أظهر تحليل أجرته وكالة “رويترز” على بيانات مقدمة من وزارة الدفاع الروسية أن حوالي 80% من الغارات الجوية الروسية في سوريا نفذت في مناطق لا يسيطر عليها تنظيم “داعش” على عكس تأكيدات موسكو بأن هدفها هزيمة هذا التنظيم.

ووفقا للتحليل، فإن غالبية الغارات أصابت مناطق تسيطر عليها فصائل أخرى من معارضي نظام بشار الأسد وبينها “جبهة النصرة” ومقاتلون تدعمهم واشنطن وحلفاؤها.

وأظهرت بيانات وزارة الدفاع الروسية للأهداف التي ضربها سلاح الجو الروسي وأرشيف على الإنترنت للخرائط العسكرية الروسية أن روسيا ضربت 64 موقعا محددا منذ أمر رئيسها فلاديمير بوتين بشن أول موجة من الغارات في سوريا قبل ثلاثة أسابيع.

وبين تلك الأهداف 15 لا أكثر تقع في مناطق يسيطر عليها “داعش” وفقا لمسح لمواقع القوات المنافسة في سوريا، أعده “معهد دراسات الحرب”.

وقال ألكسندر جولتز، وهو كاتب عمود مقيم بموسكو ويعمل نائبا لرئيس تحرير صحيفة “يوجدنيفني جورنال الإلكترونية”: “إذا نظرت للخريطة فسيكون بوسعك أن تفهم بسهولة أنك لا تحارب داعش بل فصائل معارضة أخرى”.

وتدعم البيانات تأكيدات مصدرها واشنطن وحلفائها في حلف شمال الأطلسي بأن التدخل الروسي في سوريا، وهو أكبر انتشار عسكري للروس في الخارج منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، غرضه تعزيز وضع الأسد الذي زار موسكو يوم الثلاثاء ليشكر بوتين على دعمه.

وقد تكون بين دوافع موسكو الأخرى الاحتفاظ بموطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط واستعراض قدراتها كقوة عسكرية عالمية في وقت يشهد ترديا في علاقتها بالغرب بسبب الأزمة في أوكرانيا.

ويرفض المسؤولون الروس هذه الاتهامات ويشددون دوما على أنهم يستهدفون “داعش” إلى جانب غيرها من الفصائل التي تدرج تحت تصنيف الإرهاب. ويقولون إن موسكو والغرب يقاتلون عدوا مشتركا، لكن نمط الغارات في سوريا يرسم على الأرجح صورة مغايرة.

ونفذ سلاح الجو الروسي ما يزيد على 780 طلعة ضد حوالي 800 هدف في سوريا منذ 30 من سبتمبر الماضي. وأظهر التحليل الذي أجرته وكالة “رويترز” أنه حتى يوم الاثنين الماضي ضربت الطائرات الروسية ستة مواقع محددة بالاسم ليس بينها ما يقع داخل منطقة يسيطر عليها “داعش”.

وقال جولتز: “الهدف الأساسي لهذه الغارات الجوية هو دعم الهجمات البرية” لجيش النظام السوري.

وتظهر بيانات من القيادة المركزية الأميركية أن 84% من الغارات الجوية التي نفذها التحالف، الذي تقوده واشنطن ضد “داعش” قد أصابت 13 موقعا في سوريا بين 30 من سبتمبر و19 من أكتوبر.

وعلى النقيض من الحملة الروسية، فإن غارات التحالف ركزت على مناطق بشمال سوريا وشرقها حيث تسيطر “داعش” على مناطق واسعة من أراضي البلاد.

وقال دبلوماسي غربي كبير في نيويورك إن 85% من الغارات الروسية نفذت ضد جماعات لا علاقة لها بـ”داعش”.

وشمل تحليل “رويترز” فقط مواقع حددتها وزارة الدفاع الروسية وقالت إنها أهداف لسلاح الجو في سوريا.

وتعذر العثور على أربعة مواقع في خرائط بينها وثائق عسكرية تخص الجيش الروسي. لكن ثلاثة من هذه المواقع الأربعة حددتها وزارة الدفاع الروسية وتقع في محافظتي اللاذقية وإدلب بغرب سوريا أي أنهما ليستا في نطاق سيطرة “داعش”.

أما رابع هذه المواقع (كفر صغير) فيقع في محافظة حلب الشمالية التي يتنازع السيطرة عليها مقاتلون من “داعش” وفصائل معارضة وجيش النظام.

وضربت روسيا أيضا معقلي “داعش” في الرقة ودير الزور، حيث تقول وزارة الدفاع‭‬‬ الروسية إنها دمرت مراكز قيادة ومعسكرات تدريب ومصانع ذخيرة.

وبدعم من سلاح الجو الروسي بدأت قوات الأسد هجمات على فصائل المعارضة في محافظات حمص وحماة واللاذقية وإدلب وحلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الروسية قتلت 370 شخصا في الأسابيع الثلاثة الماضية ثلثهم مدنيون.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. نعم والامر نفسه مع التحالف الدولي …
    معقول من سنة الي الان الأسلحة الاقوى والطائرات الأسرع والدول العظمى من أميركا لبنت خالتها روسيا…مش عّم يأثروا عالوضع بالعكس عّم نشوف الشراسة عّم تكبر اكتر (عالاقل كان ميليشيا حزب الله تقدم او قوات النظام اعادت السيطرة على بعض الأماكن ….)
    الواقع نرى العكس….
    لو كان Thor’s brother هاجم كوكبنا كان قدر عليه التحاف وروسيا والله واسم الله….وبدون مطرقة Thor (:

  2. ليش روسيا جاية مشان داعش ! هي جاية مشان تقاتل المعارضة السورية اللي اذلت بشارون كل هالشهور هو ومليشياته والمجوس وخلتهم ينسحبوا من كتير مناطق رغم قصفها اليومي الهم بالبراميل والدبابات والصواريخ …لو قضوا على داعش ما بيعود الهم حجة اصلاً بالتدخل

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *