اليوم السابع- قال الأمير رضا محمد بهلوى، ولى عهد إيران السابق خلال لقاء أجرته «الشرق الأوسط» معه فى لندن على هامش زيارته للبرلمان البريطانى معه، إن كل من فى السلطة فى إيران الآن هم عبارة عن دمى يحركها المرشد الأعلى على خامنئى، ولا يهم من يأتى أو يذهب. وأضاف أن «القرار والسيطرة يعودان له، ولا يفرق اسم الرئيس، وفى النهاية ما يقوله خامنئى هو القانون»

وحول حقيقة العلاقات المصرية الإيرانية قال بهلوى إن «هناك مصالح مشتركة، وأخرى مختلفة، فإذا نظرنا إلى موقف البلدين من إسرائيل والغرب فإنه قد يكون متقاربا، لكن إذا تحدثنا عن الأمر آيديولوجيا فبالتأكيد مذهب ولاة الفقه الذى ختلف تماما عن المذهب الشعى يريد السيطرة على العالم العربى والإسلامي. وأكد أن «العديد من الدول فى المنطقة وحتى التى تحمل توجهات إسلامية تعلم جيدا أن إيران ليست النموذج والوجهة الأفضل لها».
◄ما هى النشاطات السياسية التى تقومون بها فى الوقت الحالى؟
◄بدأ نشاطى السياسى فى القاهرة بعدما توفى والدى سنة 1980، أى منذ 33 عاما، وكان مجال تركيزى فى السنتين الماضيتين حول ما يمكن فعله منذ ظهور الحركة الخضراء، إذ اتضح وقتها مدى تداخل المجتمع فى الجانب السياسى، وكان مهما بالنسبة لنا البحث عن طريقة لاحتضان العمل، وتسهيل وتنظيم عمل أطياف المعارضة الإيرانية لتقديم رسالتها ومطالبها. وبدأت التواصل مع هذا الجيل الجديد والنشطاء فيه، وتوصلنا لأرضية مشتركة للتفاهم، واقتنعنا بأن الوقت قد حان لإنشاء إنجاز «المجلس الوطنى الإيرانى»، وأن تجد المعارضة لنفسها إطارا مشتركا من المبادئ والقيم، وهذه ستكون الأسس للتعاون السياسى ومن دونها لا يمكن أن تتحرك أى مجموعة نحو هدف سياسى مشترك.

الأمير رضا محمد بهلوى
◄هل طرح فكرة تأسيس المجلس كان بمبادرة شخصية منكم؟
◄بالنسبة للمعارضة الإيرانية ارتأينا أن هناك شيئا منقوصا على الساحة، فلدى المعارضين العديد من المنظمات، لكن لا مؤسسة مركزية يمكن أن تعبر عن مطالبهم معا وتنسقها. وقد بدأت النقاشات حول تكوين المجلس منذ أعوام، لكنها أصبحت أكثر إلحاحا بعد المظاهرات التى شهدتها إيران 2009. وأصبحت أكثر أهمية من حيث نتائج الانتخابات، ومن حيث عدم تطور المحادثات النووية، وكل الأزمات المعلقة، وحتى بخصوص الأمن فى الداخل، بعدما وصلت البلاد إلى مرحلة الطريق المسدود، حيث عمد النظام إلى تجميد كل القوى الساعية لتغييره. وكان لا بد من بديل ليس للإيرانيين فحسب بل للمجتمع الدولي. الفكرة كانت مهمة جدا وأصبحت أولوية بالنسبة لي، وعملنا على هذا المشروع لوضع برنامج لتحديد مبادئنا وأهدافنا واقتراح تأسيس مجلس فى الخارج، وهذا طبعا لأنه ليس من الممكن إنشاء أى مؤسسة معارضة تتحدى النظام الإيرانى داخل إيران، وأردنا صوتا فى مكان ما يمكنه الجمع بين الإيرانيين فى الداخل والخارج، ولاستحداث روابط مع المجتمع الدولي، ليعلموا أنهم إذا أرادوا دعم المعارضة الإيرانية فمع من يتواصلون، ولأى مكان يتجهون. لذلك قررت أن أكون أكثر حضورا وتدخلا فى وضع هذا المشروع.
وسيكون اجتماعنا الأول لهذا المجلس للمصادقة على المقترحات والنظر فى أى تغييرات ممكنة فى منتصف مارس (آذار) المقبل، ومهمتنا ليست القول إننا بديل للنظام، لكن أن يُسمح لنا بدور للمساهمة فى التوصل لما يعطى الإيرانيين الحق فى انتخابات حرة. ونقول للعالم إنه من الضرورى أن يعترف النظام بحق الشعب فى انتخابات حرة حسب المعايير العالمية، رغم أننى أرى أن الفرص أمام مثل هذه المسألة ضئيلة جدا، لأننى أرى أنه ليس من الممكن أن يسمح هذا النظام بشكل إرادي.
◄كم عدد المجموعات التى انضمت إليكم؟
◄أكثر من 13 مجموعة، وأكثر 35 ألف توقيع، تدعم هذا المشروع حتى الآن.
◄هل حصلتم على دعم دولى لإنشاء هذا المجلس؟
◄لا، لم نبحث عن أى مصادر غير إيرانية لإنشاء هذا المشروع، ولكن هذا لا يمنع أن العديد من الجهات الدولية التى تحدثت معها كانت مشجعة لهذه الفكرة. والبرلمان البريطانى أكد بعد اجتماعنا به أنه سيكون سعيدا باستقبال بعثة للتحاور معها، وهذه علامة جيدة، وقبل القدوم للندن كان لى لقاء مع رئيس البرلمان الأوروبى الذى عبر عن قناعته بأنه أصبح من الضرورى تأسيس كيان معارض منظم، وأنه آن الأوان لخلق آلية للتحاور مع المعارضة وليس فقط مع النظام، وهو مقتنع ولا مانع لديه لحضور اجتماعاتنا فقد تقبل الأمر بإيجابية، كذلك وجهت لنا دعوات من عدة دول ومنظمات، وهذه علامات جيدة.. والفرق واضح بين التعاطى مع المعارضة الإيرانية الآن مقارنة بالسنتين أو السنوات الثلاث الماضية. وهذا يبدى أن التغيير جدي، والكل يبحث عن حل للأزمة، ولأن «الفيل الذى يحتل الغرفة» اليوم بالنسبة للجميع هو النووى الإيراني.
◄كيف ترى الوضع فى إيران الآن؟
◄أنت ترين مجتمعا مضغوطا يواجه صعوبات اقتصادية، ولا أمل له فى المستقبل. الناس يريدون مستقبلا أفضل، وإذا لم يظهر شيء على الساحة فلا نعلم ما قد يحدث، فقد يكون الثمن مؤلما. خلال المحادثات مع رئيس البرلمان الأوروبى أكد على أن إيران ليس المشكل النووى أساسيا فيها فحسب، بل أيضا مسألة حقوق الإنسان، وأكد أنه «لا يمكن أن نتحدث فقط للنظام ولكن يجب أن نتجه للإيرانيين ومنهم المجموعات المعارضة». وأرى أن العالم قد تعب من هذه المفاوضات، وقد يقول العالم تعبنا من الدبلوماسية فلنذهب إلى الحرب، وهذا أيضا ليس حلا، نريد حلا لتجنب أى طريق قد يوصلنا إلى المواجهة العسكرية. والخطاب ليس موجها فقط للنظام، فيجب أن نخاطب الإيرانيين وأن يقتنعوا بأن التغيير ممكن.
◄كيف تقيمون الحضور الإيرانى فى الأزمة السورية؟
إيران كان لديها دائما خط دفاع خارجي، أو ما يسمى بالخط الدفاعى المتقدم، مثلما هو الشأن فى سوريا. هم يستعملون أذرعهم فى أماكن مختلفة لاستعمالها عند الحاجة، وخسارة سوريا ستكون مكلفة جدا بالنسبة لإيران، والنظام الإيرانى يحتاج لنظيره السوري، وإذا سقط النظام السورى ستخسر إيران حليفا شديد الأهمية، وعلاقة دمشق وطهران كانت وتواصلت منذ الثورة، فالنظام السورى مفتاح عبور كان النظام يستعمله، وهذا ما يفسر تمسكه به ودعمه له.
◄هذا الأمر يأخذنا للحديث عن حزب الله ومدى تأثره بالأزمة السورية، وبالتالى صعوبة التعاون الإيرانى وتمرير الدعم له، فسوريا كانت عبارة عن جسر التعاون بين إيران وحزب الله..
◄هذا صحيح، فسيكون الحزب عاجزا عن الحصول على الدعم الذى يصله من إيران، وليس فقط بالنسبة لإيران، وأريد التذكير بالتقرير الذى صدر الأسبوع الماضى حول الأسلحة التى كانت مجهولة المصادر ثم اكتشف فى ما بعد أنها إيرانية وكان لها دور فى المواجهات والأزمات فى أفريقيا. ويجب أن يعلم العالم أن عين إيران ليست على المنطقة فحسب، بل حتى على ما وراء المنطقة، ويتحدث الجميع عن إمكانية التوصل لتوافق مع النظام، لكنهم لا يرون أن أصل وجود هذا النظام وحقيقته هو الترويج لفكرته وآيديولوجيته، وإيران ليست مشكلتهم الأولى، ولا يهتمون حقيقة بإيران، ولو كانوا يهتمون بالفعل بها لاهتموا بالجائعين فيها، والفقر، والأموال التى ينفقونها لدعم النظام السورى والتى كان من المفترض والأفضل لهم إنفاقها على إيران، فلماذا يجرون البلاد نحو انهيار اقتصادي، واحتمال اجتياح عسكري؟!.. إنهم يريدون تصدير آيديولوجياتهم، ولفرض هذا هم يحتاجون لامتلاك السلاح النووي.
◄هذا الكلام يجعلنا نتساءل عن الوضع الإيرانى فى الداخل، والأوضاع السياسية، وأحوال الناس اجتماعيا، ما الذى ينقصهم، هل الحياة تسير بشكل عادى وكما يروج لها النظام؟
◄سياسيا ما يحدث هو قمع، وهذا ما ظهر على أثر الانتخابات الماضية، لا يمكن التعبير عن أى رأى حتى يكون مقاربا لتحدى النظام، ولا يمكن أبدا اختراقه. وبالنسبة للاقتصاد الذى هو مرتبط طبعا بالسياسة، فإن العقوبات أثرت كثيرا على الاقتصاد، وجعلت الناس يخفضون من نفقاتهم بأكثر من النصف، بجانب الغلاء، والعائلة العادية الآن يمكن أن تطعم أطفالها بمعدل كيلوغرام واحد من اللحم فى الشهر، انظروا إلى قيمة العملة. إذا نظرتم إلى تاريخ إيران وفى مقياس لمشاعر الرضا أو عدمه فانظروا إلى «البازار» الذى يعتبر من أهم مقاييس المؤشرات، والذى كان منذ وقت طويل مقياسا للأوضاع الاجتماعية، وعندما يبدأ «البازار» التعبير عن الغضب فهذا يعنى أن المجتمع غاضب جدا.
المصانع مغلقة، ولا مشاريع صناعية جديدة، والسلع الصينية أغرقت الأسواق، وهذا ما يجعل التنافس مستحيلا بالنسبة للمشاريع الصغيرة. وقد بدأ الأمر مع الحرس الثورى الذى كان النظام يطعمه ويرضيه بفتح مجال الاستثمار له، والحرس الثورى يعتبر العمود الفقرى الذى يمسك النظام، وكان من المفترض أن يكون دور الحرس الثورى الحفاظ على «الثورة»، لكنه أصبح أكثر جوعا ويبحث ليس فقط عن المال بل عن السلطة. وأصبح الأمر أنت تسندنى لأسندك، وهذا ما يفسر دعم خامنئى لأحمدى نجاد، وما يفسر أنهم يحمون ويدعمون بعضهم البعض.
هذا قبل العقوبات، وإذا أضفت العقوبات ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءا، وكذلك إذا عبرنا عن حرية الرأي، وحقوق الإنسان. والوضع سينفجر فى وقت ما أكيد.
◄بعد زيارة وزير الخارجية الإيرانى لمصر والدعوات المتبادلة بين مرسى ونجاد، هل يعكس هذا تحسنا فى العلاقات أم أنه مجرد عرض لا علاقة له بواقع العلاقات المصرية الإيرانية؟
◄هناك مصالح مشتركة، وأخرى مختلفة، فإذا نظرنا إلى موقف البلدين من إسرائيل والغرب فإنه قد يكون متقاربا، لكن إذا تحدثنا عن الأمر آيديولوجيا فبالتأكيد إن أركان السلطة فى طهران يريدون السيطرة على العالم العربي، وهذا عكس السلفيين والسنة، وهذا صدام. الإخوان أكيد سيكونون على تحالف مع السنة، وأوافق من يرى أنه استعراض أكثر منه حقيقة، وأذكر أنه جاء فى تصريحات الرئيس مرسى فى السابق أنه قال «لا نريد أن نكون مثل إيران». وأرى أن العديد من الدول فى المنطقة وحتى التى تحمل توجهات إسلامية تعلم جيدا أن إيران ليست النموذج والوجهة الأفضل لها.
◄هل بالفعل نجاد يريد أن يقوم بنفس اللعبة التى يقوم بها بوتين فى سوريا عبر تبادل الأدوار بينه وبين ميدفيديف، بتقديم أحد مقربيه للحكم ثم يعود هو فى 2017؟
◄إذا تحدثنا عن هذا الأمر نرى أنه لا يخص من الذى سيأتى به النظام، لأن الجميع عبارة عن دمى يحركها المرشد، ولا يهم من يأتى أو يذهب، القرار والسيطرة يعودان له، ولا يفرق اسم الرئيس فى النهاية، فخامنئى وما يقوله هو القانون، ولا يمكن فى هذا المستوى مقارنة المسألة بما يحدث فى روسيا. لكن بالحديث عن روسيا أريد أن أقول إنه إذا تم التوصل إلى توافق روسى فسيكون من الأسهل اختراق النظام الإيرانى وإعطاء فرصة للتغيير، وما يفعله الروس اليوم هو استغلال الأزمة السورية والوضع الإيراني. وحتى إذا ما حلت الأزمة النووية فلن تحل الأزمة المتعلقة بالنظام الإيراني، وخامنئى يعلم أنهم يعلمون أنه يعلم بالدور الذى يلعبه نظامه فى المنطقة.
◄نعلم جميعا أن روسيا تريد ثمنا من الغرب لإيقاف دعمها لسوريا وإيران.. إذا تمكنت من التوصل إلى صفقة والحصول على الثمن الذى تريد، فكيف سيؤثر هذا على إيران؟
◄هذه ستكون نقطة إيجابية جدا، لأن النظام الإيرانى يعتمد عليها بشكل كبير خاصة عسكريا، فهو مرتبط مع الجانب الروسي، هناك كثير من الدعم فى الكواليس للإيرانيين من الروس، وبالذات من روسيا والصين وكوريا الشمالية فى مسألة الصواريخ، وحان الوقت لحل العقدة. نحن كإيرانيين اليوم يمكننا أن تكون لنا رؤية بنسبة 360 درجة، ولم يكن فى مقدورنا ذلك أثناء الحرب الباردة حيث كنا منحصرين فى النظر نحو الغرب، والآن لا أرى مانعا أن ننظر كمعارضة فى مختلف الاتجاهات وحسب مصالحنا المشتركة سواء الاقتصادية أو الاستراتيجية، فنحن منفتحون للتعامل مع الجميع. وهذا ما يعنى أن تغيير النظام فى إيران لن يشكل بالضرورة تهديدا لروسيا أو غيرها من حلفاء النظام الآن، ولا يجب أن يقلق الصينيون أو الروس. وسنحرص على علاقات جيدة مع الجميع، ولا نريد أن نسقط فى سيناريو الحرب الباردة. نحن نبحث عن مصلحة مشتركة للجميع فى إطار التعاون.
◄ما رأيكم فى بعض الأصوات التى دعت مؤخرا لتحويل النظام الإيرانى من رئاسى إلى برلماني؟
◄هذا شكل آخر لمساحيق التجميل، أنا لا لست مقتنعا أساسا بأن إيران تخضع لأى شكل من أشكال العمل السياسى الديمقراطي، خامنئى يسيطر على كل شيء، وإذا أزاح الوظيفة الوحيدة (الرئاسة) التى قد تبدو مستقلة فسيجعل الوضعية أكثر سوءا.
◄هل يشعر الإيرانيون بالعزلة عن العالم مع كل ما يحدث، وهل يؤثر هذا عليهم؟
◄كلما تطورت وسائل التواصل التكنولوجية شعر الإيرانيون بحجم العزلة التى يعيشونها، وأنهم محرومون من العديد من الأشياء التى يتمتع بها الآخرون، والعديد منهم مقتنعون بأنهم يمكنهم القيام بالأفضل، لكن الحاجز بينهم وبين أحلامهم وما يريدون القيام به هو هذا النظام، وهم يرون أنهم بدل التقدم يعودون للوراء وهذا ما يشعرهم بالإحباط. وهذا ما سيجعلهم يتحركون إذا وجدوا فرصة للتحرك، أنا أؤمن بأن هناك فرصة مع كل جيل، وهذا ما يجعلنا نحرص على ضرورة أن يعى الجيل الحالى بفرصته ويصل لما يريده.
◄ما الذى تريده المعارضة الإيرانية من العالم العربي، وهل لديكم رسائل معينة له؟
◄نريد من العالم العربى أن يكون عمليا أكثر ويدعم القوى الديمقراطية المعارضة فى إيران، خاصة أن هذا النظام يشكل خطرا عليه، ولكن يجب ألا نجلس وننتظر، وإذا ساعدتمونا على تحرير أنفسنا سنكون حلفاء لكم. تقوية المقاومة من التكنولوجيا إلى الدعم المالي، ويمكن أن نناقش مختلف العروض، وإلى حد الآن هناك عدد من الدول فى المنطقة ترى أنها لا يمكن أن تصنع التغيير بنفسها، لكن نريد أن نقول لهم إن فشلنا أو نجاحنا سيجعل المنطقة تخفق أو تنجح. أنا لا أقدم أى ضمانات، لكن ما أراه هو أننا نحاول، وإذا نجحنا معا فسيكون مستقبلنا جميعا أفضل، ولن نتمكن أكثر من الاختباء أو الانتظار، وحضور النظام الإيرانى وراء الكثير مما يحدث فى اليمن وفى البحرين.. فهو فى كل مكان.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *