العربية.نت- في أكبر أحياء دمشقالمزة” وفي أكبر جوامع المزة “الجامع الكبير” صرخ الشباب “ع الجنة رايحين شهداء بالملايين” فأجلت الشمس موعد بزوغها حتى الحادية عشرة موعد تشييع شهداء الأمس، وأضاءت دمشق المنهمرة بغزارة على رؤوس رجال المزة الرافعين أصواتهم كما رؤوسهم هاتفين “هي المزة.. هي المزة”.
لم أستطع بحال من الأحوال أن أتمالك نفسي، كنت بحاجة لأعصاب مئة رجل لأستطيع لجم دموعي بين كل أولئك الرجال والنساء الهاتفين بأن المزة أعلنت دخولها في الثورة رسمياً بعد أن أعلنت ذلك سابقاً بصوت خجول ظل بعيداً عن الأضواء.
لم تستطع منطقة الشيخ سعد “السوق الذي لا ينام” أن يستوعب كل أولئك الجموع، اندسست بين النساء وإن لم تكن الصبايا والنساء مجتمعين في زاوية واحدة، وإنما كن منتشرات في كل مكان، عددهن أذهلني وصوتهن الذي نافس أصوات الشباب ارتفع بهتاف “أبو الشهيد.. ارفاع راسك”.
الرصاص نافس الثلج
من المعروف أن منطقة المزة من أكثر مناطق دمشق اكتظاظاً برجال الأمن والشبيحة، ومن أكبر أحياء دمشق اتساعاً، وقبل موعد التشييع تزاحمت باصات الأمن في المنطقة، ولعل جغرافيا المكان واتساعه وتفرعاته الكثيرة أرغمت الأمن والجيش للانتشار بأعداد كبيرة، كما تم قطع الأتوستراد وتفتيش كل من يدخل إلى دمشق من المدخل الجنوبي “المؤدي إلى المزة”.


لم ينتظر الرصاص كثيراً بعد انطلاق تشييع ثلاثة شهداء رفعوا فوق الأيادي، ليرفرف علم الاستقلال الذي بات رمزاً للثورة السورية جنباً إلى جنب مع الشهداء الثلاثة، انطلق الرصاص غزيراً يتبارى مع الثلج المنهمر بكثافة في دمشق اليوم، ولكأن اللون الأبيض قرر أن يسلب الأحمر طغيانه اليوم.
شباب سقطوا على الأرض من إصابات مباشرة بالرصاص ومن تعثر بآخرين، ونساء وصبايا ركضن في الحواري بحثاً عن ملجأ يقيهم خطر الموت أو الاعتقال، ولكن الحناجر النحاسية لم تتوقف عن الهدير “هي ويلا وما من ركع إلا لله”.
آلاف من سكان دمشق والمزة لم يشعروا بالبرد القارس اليوم، كلماتهم الثائرة والدم الذي أخرج الرعب منه إلى الأبد بدا وكأنه يغلي في عروق أماتت الاستكانة التي اعتادتها لأكثر من 40 عاماً.
الشعب السوري واحد
عند إطلاق الأمن والجيش للقنابل المسيلة للدموع لتفريق المجتمعين بعد أن فشل الرصاص في تفريقهم، بدأ الركض السريع ومحاولات الهرب، فدخلت كما الكثيرات والكثيرين إلى البنايات بشكل عشوائي، لتفتح أمامنا جميع الأبواب ولتستقبلنا وجوه أصحاب البيت بعيون ملأى بالدموع “فوتوا بسرعة”، وليغلق الباب بسرعة خلفنا “الله يحميكن ويرد عنكن” هكذا قالت لي السيدة التي أدخلتني منزلها وأسرعت بجلب “طاسة الرعبة” لتشربني القليل من الماء عله يخفف من لهائي ورعبي، خجلت أن أقول لها إني غير خائفة فشربت الماء وأخفضت عيوني خوفاً من أن تلمح دموعي أيضاً فندخل في بكاء طويل معاً.
رمت الكثيرات من النوافذ البصل للشباب للتخفيف من تأثير القنابل المسيلة للدموع، وأخرج بعض الشباب علب الكولا فوراً ووزعوها على من حولهم، ولا يزال الرصاص يغطي السماء والأرض ولكنه لا يطغى على صوت الهتافات.
العواصف من قلب دمشق
وهبت العواصف من المزة، وها هي خارطة الثورة تتغير كل يوم، توزع الألوان على مدنها، داخلة عقر دار النظام من المنطقة التي كان يظن أنه يمتلكها، فلم يعد ممكناً أن يحتل المؤيدون أتوستراد المزة، فقد انتفض الشارع الذي بكى كثيراً تحت وقع خطوات مسيراتهم، ولطالما طاردت الأحلام سكان حي المزة بأن تختفي سيارتا الهمر من أتوستراد المزة لأنهما بحسب رأيهم “وقوفهما عار وزينتهما عار والمسيرات التي تتصدرهما تلك السيارتان عار”.
وقبل أن أغادر المنزل الذي اختبأت به سمعت المرأة تقص على جارتها حكاية العصفورين اللذين حطا عند جامع المزة الكبير عند الساعة العاشرة صباح اليوم، فرفعا صوتهما بالتغريد، وتبادلا النظرات الفرحة الوجلة وسأل أحدهما الآخر: أخيراً سنجد سماء نظيفة اليوم لنطير فيها، أخيراً بدأت دمشق تكبر “الله أكبر”، لطالما سجنتني هتافات مؤيديها داخل جدران وضعوها فسدّت الهواء عنا.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫17 تعليق

    1. هند لاباس عليك…وافينك أختي…آخر مرة سلمت عليك في موضوع لاعبة التنس المغربية نادية العلمي و لكن ما ردتيش علي…على رأي حميد الزاهر قلت ليك صباح الخير ما رديتش علي يمكن مشغولة بالغير ما خممتيشي في…

  1. أهلا الزين مريم كلها مانردش عليها ماشفت سلامك أختي
    أنا موجوده لما نشوف السوق حامض نخوي ماقدا على صداع هههههههه

    1. ههههه هند السوق غادي يبقى ديما حامض …شوفي …أجي عندي للموضوع ديال ليونيل ميسي…حيث هاد الصفحة حشومة نهضروا فيها و نضحكوا راكي فاهمة…

  2. هنوووووووووووووود أزيك؟ امبارح بعتلك اوف لاين، شوفتيها؟
    مريم مساء الخير.

  3. اللهم انصصصصصر اخواننا في سوريا وفي جميع بقاع الارض

    واحفظ الاسلام والمسلمين

    وارزقني الشهااااده في سبيلك يالله…اللهم انصر شباب سـوريا وارفع عنهم الظلم والطغيان
    اللهم ارحم موتاهم وتقبلهم شهداء
    اللهم اشف جرحاهم
    اللهم اربط على قلوب من فقدوا آباهم وأبناءهم وكل عزيز لديهم
    رحماك يا رب بشعب هب لنصرة الدين ورفع الظلم والطغيان
    اللهم أجعل بلاد المسلمين بــلاد العدل والحق ونصرة الاسلام
    وولي اللهم على بلاد المسلمين الأخيار وادحر زمرة الأشرار يا قوي يا عزيز يا غفار وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.

  4. يابنتي يامريومه عدرا عن التأخير راني بغيت نحسن كدامي وطيرت رابعه ديال اللحم منهم راني كنعرج خليها عالله أش داني لشي زيزوار الحاصيل
    لي فيه شي شي مايحدش منه وصلت لمريكان والحالهو الحال ههههههه

  5. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1). الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ … آمين…..
    ربنا يصبرك ويصبر كل أمهات الشهداء♥

    حسبي الله و نعم الوكيل…

  6. اللهم يا هازم الأحزاب ويا مجرى السحاب ويا رب الأرباب أسالك أن تدمر نظام بشار وأعوانه وأن تشتت شملهم وأن تفرق جمعهم اللهم أصبهم بالداء السقيم وبالوباء العقيم اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً ولا تبقى منهم على الارض أحد……يا ارحم الراحمين ..•Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ •♥•آميــــــــــــن يــــــــارب •♥

  7. يعني غريب امر بعض النسوان الموضوع عن القتل و الظلم و ارواح بشر و هني شو وينيك غايبة شو طابخة اليوم يا اخي تبادلوا السكايب و احكوا لما تشبعوا فعلأ قلة ادب ….الله يحمي اشراف سوريا الله يحمي ترابك يا شام من الجراذين و الصراصير و حديثي النعمة اللي اغتصبوا الشام كل هالسنين سرقوا قصائد نزار بعد ما طفشوه و اغتالوا كل ياسمين الشام ..الشعب السوري ما بينذل ..بعد اليوم ما راح ينذل

  8. دكتور محمد على يوسف
    لا تنسوا إخوانكم فى سوريا من دعوة فى جوف الليل
    اللهم عجل لهم بنصرك
    اللهم أيدهم بمدد من عندك
    اللهم سدد رميهم
    اللهم شد أزرهم
    اللهم احقن دماءهم
    اللهم امكر لهم و لا تمكر بهم
    اللهم عليك بعدوهم
    اللهم أرنا فى بشار و ماهر و جنودهما القتلة آية و لا ترفع لهم راية
    اللهم اشف صدور قوم مؤمنين بعز الإسلام و نصر الموحدين

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *