عرض الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على المعارضة الأربعاء وثيقة تتضمن مقترحات جديدة لحل الأزمة في البلاد تتضمن تشكيل حكومة وفاق وطني وإعداد دستور جديد بالإضافة إلى انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة قبل نهاية السنة.

وقال صالح في رسالة وجهها إلى جماعات المعارضة في محاولة لتسوية الخلافات إن “اليمن بحاجة إلى الحكمة في هذه اللحظة التاريخية حتى لا ينزلق إلى العنف الذي سيدمر المكاسب ويترك البلاد في مواجهة مصير خطير”.

وذكرت جماعات معارضة أنها تدرس المقترح الجديد، في حين تعالت أصوات من المعارضين الشباب ترفض مبدأ التفاوض مع النظام، علما بأن المعارضة كانت قد رفضت أول أمس عرضا آخر من الرئيس بالتنحي عقب إجراء انتخابات برلمانية في شهر يناير/كانون الثاني المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن فؤاد دحابة وهو عضو معارض بالبرلمان اليمني أن شباب المتظاهرين لن يقبلوا بديلا عن رحيل الرئيس مضيفا أن الشارع اليمني يرفض بدوره أي اقتراح منه.
إعلان الطوارئ
وجاء عرض الرئيس اليمني بعد ساعات من موافقة البرلمان على طلبه بإعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثين يوما وهو ما يعني تعليق الدستور وحظر المظاهرات والسماح بالاعتقالات التعسفية وفرض الرقابة.

وقوبلت هذه الخطوة بالرفض من جانب أعضاء كتل المعارضة والمستقلين بالإضافة إلى النواب المستقيلين من حزب المؤتمر الذين اتهموا كتلة الحزب الحاكم بالتزوير، وقالوا إن إقرار البرلمان للقانون تم بتصويت الحاضرين من النواب عليه، بدون اكتمال النصاب القانوني للتصويت.

وانسحبت المعارضة من البرلمان قبل إجراء التصويت وكذلك بعض النواب المستقلين ممن تقدموا باستقالاتهم من الحزب الحاكم لينتهي الأمر بموافقة جميع النواب الحاضرين للجلسة على فرض الطوارئ باستثناء نائبين.

وبينما أعلنت السلطات أن 133 نائبا من أصل 301 حضروا جلسة التصويت، أكد النائب عبد الرزاق الهجري الذي ينتمي إلى تجمع الإصلاح المعارض أن النواب الحاضرين كانوا 133 فقط واصفا ما حدث بأنه “تزوير فاضح”.

وقد أصدرت كتلة أحزاب اللقاء المشترك المعارضة بيانا انتقدت فيه فرض حالة الطوارئ وقالت إنها تتعارض مع الدستور والشريعة الإسلامية، كما اعتبرت أنها تعطي غطاء لما يقوم به الرئيس من إراقة للدماء وتقييد للحريات على حد قولها.
جمعة الزحف
كما تجمع آلاف الأشخاص أمام جامعة صنعاء للاحتجاج على فرض الطوارئ، ودعا نشطاء إلى احتجاجات ضخمة في أنحاء البلاد غدا الجمعة أطلقوا عليها اسم “جمعة الزحف على القصر الرئاسي”.

يشار إلى أن اليمن يشهد احتجاجات متواصلة منذ عدة أسابيع لكنها تصاعدت بشكل كبير الجمعة الماضية بعدما لقي 52 محتجا مصرعهم وأصيب أكثر من مائة آخرين إثر إطلاق الرصاص الحي عليهم في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء التي تشهد تجمع الداعين للثورة السلمية في البلاد.

وأدت أحداث الجمعة إلى تصاعد موجة الانشقاقات عن نظام صالح حيث شملت قادة كبارا بالجيش إضافة إلى زعماء قبائل ووزراء ودبلوماسيين.

وتقول وكالة رويترز إن هذه الاحتجاجات المناهضة لحكم صالح المستمر منذ 32 عاما أثارت قلق عواصم غربية بشأن احتمال انهيار الدولة وسقوط الرئيس الذي وصفه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس بأنه “حليف مهم في مجال مكافحة الإرهاب”.

وخلال زيارته لمصر، قال غيتس أمس إنه “من السابق لأوانه معرفة نتيجة الاضطرابات السياسية” مضيفا أن بلاده “لم تقم بالتخطيط لفترة لا يكون فيها صالح في الحكم”.

شأن داخلي
في هذه الأثناء، اعتبر مجلس التعاون الخليجي ما يجري في اليمن شأنا داخليا بحتا، لكنه حث في بيان أصدره الأربعاء، النظام هناك على الحفاظ على حياة المدنيين حسب ما قال أمينه العام عبد الرحمن بن حمد العطية.

من جانبه قال المحلل السياسي اليمني عبد الغني الإرياني لرويترز إنه يعتقد أن “علي صالح أدرك أن عصره قد انتهى، وأنه يناور فقط من أجل الحصول على شروط مناسبة للرحيل، تشمل حصانة ضد المحاكمة وحماية لأمواله”.

ووفقا للوكالة ذاتها فإن معارضي صالح يشكون من فشله في تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين البالغ عددهم 23 مليون نسمة إذ تبلغ نسبة البطالة حوالي 35% وتتناقص الثروة النفطية وكذلك الموارد المائية في البلاد.
المصدر: الجزيرة + وكالات

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. “اليمن بحاجة إلى الحكمة في هذه اللحظة التاريخية حتى لا ينزلق إلى العنف الذي سيدمر المكاسب ويترك البلاد في مواجهة مصير خطير”.
    ___
    ما هي المكاسب التي حققتها يا طالح غير تحويل اليمن السعيد الى مزرعة قات؟

  2. هناك يوجد شيء في غرف تنظيم الجماعات يُسمى ( روح القطيع ) ! وهي ان يمشي القطيع من الاغنام الى جهة معينة وراء بعضه للمرعى مثلا ، او الى الحظيرة في المساء ، ولكن هذا القطيع محتاج الى ان يقوده ( كبش ) كبير مسيطر ، وان تلف حوله الكلاب حتى لا يخرج احد افراد القطيع ويشرد بعيدا ! في ثورة اليمن وللاسف لا يوجد قائد للقطيع ، والكلاب التي كان من الفروض حمايته من الشرود بعيدا اصبحت هي من يفرقه !

  3. المعارضه لا تمثل الا نفسها ولا تمثل الشعب ومطالب الشعب في تنحية طالح لن تتبدل او تتغير والشعب يريد إسقاط النظام

  4. المعارضه مش هتوافق وحتى لو الشاؤع له راي مختلف تماما
    صحيح ان المبادره جميله وفيها حقنا للدماء بس المساله هي مساله عدم ثقه الشعب خلاص فقد الثقه برئيسه ولم يعد يسمع منه اي كلمه

  5. حان الوقت لرحيل العميل الامريكي الان يفكر بمصلحت البلد وينك من مصلحت اليمن 32سنه بعد ما قتلت الرئيس ابراهيم الحمدي لن تذهب قبل يوم الحساب حساب في الدنيا وحساب في الاخره رحم الله شهدا المسلمين في كل مكان حسبنا الله ونعم الوكيل جعلت اليمن من افقر دول العالم وين ايام الحمدي رحمه الله عندما كان اليمني في السعوديه مرفوع الرئس كانت اليمن مرفوعت الرئس لكل ظالم يوم

  6. ناصر ايام الحمدي مستحيل ترجع
    الحمدي حكم 3 سنوات ولكنهو محفور في دماغ الصغار والكبار

  7. الله يرحم شهداء اليمن والمسلمين اجمعين
    ويرحمك يا ابراهيم الحمدي رحمة الله تغشاك
    يارب ارزقنا برئيس مثل الحمدي وأحسن يا رب
    الله ينتقم منك يا طالح الله يحبط عملك ويجعل تدبيرك في تدميرك

  8. صحيح اللي اختشوا ماتوا!! الشعب يقول انقلع وانت متشبث بالكرسي

    لا تكون فاكر انو حصري لك ؟ اصحى الشعب فاض بيه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *