غيَّر وزراء مغاربة في الحكومة، التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية، مظهرهم وشكلهم الخارجي في الآونة الأخيرة، خاصة على مستوى تشذيب اللحية أو التخلص منها بالكامل، أو لجهة المواظبة على ارتداء ربطات العنق.
وتفاجأ المشاهدون المغاربة بوزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، قبل أيام قليلة في برنامج تلفزيوني، بـ”لوك” جديد دون لحية، حيث كان في السنوات السابقة حريصاً على الظهور بلحية خفيفة.
ويأتي “اللوك” الشبابي للوزير ليلحق بالتغيير الذي طال مظهر وزراء آخرين عمدوا إلى التخفيف من لحاهم بطريقة واضحة، كوزير الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، ووزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عبدالقادر أعمارة، الذي تخلى نهائيا عن لحيته، علاوة على لحية وزير العدل والحريات مصطفى الرميد.
التغيير استهله بنكيران
وقبل هؤلاء الوزراء، طرأ تغيير كبير على “لوك” عبدالإله بنكيران، رئيس الحكومة نفسه، وذلك بعد أن قام بالتخفيف من لحيته بشكل بارز، وأضحى في الفترة الأخيرة يلازم ربطة العنق التي لم يكن يخفي معاداته لارتدائها وفق تصريحات سابقة له.

لوك
وأضحى بنكيران “صديقا” لربطة العنق في أغلب أنشطته الرسمية وحتى غير الرسمية، بعد مقاطعتها طيلة حياته، قبل تبوئه منصبه الحكومي، سوى مرة واحدة في استقبال الملك الراحل الحسن الثاني.
وأثار “اللوك” الجديد لبنكيران اهتمام وثناء الجميع، حتى المعارضة البرلمانية لحكومته. بحيث أشادت نائبة برلمانية من حزب الاتحاد الدستوري بالمظهر الجديد لبنكيران، وتوجهه نحو تحسين شكله خاصة بارتداء ربطة العنق، مشيرة إلى الدور الذي قد تكون قامت به زوجته في هذا التطور.
تأثير الزوجات
من جهتها، عزت ابتهال التازي، الخبيرة في الأزياء واستشارية المظاهر، في تصريحات لـ”العربية.نت” التغيرات التي طرأت تدريجياً على بعض وزراء الحكومة الحالية، الذين ينتسبون لمرجعية إسلامية لها رؤيتها الخاصة لمسائل اللحى واللباس وارتداء “الكرافاتة”، إلى طبيعة وظيفة المسؤول الحكومي التي تتطلب مرونة أكبر في المظاهر الخارجية.
وأردفت قائلة “إن التخلص من اللحية أو على الأقل تشذيبها إلى أقصى حد ممكن، والمصالحة مع ربطات العنق، كلها مؤشرات على أن الحزب الذي ينتمي إليه هؤلاء الوزراء حزب منفتح، ويمكنه أن يتكيف وفق متطلبات مرحلة تسيير الشأن العام حتى على مستوى المظاهر الشكلية”.
وأفادت التازي ” يبدو أن هؤلاء الوزراء اقتنعوا من تلقاء أنفسهم، وربما بتشجيع من قبل أسرهم الصغيرة خاصة الزوجات، بضرورة تحسين المظهر الخارجي لأنه عامل رئيسي يعطي قيمة رمزية للشخصيات السياسية في عيون الناس”.
وختمت مبدية أسفها لأن الوزراء والمسؤولين الحكوميين بالمغرب غالباً ما “لا يعتمدون على مستشارين متخصصين في المظاهر”، بحسب قولها.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *