العربية – “الدبور مقابل الخلد”.. تشبيه أطلقه أحد الضباط السوريين على معارك الأنفاق الدائرة بين مقاتلي الجيش الحر والمقاتلات التي تغير على كل هدف مشبوه ومرئي فوق الأرض.. وليس تحتها.

تحت الأرض السورية قتال من نوع آخر، حرب أنفاق أشعلها مقاتلو الجيش الحر تحت أقدام قوات النظام، فغاية مقاتلي المعارضة بررت وسيلتهم، حفروا أنفاقاً تحت الأرض لنقل الأسلحة المؤن والمقاتلين وتحضير المتفجرات، والاحتماء من الغارات الجوية.

أنفاق يصل طول بعضها إلى 700 متر، وفق خبراء عسكريين، كما في جبهة بلدة عدرا شمال شرق سوريا. تمرّس مقاتلو المعارضة على تقنيات حفرها على أيدي عناصر من حركة حماس التي بدورها تدرّبت على ذلك في كوريا الشمالية.

إلا أن حزب الله الذي اعتمد بدوره في قتاله في جنوب لبنان على الحرب الخاطفة والسريعة يتولى مهمة كشف الأنفاق خاصة في دمشق وحمص، وفق خبراء غربيين رأوا أن حربه ضد إسرائيل أكسبته خبرة في التعامل مع الأنفاق.

الجدير بالذكر أن هذه الأنفاق السرية تعود الى حقبة الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث اكتشف حديثاً نفقٌ يعود لأيام الحرب العالمية الأولى في حقول فلاندرز البلجيكية، وهو نفق معدّ لهروب أسرى بريطانيين من أحد السجون المشددة الحراسة غربي ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، واليوم أسرى معارضين ومقاتلين سوريين يلجأون إلى التقنية نفسها.

ويقول عسكريون إن الأنفاق تحفر أحياناً بوسائل يدوية، وغالبية الأحيان باستخدام أدوات الحفر، وهذا النوع من البناء اعتُمد كثيراً في بناء الأنفاق إبان الحرب العالمية.

واستوردت دمشق وحمص أساليب الأنفاق التي سهلت حركة المقاتلين ومنحتهم استراتيجية جديدة بعيداً عن الطائرات الحربية والمروحيات ودبابات النظام، فيما اصطلح على وصفه “معركة الخلد ضد الدبور”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *