أعلن حلف شمال الأطلسي السبت، أن أولى بطارية صواريخ باتريوت من الست التي نشرت في تركيا قرب الحدود السورية أصبحت جاهزة، في يوم قصف الطيران الحربي مناطق سورية عدة لا سيما على أطراف حي في شرق دمشق.
وغداة مطالبة العاهل الأردني عبدالله الثاني بدعم دولي لإيواء نحو 300 ألف نازح سوري في بلاده، أعلنت بريطانيا تقديم 21 مليون جنيه إسترليني (25 مليون يورو) إضافية يخصص نصفها للأردن، مع بدء بعثة عربية جولة لتقصي أوضاع النازحين في دول الجوار.
وقال المقر العام لقوات الأطلسي في أوروبا في بيان، إن البطارية التي وضعتها هولندا في تصرف الأطلسي “ستساعد في حماية مدينة أضنة وسكانها (جنوب شرق) من تهديدات (إطلاق) الصواريخ” من سوريا.
وأضاف أن “البطاريات الخمس الأخرى ستنشر وتصبح عملانية في الأيام المقبلة”، في إشارة إلى البطارية الهولندية الثانية، وصواريخ من ألمانيا ستنشر في ماراس على بعد حوالي مئة كلم إلى الشمال الشرقي، وأخريين أمريكيتين في غازي عنتاب.

باتريوت
ويؤكد الحلف الأطلسي أن وصول النظام إلى حالته العملانية الكاملة سيجعله “قادراً على تأمين حماية لحوالي 3.5 مليون تركي”.
ووفقاً لقرار اتخذه الحلف مطلع كانون الأول/ديسمبر، قررت كل من ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة نشر بطاريتي باتريوت و350 جندياً في تركيا، في مهمة يتوقع أن تستمر عاماً واحداً وتأتي بناء لطلب تركيا بعد تكرار سقوط قذائف في أراضيها مصدرها سوريا.
وتؤكد السلطات التركية وحلف الأطلسي الطابع الدفاعي لهذه الصواريخ التي انتقد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحليفته روسيا نشرها.
طيران النظام يواصل القصف بعنف
ميدانياً، تعرض حي جوبر في شرق دمشق “للقصف بالطيران الحربي من القوات النظامية”، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، أن الغارة “وقعت على أطراف الحي المجاور لمنطقة زملكا” في ريف دمشق، حيث تنفذ القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين.
وقصفت القوات النظامية السبت مناطق عدة في محيط دمشق، منها معضمية الشام (جنوب غرب)، بينما اشتبكت مع مقاتلين معارضين في مدينة داريا المجاورة، والتي تحاول منذ فترة فرض سيطرتها الكاملة عليها.
وفي العاصمة نفسها، أفاد المرصد السوري عن “استشهاد مقاتل من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع مسلحين تابعين للنظام في حي تشرين” الواقع في غرب المدينة.
كذلك، انفجرت سيارة مفخخة في حي الزاهرة في جنوب العاصمة “ما أدى إلى احتراقها وإصابة رجل بجراح تبعها انتشار أمني”، وسقطت قذائف على منطقة المشروع في حي برزة في شمال المدينة، بحسب المرصد.
في محافظة حمص (وسط)، شن الطيران الحربي غارة على مدينة القصير، حيث قتل ثمانية مقاتلين جراء قصف من القوات النظامية واشتباكات، بحسب المرصد.
وفي مدينة حمص، تعرض حيا جوبر والسلطانية (غرب) للقصف، مع استمرار المعارك المتجددة لليوم السابع على التوالي، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على أحياء ما زالت تحت سيطرة المقاتلين المعارضين في المدينة التي يعدها الناشطون “عاصمة الثورة” ضد النظام منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وكان المرصد أفاد بأن 15 عنصراً على الأقل من القوات النظامية بينهم ضابطان قتلوا إثر هجوم نفذه مقاتلون على مركز عسكري في حي القرابيص وسط المدينة.
وفي شمال غرب سوريا، تدور اشتباكات داخل أسوار سجن إدلب المركزي وعلى أطرافه، غداة اقتحامه من مقاتلين معارضين. وأبلغ عبدالرحمن فرانس برس أن المقاتلين يشتبكون كذلك “مع رتل من القوات النظامية القادم للمؤازرة من جهة جسر الشغور”.
وأوضح أن المقاتلين ينتمون إلى كتائب أحرار الشام وكتائب أخرى، وكانوا قد اقتحموا الجمعة السجن الواقع على المدخل الغربي لمدينة إدلب التي تسيطر عليها القوات النظامية، وتمكنوا من تحرير “أكثر من مئة سجين”، مشيراً إلى مقتل عشرة سجناء في العملية.
من جهتها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أن “وحدات من قواتنا المسلحة تواصل بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي ملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي حاولت الاعتداء على موقع السجن المركزي على طريق إدلب سلقين”.
وبث ناشطون على موقع “يوتيوب” الإلكتروني أشرطة مصورة لما قالوا إنها عملية اقتحام السجن، ويبدو في أحدها سجناء يلوحون بأيديهم من خلف القضبان الحديدية.
ويحاول مقاتلون بالتعاون مع السجناء استخدام عصي غليظة لكسر العوائق الحديدية على النوافذ والسماح لهم بالخروج. وفي داخل الغرف، يبدو الدمار وأسرة حديدية بعضها من دون فرش. كما ظهرت جثتان لمن قال المصور إنهما سجينان قضيا برصاص القوات النظامية.
وأدت أعمال العنف السبت إلى مقتل 31 شخصاً في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية.
في الأردن، أعلنت وزيرة شؤون التنمية الدولية البريطانية جوستين غرينينغ خلال زيارتها مخيم الزعتري للنازحين السوريين إن “بريطانيا ستقدم 21 مليون جنيه إسترليني كمساعدات إنسانية جديدة لتوفير الملابس والغذاء والدواء للمتضررين من الأزمة في سوريا”، بحسب ما جاء في بيان عن السفارة.
وستخصص 10 ملايين جنيه (12 مليون يورو) “لمساعدة الأردن على مواجهة العدد المتزايد من اللاجئين السوريين حيث ما زال الآلاف يعبرون حدودها يومياً”، بينما يخصص الباقي “للمتضررين من الأزمة في سوريا في مختلف أنحاء المنطقة”.
ومع المساعدات الإضافية، تكون بريطانيا قدمت 89,5 مليون جنيه كمساعدات إنسانية.
وفي سياق متصل، عقدت بعثة جامعة الدول العربية لتقصي أوضاع النازحين السوريين واحتياجاتهم، اجتماعاً في عمان السبت لتحديد حجم المساعدات المطلوبة، قبل مؤتمر الكويت الدولي للمانحين في الثلاثين من الشهر الحالي.
وتقرر في اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب عقد في القاهرة في 13 من الشهر الجاري بناء على طلب لبنان، إيفاد بعثة من الجامعة العربية إلى الأردن ولبنان والعراق “للوقوف على الأرض على أوضاع النازحين السوريين واحتياجاتهم”.
واستناداً إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يوجد 612 ألفاً و134 سورياً مسجلون كنازحين في الدول المجاورة لسوريا.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *