تحولت مدينة جرمانا بضواحي دمشق في الأشهر الأخيرة الى بؤرة للعنف، حيث يرتفع عدد الضحايا كل يوم مع استمرار قصف المسلحين والتفجيرات في عمق المدينة والاشتباكات العنيفة الدائرة حولها.
وتعلو أصوات الاشتباكات على بعد عشرات الأمتار من أطراف جرمانا المجاورة لبلدة المليحة بريف دمشق، ويجري فيها استخدام مختلف أنواعِ الأسلحة، وفي عمق جرمانا تسقط قذائف الهاون وكأن البلدة على موعد يومي معها.

جرمانا
في السنوات الأخيرة التي سبقت الأزمةَ السورية، اصبحت جرمانا المدينة التي لا تنام، وهي التي كان يقطنها أكثر من نصف مليون سوري وعراقي انخفض عددهم الآن الى أقل من النصف وباتت جرمانا المدينة التي تغفو مع هبوط الليل وتصحو على وقع القذائف والتفجيرات.
وعلى خلاف غيرها من مدن ريف دمشق، عاشت جرمانا قبل اندلاع الاحداث المأساوية في سورية نهضة اقتصادية وعمرانية ملحوظة، وقد شكلت وسطا آمنا ومتنوعا من الناحيتين الدينية والاجتماعية، فاحتضنت جرمانا عشرات آلاف العراقيين الفارين من حرب العام الفين وثلاثة في العراق وما تلاها ، كما استقبلت آلاف النازحين من بلدات عقربا وشبعا وبيت سحم وغيرها، أما اليوم فلا يوجد مكان آمن في جرمانا التي تتوسط بلدتي المليحة وبيت سحم المشتعلتين.
وضربت مدينةَ جرمانا على مدى الأشهر الماضية عدة تفجيرات بعضها انتحاري وبعضها بعبوات وسيارات مفخخة أوقعت عشرات القتلى ومئات الجرحى، أعنف تلك التفجيرات كان في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، تفجير انتحاري مزدوج خلّف 56 قتيلا وأكثر من مئة جريح.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *