قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الثورة المصرية أشاعت الاضطراب في الجيش والحكومة الإسرائيلية، وهو ما جعل كبار المسؤولين يعقدون جلسات سرية على مدار الساعة بهدف إعادة التفكير في أهم علاقة إقليمية في المنطقة.

وأضافت الصحيفة أن التخطيط العسكري لإسرائيل يستند إلى السلام مع مصر، ونصف الغاز الطبيعي الذي تستهلكه مستورد من مصر، ومبدأ مقايضة الأرض المحتلة عام 1967 في مقابل علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدأ مع معاهدة سلامها مع مصر عام 1979.

كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى الرئيس حسني مبارك أكثر من أي زعيم آخر باستثناء الرئيس أوباما. وإذا نحي مبارك عن السلطة فإن التأثير على إسرائيل يمكن أن يكون عميقا.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن “مصر هي حجز الزاوية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط”.

وقال كثير من المحللين الإسرائيليين إنه حتى إذا أجبر مبارك على ترك منصبه، فإن أولئك الذين حلوا مكانه يمكن أن يحافظوا على معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل، لأنها أساس المعونة الأميركية السنوية للقاهرة والتي تتجاوز المليار دولار.

لكن آخرين أشاروا إلى أن أفضل قوة سياسية منظمة في مصر هي جماعة الإخوان المسلمين المعادية لإسرائيل والمقربة من حركة المقاومة الإسلامية حماس التي تعمل الحكومة المصرية منع تهريب الأسلحة إليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبريات الصحف الإسرائيلية ركزت على الأحداث في مصر، وكانت تنبؤات معظمها مفزعة وتطابقت العناوين الرئيسية لاثنين منها: “شرق أوسط جديد”.

وقالت إن العنوان السابق كان إشارة ساخرة استخدمت كثيرا في التسعينيات من قبل الرئيس شمعون بيريز ومؤيدين آخرين للتعايش السلمي الذين جادلوا بأنه إذا أبرمت إسرائيل سلاما مع جيرانها فإن المنطقة ستزدهر. لكن الأحداث طيلة الخمس سنوات الماضية، مثل تولي حماس السلطة في غزة وظهور حزب الله في لبنان ونفوذ إيران في العراق وتحول تركيا نحو إيران وسوريا، حولت كثيرا من الإسرائيليين ناحية اليمين، مخافة أنه كلما مر وقت أكثر صارت المنطقة ضدهم.

ويخشى الإسرائيليون من أن الأردن في وضع متزعزع وأن إطاحة ناجحة في مصر يمكن أن تصل إلى هناك. وإذا ما كان للإخوان المسلمين موطئ قدم في السلطة في مصر فإن هذا قد لا يعني فقط قوة إسلامية أقوى في غزة بل أيضا في الضفة الغربية وكذلك في الأردن، وهو ما يعني أن إسرائيل ستشعر أنها مطوقة بطريقة لم تحدث منذ عقود.

وإذا ما ساءت العلاقة مع مصر فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى توقف أي حديث إسرائيلي عن مفاوضات سلام مع الفلسطينيين، واتفاقية سلام مع الضفة الغربية ستشمل تسليم مراقبة أرضية وعسكرية لسلطة فلسطينية ضعيفة نسبيا.

ويقول إيلي شاكيد سفير إسرائيل السابق بالقاهرة إن “الأشخاص الوحيدين في مصر الملتزمين بالسلام معنا هم أولئك الأشخاص في دائرة مبارك الداخلية وإذا لم يكن الرئيس المقبل واحدا منهم فسنكون في ورطة”.

ويشير المحللون الإسرائيليون إلى أنه إذا قدر لمبارك أن يرحل فإن نتنياهو يمكن أن يُترك دون حليف له في المنطقة.

أما عن العسكريين الإسرائيليين فإن تغييرا خطيرا في مصر يعني تحولا إستراتيجيا في التخطيط. وحتى إذا لم تلغ مصر معاهدة السلام مع إسرائيل غدا أو خلال خمس سنوات فإن أي حكومة تهيمن عليها جماعة الإخوان المسلمين سيعني إمكانية عدم استبعاد احتمال حرب مع مصر.

ويعزو محلل سياسي إسرائيلي الفضل إلى معاهدة إسرائيل مع مصر بأنها جعلت إسرائيل تخفض نفقات دفاعها من 23% من إجمالي الناتج القومي في السبعينيات إلى 9% اليوم وكذلك تخفيضات كبيرة في جيشها.

وأشارت الصحيفة إلى أن كثيرا من الإسرائيليين في اليسار واليمين متعاطفون مع رغبة المصريين في تخليص أنفسهم من حكم مبارك المستبد وبناء ديمقراطية لكنهم يخافون مما سيأتي بعد ذلك إذا سارت الأمور بسرعة أكبر.

كذلك ألمح محللون إسرائيليون إلى أن مصر عملت جاهدة لمعارضة الطموحات الإيرانية وضياع مصر كثقل موازن ستكون عواقبه وخيمة.
المصدر: نيويورك تايمز

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. فليذهبوا للجحيم الصالح فيهم والطالح
    ذقنا ذرعا من وجودكم خلف اظهرنا

  2. هذا الرعب الأسرائيلي على مصير النظام المصري هو دليل انكم أيها الثائرون على الطريق الصحيح ..!!
    وانكم عندما ستسقطون هذا النظام فإنكم لن تُسقطوا نظاماً طاغياً فحسب ،، وإنما ستُسقطون معه الجدار الفولاذي الذي بنته اسرائيل ومعها هذا النظام بينكم وبين أخوتكم وأبناء جلدتكم ،، وهُتافاتكم وصرخاتكم الآن هي بمثابة قنابل تدك قلوب هؤلاء الصهاينة ،، وزخّات رصاص نحو الظالمين والطُغاة ..!!
    فبارك الله في سواعدكم ..!!

  3. للذي يتابع أصوات الشعب المصري وإنتفاضته المجيدة يكتشف أن الشعب لم يثور من أجل الخبز والديمقراطية فقط ..
    بل من أجل رحيل الطاغية المشبع بالعمالة للصهاينة . الذي حول مصر كحديقة للخنازير الصهاينة . وكمّ الأفواه بالحديد والنار كي لا تصرخ قائلة : نحن مسلمون وعرب وعدونا هو الصهاينة وإسرائيل .
    هي ثورة غضب على الجوع والحرمان والذل وانعدام الديمقراطية ، وثورة على الخيانة لآل صهيون من حكام العرب . 

  4. للذي يتابع أصوات الشعب المصري وإنتفاضته المجيدة يكتشف أن الشعب لم يثور من أجل الخبز والديمقراطية فقط ..
    بل من أجل رحيل الطاغية المشبع بالعمالة للصهاينة . الذي حول مصر كحديقة للخنازير الصهاينة . وكمّ الأفواه بالحديد والنار كي لا تصرخ قائلة : نحن مسلمون وعرب وعدونا هو الصهاينة وإسرائيل .
    هي ثورة غضب على الجوع والحرمان والذل وانعدام الديمقراطية ، وثورة على الخيانة لآل صهيون من حكام العرب .
    ————————————-
    Well said brother, I couldn’t agree more.

  5. اولا اقول حسبى الله ونعم الوكيل .ف كل من يريد عدم استقرار مصر .من مفهومى انا ان ما يحدث ف مصر زوبعه تحدث ف كل دول العالم حتى امريكا التى تدعو الى الديموقراطيه .ولكن الحرب الان حرب اعلاميه الذى يريد اسقاط النظام هو الاعلام القزر التى يتلخص ف قناه الجزيره لمصلحه من تقوم الجزيره بفغل هذا الخراب للاسرائيل ام امريكا او لنفسها فى اى حال فهى خسرانه واقصد بالخساره لقطر وليس لقناه .وفى النهايه اكرر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم خير اجناد الارض جند مصر لانهم فى رباط الى يوم القيامه .كفانا ذالك .

  6. طبعا يخافو من الثورة لان من شنها هم شباب اقوياء ذو زعامة
    لكن الصهاينة راح يظلو وراء مصر حتى يظغطو على من يحكمها و يعرف نقطة ضعفه اتمنى من اي دولة عربية تخدي الحذر من حكامنا اتباع اليهود والامريكان لا تستسلمويا شباب فان مشواركم لن ينتهي فقط بتنحي النظام ولكن بتنحي كل الخونة

  7. اللهم ولى امورنا خيارنا ولا تولى امورنا شرارنا
    اللهم ارزقنا بحاكم عادل كالفاروق عمر رضى الله عنه
    ليعم العدل و لينشر السلام ويعم الامن والآمان
    بسم الله الرحمن الرحيم
    فأما الزبد فيذهب جفاءا و اما ينفع الناس فيمكث فى الأرض
    صدق الله العظيم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *