أعلن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل أن بلاده تخلت عن جهود الوساطة في لبنان، ووصف الوضع هناك بأنه خطير، في حين قرر رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي مغادرة بيروت والتوقف عن مساعيهما في لبنان في الوقت الراهن بسبب بعض التحفظات.

وفي تصريحات للتلفزيون السعودي، قال الفيصل إن الملك عبد الله بن عبد العزيز كان يشرف على معالجة الوضع اللبناني بنفسه وأجرى اتصالات مباشرة مع الرئيس السوري بشار الأسد في إطار التزام بإنهاء المشكلة اللبنانية مشيرا إلى أن عدم حدوث هذا دفع العاهل السعودي لرفع يده عن هذه الاتصالات.

وأضاف الفيصل أن الطريق المسدود بين حزب الله الشيعي والزعيم السني سعد الحريري وضع مستقبل البلاد على المحك، محذرا من أن الوضع في لبنان خطير وإذا وصلت الأمور إلى تقسيمه فسينتهي كدولة تحتوى على هذا النمط من التعايش السلمي بين الأديان والقوميات والفئات المختلفة، وسيكون هذا خسارة للأمة العربية كلها.

وكانت السعودية عملت مع سوريا عدة أشهر على تسوية النزاع بين حزب الله الذي يقود المعارضة وسعد الحريري الذي يرأس الحكومة اللبنانية، وذلك بسبب موضوع المحكمة الدولية التي تحقق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري (والد سعد) عام 2005، وذلك بعد تواتر أنباء بأن المحكمة ستوجه الاتهام إلى عناصر من حزب الله.

وقرر وزراء حزب الله وحلفاؤه الانسحاب من الحكومة قبل أيام مما أدى إلى إسقاطها، كما أعلن الأمين العام للحزب حسن نصر الله أن المعارضة لا تؤيد تكليف الحريري بتشكيل حكومة جديدة.

قطر وتركيا

وتزامن مع التصريحات السعودية قيام رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بالتوقف عن مساعيهما في لبنان، ومغادرة لبنان من أجل التشاور مع قيادتيهما.

ونقل مراسل الجزيرة في بيروت غسان بن جدو عن الوزيرين أنه تمت صياغة ورقة تأخذ بعين الاعتبار المتطلبات السياسية والقانونية لحل الأزمة الحالية على أساس المسعى السعودي السوري، ولكن بسبب بعض التحفظات قررا التوقف عن مساعيهما في الوقت الراهن.

وأوضح المراسل أنه كان هناك تفاؤل بالانفراج وإمكانية أن يوقع الطرفان على الورقة التي ترتكز على ثلاثة بنود أولها الثقة المتبادلة والثاني التعهد بالاستقرار والأمن والسلم الأهلي والثالثة عملية سياسية جامعة، لكن الأمور تعثرت بشكل مفاجئ.

وأضاف أنه بدا أن الحريري يقبل بتنفيذ الشروط التي وضعتها المعارضة ولكن بعد أن يتم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، في حين أن المعارضة قالت إنها لا تستطيع التعاون مع الحريري وتعتقد أنه يقدم وعودا فقط.

وختم المراسل بأن هناك احتمالات لقيام الرئيس اللبناني ميشيل سليمان بزيارة لسوريا خلال ساعات، كما تردد أن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قد يصل هو الآخر إلى سوريا لبحث الأزمة اللبنانية.

وكان وزيرا خارجية قطر وتركيا قد التقيا الرئيس اللبناني وكذلك الأمين العام لحزب الله، وذلك في سياق لقاءات عقداها مع القيادات اللبنانية خلال اليومين الماضيين بهدف إيجاد مخرج للأزمة.

وجاء ذلك عقب قمة سورية قطرية تركية عقدت الاثنين الماضي في دمشق للبحث في سبل حل الأزمة اللبنانية التي نجمت عن انهيار حكومة الحريري بعد خروج وزراء المعارضة منها.

دعم عربي

من جهة أخرى، دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط إلى توفير دعم عربي للرئيس اللبناني ميشيل سليمان ليتمكن من حل أزمة الحكومة اللبنانية.

وخلال مؤتمر صحفي عقداه بمدينة شرم الشيخ المصرية الأربعاء في ختام القمة الاقتصادية العربية، رفض موسى التدخل الخارجي في معالجة الأزمة اللبنانية، وأكد أن الدور العربي مطلوب وهو أولى من الأدوار الأجنبية، محذرا من أن الموقف في لبنان مازال هشا ويزداد هشاشة.

من جهته، قال أبو الغيط إن الأيام المقبلة ستكشف حتمية أن تلعب الجامعة العربية وأمينها العام دورا في لبنان، مضيفا أنه لا يتصور أن يترك الوضع هكذا، ومطالبا بإعطاء الفرصة للرئيس اللبناني للتشاور والعمل وخلق التوافق بين الفرقاء اللبنانيين.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن الأربعاء أن بلاده تبذل كل جهد ممكن لدعم تسوية الأزمة اللبنانية، في حين ذكرت وسائل إعلام إيرانية أنه أجرى اتصالا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تركز على بحث الأوضاع في لبنان.

ودعا أحمدي نجاد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وعددا من الدول الأوروبية إلى التوقف عن التدخل في شؤون لبنان. علما بأن إيران التي تدعم حزب الله تتهم المحكمة الدولية المختصة باغتيال الحريري بخضوعها لسيطرة هذه الدول.
المصدر: الجزيرة + وكالات

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. الكل يتدخل في لبنان، و الكل يريد ان يكون له موقع قدم،
    دخلوا سوق جواكم واحد الشوية يالعربان

  2. نبسط يا سعد الحريري خربط البلد مشان الوالد خربتا والله
    بكفي تنط من فرنسا لأمريكا وتحكي بمصالحك الخاصة المتوافقة مع مصالح امريكا واسرائيل

  3. هل سحب يد عبدالله بن عبدالعزيز من المبادرة اللبنانية هي إحدى هدايا العاهل لأوبرما أيضاً ؟!!.
    أما تصريح الملووء حنكه ( حزب الله الشيعي والزعيم السني سعد الحريري ) . هي محاولة دنيئة لإعطاء الصبغة الطائفة على الخلاف .
    مع أنه خلاف وطنيٌ بإمتياز . وهناك الكثير من الطائفة السنية في لبنان تقف بجانب حزب الله في معركته مع الصهاينة وسعادينهم في الداخل .

  4. ابو العبد معك حق ……بينت…….
    هو انجعص من كعر الحريري من الوزارة
    وبلشت الحرب الباردة الطائفية
    الله ينصر الشرفاء

  5. تسلمي أخت بيترا ..
    أحلى أبو الحن ..
    والله إن ماخربت مابتعمر ..
    تخنوها كتير جماعة 18 شحاطة .

  6. وانا هيك رأيي من زمان إذا ماخربت مابتعمر , هدول الجماعة كلهم عم.لا.ء
    بعدين قصدك 14 شحاطة مش 18 هههههههههههههههههههههههه

  7. هيدا مدمن مخدرات بيتعاطى مبين عليه ما بيعرف يحكي كلمتين على بعض المهم خلصنا من التدخل السعودي بالتدخل بشؤون لبنان ههههه بس اكيد عم يحضرو لشي سري بس على مين ………..

  8. بغض النظر عن أسباب أخرى جعلت السعودية تنهي هذه الوساطة…السعودية و الجامعة العربية كلاهما يرفض التدخل التركي – الإيراني!
    سيكون لتركيا حضور واسع في المنطقة العربية و ستلعب أدوارا استراتيجية في حل نزاعات كثيرة…

  9. مسالخير جميعا..
    بما ان السعوديه ستنهي الوساطه وتنفض يدها من لبنان هذا يعني بأن لبنان داخل على حرب اهليه …!!
    كيفك سميه انشالله تكوني بخير

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *