أثار إقدام مستشار برلماني على “تعرية” بطنه، احتجاجاً على رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، جدلاً وسجالاً حول مستوى النقاشات السياسية التي تجري في البرلمان المغربي، وذلك في جلسة عمومية نقلت القناة التلفزيونية الأولى وقائعها أول أمس الثلاثاء مباشرة للمشاهدين المغاربة.
وزاد من وطأة السجال ما حدث في كواليس البرلمان بعد المشادات الساخنة التي وقعت بين المستشار البرلماني ورئيس الحكومة، إذ ظهر الطرفان معاً في صور تداولتها منابر إعلامية، وهما يتصافحان ويتصالحان بعد تدخل برلمانيين آخرين لمحاولة إصلاح الخواطر.
البطن وما حوى
وبدأ الجدل بين إدريس الراضي، رئيس فريق الاتحاد الدستوري المعارض، وبنكيران رئيس الحكومة، عندما بادر الأول الثاني بأنه خرج عن سياق الموضوع الذي يتحدث فيه والمرتبط بالسياسة العقارية في البلاد، فانتفض بنكيران غاضباً ومزمجراً، حيث خاطب الراضي بأن يلزم الصمت لأنه لا حق له في مقاطعة مداخلته.

1
واشتعلت نار الجدال بين الطرفين عندما قال بنكيران في تلميح إلى الراضي بأن “الإنسان عليه أولاً أن ينظر إلى ما لديه في قلبه وما يحتويه بطنه”، غير أن المستشار البرلماني رد على رئيس الحكومة بأن قام بالكشف عن بطنه أمام الحاضرين قائلاً “هذه بطني، وما أملكه هو من عرق جبيني”.
ولم تمر فترة طويلة على هذا النقاش الحاد الذي تبادل فيه الاثنان لغة لا تليق بمستوى البرلمان المغربي، حتى قام برلمانيون بمحاولات لإصلاح ذات البين بين رئيس الحكومة والمستشار الذي عرى بطنه، ليتصالح الاثنان وهما يوزعان ابتسامات عريضة هنا وهناك.
وأثارت هذه الواقعة الكثير من الامتعاض لدى العديد من المغاربة الذين عبروا عن آرائهم إزاء ما حدث في المنتديات والمواقع الإلكترونية، حيث قال بعضهم “إن الشعب سئم من هذا الغمز واللمز، فإذا كان رئيس الحكومة يتوافر على ما يدين به المستشار البرلماني عليه أن يتوجه للقضاء”.
وتابع معلقون بأن “النقاشات البرلمانية كانت في السابق أكثر فائدة، أما الآن فالتهريج هو سيد الموقف في الجلسات”، بينما أردف ظرفاء بأن “البرلماني الغاضب عوض أن يكشف عن ممتلكاته للشعب فقد كشف عن بطنه للمغاربة”.
أزمة قيم
ويعلق الدكتور عثمان الزياني، أستاذ العلوم السياسية والدستورية، على ما حدث بالقول “إن هذه السلوكيات التي تعرفها المؤسسة البرلمانية في المغرب هي جزء من الأزمة العامة التي أضحت تسم الأداء البرلماني، وتعبر عن أزمة القيم في السلوك السياسي بصفة عامة وعن السلوك البرلماني بصفة خاصة”.
ويشرح الزياني، في تصريحات لـ”العربية.نت”، أن المجال البرلماني أضحى مرتعاً لممارسة نوع من “اللغط البرلماني” الذي يكثر فيه الصخب والصراخ والعويل، بينما يغيب النقاش الجاد والهادف، سواء على مستوى علاقات البرلمانيين أو على مستوى علاقة الحكومة بالبرلمان.
واستطرد المحلل بأن ما حدث من مشادات كلامية بين رئيس الحكومة والمستشار البرلماني الراضي يعبر عن غياب التواصل بين الحكومة والبرلمان، والذي يتخذ في الغالب طابع الخلافات الشخصية بدل الاهتداء إلى ثقافة الحوار والإنصات، وتبادل الآراء والتصورات بخصوص بحث السياسات العمومية.
وزاد المتحدث بأن “عقد المصالحة بين رئيس الحكومة والمستشار، على الرغم من إيجابياته، فإنه بالمقابل يعطي انطباعاً سيئاً لدى المواطنين، ويعيد إلى الأذهان التأكيد على أن البرلمان المغربي يجسد نوعاً من المسرح الرديء، بحسب تعبير “ألان كليس”، ويزيد من مساحات التذمر لدى المواطنين”.
وخلص الزياني إلى أنه ما دام البرلمانيون وأعضاء الحكومة منشغلين أكثر بتصفية حسابات سياسية وشخصية ضيقة، وعلى مرأى المواطنين الذين ينتظرون نقاشات برلمانية جادة حول مختلف القضايا المجتمعية، فإن المؤسسة البرلمانية تقتضي التعبير عن النبل والنضج في الممارسة البرلمانية، سواء من جانب الحكومة أو من أعضاء البرلمان.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههاي
    هذا ما كان خاص باش تكمل الفراجة في هاد البرلمان ديال بنكيران..
    من نهار جا بنكيران تحول البرلمان للفراجة..

  2. ههههههههههههه ايه المهرجين كاينين ما بقى غير الحيوانات ادخلهوم و يعمر السىرك و تكون فرجه ممتعه…

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *