يعتبر الأميركيون أن العراق مصلحة مهمة لهم، وحاولت الإدارة خلال الأسابيع الماضية مساعدة العراقيين على منع تفجير الوضع السياسي، وتحويله إلى حرب طائفية، خصوصاً أن المسؤولين الأميركيين، بدءاً من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن، يرون أن الوضع خطير، ومن الممكن أن ينزلق إلى مواجهة طائفية دموية.
مشكلة المالكي

يرى الأميركيون أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، أبدى من قبل تشدّداً في قراراته السياسية، ويمسك بقوة بمفاصل الحكومة من خلال حزبه والمقرّبين منه. وينشغل بال الأميركيين بشكل خاص، لأنهم في الأشهر الماضية تحدثوا إلى رئيس الوزراء العراقي عن ضرورة أن يبدي ليونة تجاه القيادات السنية العراقية ومطالبها، لكنه لم يحقق وعوده بذلك، أو أنه لم يحقق منها ما يكفي.o

يلوم الأميركيون رئيس الوزراء العراقي أكثر من غيره على ما يحصل في بلاده، لأنه رئيس السلطة التنفيذية، وهناك مطالب سياسية بات الأميركيون يعتبرونها محقّة، وعلى المالكي أن يحققها.

يضع الأميركيون لائحة من المطالب، ويرون أنه من الضروروي تنفيذها، وتبدأ بمشاركة أكثر في السلطة وفي إدارة الحكومة العراقية، وتصل إلى حلّ مشكلة اجتثاث البعث، وصولاً إلى وقف سلسلة الوقف التعسفي، كما يريد الأميركيون من المالكي أن يحقق وعوده بإجراء الانتخابات المحلية في الأنبار ونينوى.

من الملاحظ أن هذه المطالب مجتمعة هي مطالب السنة العراقيين لدى المالكي، ويبقى مطلب التوصل إلى حل لقانون النفط والطاقة، وهي قضية معلّقة بين الأكراد والمالكي.
الآخرون

اعتبر الأميركيون حتى أسابيع ماضية أن الأزمة السياسية تبقى مقبولة وما زالت تحت السيطرة، لكنهم الآن يعتبرون أن “العراق يتعرض لتجربة خطيرة، وتَعاملُ القيادات العراقية مع هذه التجربة سيحسم مصير البلاد لأشهر وربما سنوات مقبلة”.

لذلك أرسلت الإدارة الأميركية مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، فيليب غوردن، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون العراق، بريت ماكغورك، وسعى المسؤولان الأميركيان خلال لقاءاتهما مع القيادات العراقية إلى التأكد أولاً من أن الجميع يبذلون جهوداً واضحة لتهدئة الأوضاع ومنع التشنج، وثانياً التوصل معهم، وخصوصاً مع رئيس الوزراء، إلى تحقيق خطوات تلبّي المطالب السياسية لدى السنة والأكراد.

ومن المفارقات أن الأكراد أعادوا ممثليهم إلى بغداد منذ أسابيع، ويشير الأميركيون إلى أن التأثير الإيراني على القيادات الكردية واضح، وهم أرادوا مساعدة رئيس الوزراء المالكي في الأزمة الحالية، والتقت هنا خطوات الأميركيين مع خطوات الإيرانيين.
الصعوبات

يعتبر الأميركيون أن من التعقيدات المطروحة عليهم هو أن السياسيين العراقيين، خصوصاً رئيس الوزراء، أصبحوا أسرى الضغط الشعبي عليهم، لكنهم يريدون من الزعامات العراقية أن تسيطر على الخطاب الطائفي، وأن تقول للجميع إن الجميع في سلة واحدة ومستهدف من قبل القاعدة والأطراف الخارجية.

وتبقى مشكلة الأميركيين ذاتها منذ غادر جنودهم العراق، فهم لديهم فقط كلام دبلوماسي، وأقصى ما يستطيعون فعله هو وضع شروط مسبقة على نوري المالكي وتهديده، وبوقف الدعم السياسي له ولحكومته إن لم يتجاوب مع تمنياتهم ومطالب الأفرقاء العراقيين الآخرين.

وأبلغ مصدر رسمي قريب من رئيس الوزراء المالكي “العربية.نت”، “أن الوفد الأميركي لم يكن حاداً في مطالبه”، ونفى أن يكون الأميركيون “وضعوا شروطاً، بل قدّموا رغبات وتمنيات، أو أنهم يطلبون ذلك لمساعد الإدارة في مهمتها لدعم العراق وتجنب مشاكل الكونغرس”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. قسمو العراق وأضعفوها وبثو الطائفية وهلق خايفيين عليها من مواجهة دموية
    يا قلبي يؤبشني الحنون انا

  2. ألآن فهمنا ليش الطائفية الدموية متكائرة في بلدي المظلوم العراق والذي عشت فيه احلى لحظات وايام عمري والعراق كان حبي الاول وان شاء الله الاخير .. و دم الابرياء سوف يكون في رقبة ألظالم ليوم الدين .. وإلا بالعكس تماماً والله يعين ألجميع خاصةً الاطفال الابرياء .. قسموا بلدي ودمروه وماذا بعد ههه ضحكة حزينة من قلب مجروح يبكي من ظلم الامريكان والخونة اتكالنا على رب العالمين وحده ..

  3. la2 w jaya elkurdiia l arab idol mn krdstan w shaila 3lm elkurd mu 3lm el3iraq w yalla a7la w raghb ymd7u fiha w hiia la sot wla sura wkol 3mron elakrad mtl elatrak ykrhu el3rb shu jaya t3ml 3ndna w hom mush 3rab
    el3ahira a7lam w abu wjhen raghb l3nt allah 3lekon w3la ellakrad

  4. لعنة الله عليج ياساندي
    داخلة باسم مش عربي ماتكتبين بالعربي وتهاجمين برواس ياقليلة الادب

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *