بعد يوم شاق وطويل من المفاوضات الشائكة في جنيف بين موسكو وواشنطن، خرج وزير الخارجية الأميركية جون كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، وأعلن أنه تم الاتفاق بين البلدين على خطة للهدنة في سوريا. وقال إن واشنطن وموسكو تدعوان الأطراف السورية لوقف النار اعتبارا من مساء 12 سبتمبر.

كما لفت كيري إلى أن الروس سيحملون الأسد مسؤولية أي خرق يرتكبه، وسيضغطون عليه للالتزام ببنود الخطة. وأشار إلى أن المعارضة السورية أبدت استعدادها للتجاوب مع الخطة في حال التزام النظام بها. وأضاف سنضغط على كافة الأطراف المعنية وندعوها إلى طاولة المفاوضات.

كما أشار إلى أنه على النظام والمعارضة في سوريا تقديم فرصة لإدخال المساعدات إلى حلب، مؤكداً أن بلاده ستعمل مع روسيا على تسهيل الانتقال السياسي في سوريا. وأضاف سنتعاون عسكرياً مع روسيا إذا صمدت الهدنة في سوريا.
“الاتفاق على حزمة من الوثائق”

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الثقة أعاقت التوصل إلى اتفاق في وقت سابق بين الروس والأميركيين. وأضاف رغم الصعاب أعلنا موقفنا الواضح، وهو أن تسوية الأزمة السورية ليست مادة للمزايدات، وعلى رغم غياب الثقة اتفقنا على مجموعة من الوثائق وعددها 5 تسمح بإيصال المساعدات إلى حلب وباقي المناطق المنكوبة، وتعزيز وقف الأعمال العدائية، واستئناف عملية التفاوض في وقت لاحق.

وأشار إلى أن الخطوة الأولى في هذه الاتفاقات تكمن في الالتزام بوقف الأعمال العدائية تبدأ بـ 48 ساعة ثم تمدد بشكل متتالٍ، وإذا صمدت لمدة 7 أيام سنقوم بدراسة الأمور العملية للفصل بين الفصائل الإرهابية وبين المعارضة المعتدلة، وتحديد الضربات الجوية وأهدافها، والمناطق المستهدفة.

كما تحدث بوتين عما أسماه مركزا استخباراتيا مشتركا بين الطرفين سيسمح بالفصل بين تلك الفصائل المتطرفة والمعارضة المعتدلة، في حال نجحت هذه الهدنة.

وقال: “اتفقنا على آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الهلال الأحمر السوري إلى شرق وغرب حلب، كما اتفقنا على إجراءات الرد على انتهاكات وقف الأعمال العدائية”.

وأضاف:” نحن ملتزمون مع الولايات المتحدة بتشجيع كل الأطراف على الالتزام بما تم الاتفاق عليه بيننا، والنظام السوري مستعد لذلك، وقد وافق على الخطة التي اتفقنا عليها مع واشنطن”.

كما أثنى على تصريح جون كيري بأن بلاده ملتزمة بمحاربة النصرة.
دي ميستورا: نهار طويل بنتائج جيدة

أما مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، فرحب بالاتفاقات التي توصل إليها الطرفان بعد نهار طويل وشاق خرج بنتائج جيدة، بحسب تعبيره.

وقال هناك نافذة أمل للحد من دائرة العنف التي تضرب السوريين، والأمم المتحدة تهيب بكافة الأطراف تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة في سوريا. وشدد على أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع كافة الأطراف من أجل تطبيق الاتفاق.
تصريحات سابقة متشائمة

يذكر أن اجتماع الجمعة بين وزيري الخارجية الأميركية والروسية في جنيف حول سوريا لم يكن بالسهل، وخرجت العديد من التصريحات الرسمية وغير الرسمية المتشائمة في وقت سابق، حتى إن الوزير الروسي سيرغي لافروف لوح في وقت سابق بإمكانية تأجيل المباحثات، قائلاً: “نتجه إلى تعليق المباحثات الأميركية الروسية حول سوريا حتى الأسبوع المقبل”.

كذلك قال مسؤول روسي في المحادثات الأميركية الروسية، في وقت سابق إن نتيجة المحادثات التي جرت “عالقة في واشنطن”. وأضاف قائلاً :”نحن ننتظر رداً من واشنطن. إنه عالق في واشنطن لأكثر من خمس ساعات”.

إلا أن المسؤول الروسي عاد واستدرك قائلاً: “إن ردا إيجابيا من البيت الأبيض لن يعني بالضرورة وجود اتفاق”.
حديث عن تقدم دون اتفاق

كما قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق أيضاً الجمعة، إن الولايات المتحدة وروسيا أحرزتا تقدما بشأن اقتراحات لوقف إطلاق النار في عموم سوريا، لكن التفاصيل الفنية لم تكتمل بعد، وليس من الواضح ما إذا كان التوصل لاتفاق نهائي ممكنا.

وأدلى المسؤول بتلك التصريحات بعد يوم من المحادثات في جنيف بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقال المسؤول “المناقشات مستمرة حتى حلول المساء فيما يتم العمل على المسائل الفنية بين الفريقين. لسنا في وضع يسمح لنا الآن بالقول إن كان التوصل لاتفاق نهائي ممكنا أم لا”.

وكانت كل من واشنطن وموسكو تناقشان التوصل إلى هدنة 7-10 أيام في سوريا، من ضمن اتفاق يشمل نقاطا أخرى.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتانيماير الجمعة إن واشنطن وموسكو تبحثان إمكانية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في سوريا يمكن أن يستمر حتى 10 أيام.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *