يحمل الفلسطينيون في أيديهم هذه الأيام ساعتين، واحدة تشير إلى توقيت السلطة الفلسطينية، ويحملها سكان الضفة الغربية، وأخرى يحملها أهل غزة وتعمل وفق توقيت القطاع، وذلك في أحدث مشاهد الانقسام الذي تعيشه الأراضي الفلسطينية بسبب الخلاف بين حركتي فتح وحماس منذ أكثر من أربع سنوات.

فقد أثار فارق التوقيت “ساعة واحدة” بين الضفة الغربية وقطاع غزة موجة من الاستياء والارتباك في الشارع الفلسطيني، خصوصاً في صفوف الموظفين وطلبة المدارس الذين عادوا إلى أماكن عملهم ومدارسهم اليوم الأحد، بعد عطلة عيد الفطر.

وفَتَحَ “الانقسام على ضبط الساعة”، والذي لم تشهده الأراضي الفلسطينية من ذي قبل، شهية الفلسطينيين للتندر والسخرية، لا سيما في ظل الحديث غير المنقطع من قِبل قيادات حركتي فتح حماس عن المصالحة.

وكانت السلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة حماس في غزة، قد بدأتا العمل بالتوقيت الشتوي مع دخول شهر رمضان. وفي حين أعادت السلطة ضبط الساعة على التوقيت الصيفي بعد انتهاء الشهر، أبقت حماس ساعتها تعمل وفق التوقيت الشتوي. فعندما ينتصف الليل في غزة مثلاً، تكون الساعة في رام الله هي الواحدة صباحاً.
جامعتان متجاورتان بتوقيتين مختلفين

وأعلنت جامعة الأزهر بغزة المحسوبة على حركة فتح، عبر موقعها على الإنترنت، العمل حسب التوقيت الصيفي (توقيت رام الله)، في حين ستعتمد الجامعة الإسلامية التي تجاورها العمل بالتوقيت الشتوي. وعن ذلك يقول المدون الغزاوي خالد الشرقاوي: “الجامعة الإسلامية تعتمد توقيت غزة، وجامعة الأزهر تعتمد توقيت رام الله، والفاصل بين الجامعتين جدار”. ويضيف: “إنها مصيبة فعلاً، لما أكون عايش بغزة وجامعتي ماشية على توقيت الضفة”.

ويتندر الصحفي سامي أبو سالم، من غزة، قائلاً: “أنا في إيدي ساعتين، واحدة لغزة وواحدة لرام الله”. ويوضح أنه عندما تسأل أحد المستقلين في الشارع عن التوقيت على رأس الساعة، يجيبك مثلاً 5:30 بدلاً من الخامسة، وعندما تسأله عن سبب الإجابة الخطأ، يرد: حتى لا أكون منحازاً إلى حماس أو فتح.

وكتب الطالب همام مبارك في إحدى تدويناته على تويتر: “لا بأس من موضوع فرق التوقيت.. نحن في جمهوريتين: غزة والضفة.. نحن منقسمون في كل شيء.. حتى أنه في غزة نفسها (الناس) منقسمون إلى نصفين” .أما زميله ثائر منير فاكتفى بوصف فارق الساعة بأنها “ساعة سودة”.

والتزمت البنوك والمؤسسات الدولية في غزة والجمعيات التي تتعامل معها بتوقيت رام الله، أما بقية المؤسسات مثل المدارس والمستشفيات والهيئات العامة فضبطت ساعتها حسب توقيت غزة. وفي زيارة لموقع Time and Date الشهير بتحديد التوقيت في أيّ من بلدان العالم، اعتمد اليوم كلا التوقيتين في غزة والضفة بفارق ساعة بينهما.
تندر.. وسخرية سوداء
واستحضرت مهندسة الحاسوب علا عنان، في إحدى تدويناتها عبر تويتر، الحديث الجاري حالياً عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وقالت “يا ترى يا هل ترى.. سيتم إعلان الدولة في سبتمبر على توقيت رام الله أم على توقيت غزة؟!”.

وكتبت عنان في صفحتها على توتير تقول: بلا توقيت صيفي.. بلا توقيت شتوي.. المزوَلَة هـي الحل!”.

ووفق الويكيبيديا فإن المزولة هي أداة قديمة تتكون من عدة نقاط وخطوط, رسمت على صفيحة عريضة, وفي وسطها عصا مستقيمة أفقية يتحدد الوقت من طول ظلها الناتج عن وقوع أشعة الشمس عليها، حيث تترك ظلا متحركاً على النقاط والخطوط. ويعود تاريخها إلى عام 3500 قبل الميلاد، واستخدمها المسلمون قديماً في المساجد لتحديد أوقات الصلوات.

وعندما سألت “العربية.نت” الكاتب والمشرف التربوي سمير أبو شتات عن القضية تساءل: “عن أي تجربة نتحدث؟ عن تجربة الانقسام المر الذي جعل حياتنا كالجحيم؟.. ألا تعلم أن هناك مؤسسات في غزة تعمل على توقيت الضفة! لقد قصم الانقسام ظهورنا، مثلما قسّم وطننا ورأينا العام، بل وصل الانقسام إلى بندقية المقاومة.. سامح الله كل من تسبب في هذا الوضع الذي نعيش”. وختم بالقول: “أدعوا الله أن يوحد ساعتنا”.

ويربط الدكتور مازن سقا، المحاضر في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر، بين عدم الاتفاق على التوقيت والانقسام الحاصل بين فتح وحماس في الضفة وغزة، ويقول: “فلنوحد التوقيت أولاً، وبعدين نفكر بتوحيد الصف، وبعدين توحيد القلوب، وبعدين وبعدين”.

وتقول هناء أبو نحلة، مديرة أحد المشاريع الدولية في مجال الأمن الغذائي بغزة، “للأسف هذه مشكلة، نحن من يدفع ثمنها.. وفيها من العيب الكثير”. وتضيف: “مكتبنا في غزة يعمل بتوقيت شتوي، وفي الضفة بتوقيت صيفي، وعلى المتضررين أمثالنا مراعاة فروق التوقيت”.

وتمضي تقول: “يجب علينا من الآن فصاعداً مراعاة فرق التوقيت عند عقد اجتماعاتنا بين غزة والضفة، والرد على الرسائل الإلكترونية وإرسال التقارير. وتختم بحسرة قائلة: “ليس لدينا في غزة والضفة ما يمكن أن يعطله فرق توقيت.. فكل ما لدينا هو أحلام مؤجلة، لا ضير إن أجلناها أو قدمناها ساعة”.

وعبرت إحدى زميلاتها في المكتب نفسه عن خيبة أملها من هذا الفارق في التوقيت، وسببها في ذلك هو “أن تلفزيون فلسطين سيذيع المسلسلات وفق توقيت رام الله مما سيحرمنا من متعة المشاهدة”، حسب قولها.

من جانبها، وصفت الناشطة المجتمعية سمر أبو شماس المسألة بـأنها “مهزلة واستخفاف بالعقول”، وتساءلت باستغراب: “هل يعقل أن يصل الخلاف بيننا إلى هذه الدرجة”. وأضافت أن مثل هذه القضايا “لا تستحق الالتفات إليها، فلدينا صراع مع الاحتلال، وهذا هو الأهم”.

وكتبت علا التميمي على موقعها في تويتر: أنا بشتغل في جامعة بيرزيت على التوقيت الصيفي، وفروع مراكز الجامعة بغزة بتشتغل على التوقيت الشتوي.. بجد مش عارفين راسنا من رجلينا”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. راح تقوم الساعة واحنا مختلفين على الساعة!!
    يا رب عجل بساعة النصر وابعد عنا ساعة الغفلة.

  2. والله انهم ناس فاضيين الدنيا مقلوبه واليهود عم تسرح وتمرح بفلسطين وهمّ مختلفين عالساعه والله انكمةقاده متخلفيين والله ايعين شعوبنا عليكم …………

  3. اخوانا فى غزة عملوا نصب تذكارى لشهداء سيناء اللى قتلوا على يد الصهاينه الكلاب….
    بارك الله فيكم

  4. مصطفى
    انت مصطفى العراقي؟
    مرحبه وكل عام وانت بخير
    سمعت ان الكهرباء كان مقطوع عندكم بسبب الاعصار.. ان شاءالله انت بالف خير والوالده
    اوصل سلامي للوالده .. الله يحفظها الك

  5. فاتي
    شلونج وشكو ماكو؟
    يله ردي عليه بالعراقي
    ان شاءالله تكوني بخير يا حلوة مصر

  6. ana ma bedy ahki khlini saket wlalh ana aftgher ini falstini bas kermal insan wahd yehy a3ysh allah yerhamo falstin da3t ba3d istechahad yasin ilrantysy abu ammar allah yerhmoho toz fi fath wehams

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *