كشف الأمير السعودي الوليد بن طلال، أحد أغنى رجال الأعمال في العالم، عن رسالة بعث بها إلى الديوان الملكي لأجل اطلاع العاهل السعودي ومجلس الوزراء عليها، حذر فيها من تراجع أسعار النفط وإمكانية أن تواجه المملكة عجزا في ميزانيتها، واتهم وزير النفط بإعطاء معلومات مغلوطة والاستخفاف بالمواطنين حول تأثير الأوضاع على الميزانية.

وتوجه الأمير في الرسالة إلى وزير النفط السعودي، علي بن إبراهيم النعيمي، مشيرا إلى تصريحاته التي قلل فيها من أهمية تراجع أسعار النفط إلى ما دون مائة دولار للبرميل وقوله إن الرياض: “ليست قلقة” حيال ذلك وأضاف: “نود أن نعبر عن دهشتنا بل استنكارنا لهذه التصريحات التي تهدف إلى التقليل من الآثار السلبية الكبيرة التي ستلحق بميزانية واقتصاد المملكة.”

ولفت الوليد إلى أن السعودية تواجه ما وصفه بـ”خطر الاعتماد الكلي على النفط الذي يشكل 90 في المائة من ميزانية الدولة” معتبرا التهوين من حجم المشكلة “كارثة لا يمكن السكوت عليها” وأن المواطن السعودي “أصبح على درجة كبيرة من الوعي ولا يمكن الاستخفاف بذكائه” ورأى أن التقليل من خطر تراجع أسعار النفط على المملكة “أبعد ما يكون عن المصداقية التي يطالب بها خادم الحرمين” خاصة وأن الوزير “اليوم في مكتبه وغدا في منزله متقاعدا بناء على طلبه أو ليس طلبه” على حد تعبيره.

وأجرى الأمير الوليد في رسالته حسابا بسيطا لمقدار الانخفاض في إيرادات المملكة بسبب تراجع أسعار النفط، خاصة وأن المملكة وضعت الميزانية على أساس أسعار تتراوح بين 80 و90 دولارا للبرميل قائلا إن المبلغ يكفي لإنشاء مساكن لـ126 ألف أسرة سعودية، محذرا من أن استمرار الوضع للعام المقبل سيعني خسارة المملكة لمئات المليارات من الريالات.

وتوجه الأمير – في رسالته غير الاعتيادية – إلى الوزير بالقول: “تصريح كهذا من معاليكم من شأنه أن يعطي معلومات مغلوطة سواء للقيادة أو المواطن. فهذا التصريح لا يصدر من وزير نفط لدولة من أكبر الدول المنتجة للبترول في العالم.. متى بالله عليكم يا معالي الوزير يجب علينا أن نشعر بالقلق؟ هل ننتظر إلى أن تتفاقم الأمور ونضطر للسحب واستنزاف الاحتياطي العامي؟ أنسينا أن قروض الدولة وصلت قبل عقد من الزمن إلى 100 في المائة من الدخل القومي؟ أليس من واجبنا توريث أولادنا وأحفادا اقتصادا قويا بدلا من اقتصاد مثقل بالقروض؟”

وتقدم الأمير الوليد، في رسالته التي حفلت المرفقات والمقتطفات الصحفية، بعدة حلول يقترحها لمعاجلة المشكلة القائمة، على رأسها “تخفيض أو ترشيد” الميزانية، والبحث فورا عن مصادر إضافية للدخل عبر تفعيل الصندوق السيادي لكل احتياطيات الدولة، مضيفا أن الاعتماد الكلي على النفط أمر خطير، ويتوجب على المملكة بالتالي تنويع مصادر الدخل وتفعيل خطط إنتاج الطاقة الشمسية والذرية والمتجددة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. هذا النفط أصلا لم ينفع الشعوب العربية في شيء..!
    إن استثنينا بلدين (قطر/الإمارات) اللتان يعرف الدخل الفردي فيهما ارتفاعا + تنمية متقدمة إلى حد ما .. باقي بلاد النفط حالها و حال الشعوب فيها لا يسر عدو و لا حبيب..!! الأموال التي تجنيها حكومات بلاد النفط يذهب أغلبها في شراء الاسلحة.. فماذا استفادت الشعوب؟
    هذا النفط وبال على الأمة ..من يوم تم اكتشافه و الأمة العربية في محنة تلو محنة.. كثرت حولها الاطماع.. و لأجل الاستحواذ عليه عملت الدول الغربية كل ما في طاقتها لتشتيت العرب و صرف نظرهم لأمور أخرى حتى يخلو الجو للغرب و يتصرف بالبترول كما شاء! هو فعلا “نعمة في طياته نقمة”… و إن جف و نشف تحت الأرض فخير للعرب.. خليهم يرجعوا ثاني لرعي الشاة.. على الأقل سينساهم العالم و يتركهم يعيشون بسلام!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *