خلال زيارته إلى بيروت أجرى ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي ومبعوث الرئيس الخاص لشؤون الشرق الأوسط سلسلة لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين تناولت أبعاد الأزمة السورية.
وكشفت مصادر دبلوماسية روسية أن أحد أهم أهداف مباحثات بوغدانوف في لبنان هو تحييد هذا البلد عن الصراع السوري، وضرورة الحفاظ على الاستقرار والأمن.
وتسلم الرئيس اللبناني ميشيل سليمان رسالة من الرئيس الروسي تطرقت إلى جهود روسيا لحل مشاكل اللاجئين السوريين، والتي سبق أن طلب سليمان من بوتين تدخل روسيا ومساعدتها لإيجاد سبل لتسويتها.
الرئيس اللبناني أعرب عن تقديره لجهود روسيا في هذا الصدد، وتقدم بالشكر للكرملين لمبادرته بإرسال معونات ومساعدات إنسانية إلى اللاجئين السوريين في لبنان.
وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس اللبناني خلال لقائه مع نظيره الروسي أواخر شهر يناير/كانون الثاني الماضي كان قد حصل على وعد من الكرملين بدعم الحكومة اللبنانية ومساعدتها في حل مشاكل اللاجئين السوريين في لبنان.
ومن أهم لقاءات بوغدانوف في بيروت، فقد كانت مع حسن عبدالعظيم، رئيس هيئة التنسيق الوطنية، والتي تعتبرها موسكو فصيلا رئيسيا في المعارضة السورية، باعتبار أن برنامج الهيئة لتسوية الأزمة يتطابق مع الموقف الروسي وبنود اتفاق جنيف.

بوغدانوف
كما اجتمع بوغدانوف مساء أمس السبت مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، ولم يظهر شيء عن مضمون الاجتماع، فيما ذكر بيان لمكتب العلاقات الإعلامية للحزب أن البحث تناول “الأوضاع والتطورات السياسية في المنطقة وبخاصة في لبنان وسوريا”.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد ركزت محادثات بوغدانوف مع حزب الله وممثلي المعارضة السورية على مصير المطرانين الأرثوذكسين، اللذين اختطفا في سوريا، لتحريرهما باستخدام كافة القنوات المتاحة، ولأن خطفهما يحمل طابعا حساسا، وفضل بوغدانوف أن يجري ذلك بعيدا عن الكاميرات.
وكان بوغدانوف قد التقى مع مطران بيروت إلياس عودة للروم الأرثوذكس، وبحث معه وضع المسيحيين وطبعا مسألة اختطاف مطرانين في حلب.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة بوغدانوف للعاصمة اللبنانية جاءت استكمالا لما أنجز في زيارته السابقة التي كانت أواخر الشهر الماضي، والتي جرت بعد أن اضطرت روسيا للموافقة على تأجيل عقد مؤتمر “حماية مسيحيي الشرق”، الذي تعد له الدبلوماسية الروسية منذ العام الماضي، وتأجل بسبب ملاحظات من الأزهر، وتم الاتفاق فيها على ضرورة عقد هذا المؤتمر بصرف النظر عن مشاركة مؤسسات إسلامية فيه.
واعتبر مراقبون أن حرص موسكو على عقد هذا المؤتمر يسعى لتوظيف قضايا دينية من أجل تسجيل حضور سياسي في المنطقة، يستهدف الدخول كشريك في التنقيب عن الغاز في المثلث المكتشف حديثا، والذي يجمع غاز لبنان وإسرائيل وقبرص، وذلك بعد أن حصلت الشركة الروسية “غاز بروم” على امتياز التنقيب عن الغاز في الحقول المقابلة للشواطئ الإسرائيلية، وتلقت عرضا من الرئاسة المصرية بالتنقيب وبالاستثمار في هذه الحقول.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *