقور الصحراء” و”أسود العرين” وتشكيلات مسلحة أخرى، في محافظات سورية متعددة.

ويطلق أنصار الأسد اسم “مدينة الشهداء” على مدينتهم “جبلة” نظراً لارتفاع عدد قتلى جنود الأسد ومن الذين ينحدرون من تلك المدينة وريفها. هذا على الرغم من أن نظام الأسد يعيق أي عملية إحصاء دقيقة لقتلاه في بيئته الحاضنة في الساحل السوري، سواء في اللاذقية التي تتبع لها “جبلة”، أو في محافظة طرطوس التي تعد خزاناً بشرياً رئيسياً لجيش النظام، وتعتبر من وجهة نظر سكّانها، هي الأخرى، مدينة “شهداء” نظراً لتقديمها الآلاف لجيش الأسد، ويعودون قتلى إلى قراهم وبلداتهم منذ بدء الثورة على نظام الأسد.

وجود راسخ لمعارضي آل الأسد في الساحل السوري

يذكر أن السياق الذي قامت فيه الصفحة الفيسبوكية السالفة، بذكر رقم محدد عن قتلى جيش الأسد المنحدرين من تلك المدينة، هو سياق التظلّم والشكوى، بسبب إهمال الأسد لبيئته الحاضنة في المدينة، على الرغم مما خسرته، بشرياً، للدفاع عن حكمه، حيث يبث فيها خطاب الريبة والتخويف من الثورة السورية، ليزجّ بأهلها للقتال في جيشه، ووأد أي إمكانية لانخراطها في أي حراك ثوري ضده. علماً أن معارضي نظام الأسد، في الطائفة التي ينحدر منها، يمتلكون وجوداً راسخاً منذ أيام الأسد الأب، وقام الأخير بقتل بعضهم تعذيباً في المعتقلات، أو الزج بهم في السجون، أو التضييق على آخرين بمنع توظيفهم في أي مرفق حكومي، وعدم السماح لهم بامتلاك جوازات سفر.

وتعاني المدن الرئيسية التي ترفد جيش الأسد بالمقاتلين، كمدينة “جبلة” من فساد ينتشر في جميع مفاصل البلدة المتوسطية التي أباد الأسد جيلاً كاملاً من أهلها، للبقاء رئيساً. وتنتشر فيها العصابات المسلحة وفرق الميليشيات المسلحة التابعة لمتنفذين قريبين من الأسد، سواء مباشرة في صلة قربى عائلية به، أو في شكل غير مباشر من خلال “شبّيحة” محسوبين عليه وعلى عائلته.

وسبق لأحد المحامين في مدينة “جبلة” أن توجه برسالة إلى الرئيس الروسي “بوتين” بتاريخ 16 سبتمبر 2016 قائلاً له فيها إن سوريا لا تستطيع أن تقدّم، كروسيا، عشرين مليون قتيل. وجاء في تلك الرسالة الموجهة إلى بوتين، أن الشعب الروسي انتصر في الحرب العالمية الثانية بعد تقديم عشرين مليون قتيل، إلا أن الرسالة تضيف: “لكننا لا نحتمل مثل هذا الرقم من القتلى، لأننا لو قدّمنا 20 مليوناً، سوف نَفنى، ولن يبقى أحد ليحتفل!”.
الأسد وإيران يشوّهان صورة الثورة السورية لتقديمه حارساً لطائفته

وأدت الحرب التي يخوضها الأسد على السوريين منذ عام 2011 إلى خسائر مهولة بالأرواح، تختلف التقديرات بشأنها، ما بين 400 ألف و500 ألف قتيل، هذا فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للبلاد وأبنيتها السكنية، والتي اتفقت أغلب المصادر أن دمارها فاق الدمار الذي ضرب مدناً أوروبية إبان الحرب العالمية الثانية.

وتقوم سياسة الأسد، منذ بدء الثورة عليه، على دفع بيئته الحاضنة في الساحل السوري، لـ”الاحتماء” به بصفته “حارسهم” من الثوار السوريين، عبر قيامه بضخ خطابات الفتنة والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، تساعده في ذلك، إيران في تواجدها العسكري والعقائدي المباشر في مسقط رأسه، حيث تعمل على تشويه صورة الثوار السوريين على أنهم “خطر” محدق بأبناء المنطقة الساحلية، فيما قامت الثورة السورية عام 2011 لتحصيل حقوق السوريين جميعاً، دون تمييز، واعتبار نفسها ثورة على نظام سياسي بعينه، هو نظام الأسد السياسي والعسكري والأمني. حسب كل البيانات الرسمية للثوار السوريين، منذ بدء الثورة لإسقاطه عام 2011.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. الحمد لله اللي الله جعل ابادة طائفته الخبيثة وان شاء الله زوالها من سوريا على ايدين هالخاين
    عم يبعتوا ولادهم للموت كرماله وهو بيعوضهم بساعة حيط بدون بطارية ..هي قيمتهم عنده
    لجهنم كل واحد بيموت بسبب هالنجس اللي دمر بلادنا

  2. واضح ان بثار لعنه حتى على انصاره ومعروف ان ايران لاتدخل في شيئ الاافسدته
    ولا في بلد الا خربته وهي تبث احقادها الصفويه في بلاد المسلمين وخلافها مع امريكا خلاف اعلامي فقط
    اختلفت مع ريغان اعلاميا ومع بوش الاب وكلينتون فدمرت افغانستان وهي من قدم المعلومات والدعم اللوجستي واختلفت مع الابن ودمرت العراق واختلفت
    مع اوباما فدمرت سوريا واليمن والان تختلف مع ترامب وعينها على الخليج وهي من جعلت لبنان متاخرا عن الركب بسبب زميرة وحزبه
    فعلا كما قيل ان الروافض شر من وطئ الحصى والدليل ابو القرون

    صباحالخير نور

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *