قام رئيس النظام السوري #بشار_الأسد بعد ارتدائه ومرافقيه لباساً للتمويه تمثل بقميص بدون سترة، على غير عادة الحراسة الرسمية التي تظهر المرافقين مرتدين بدلاتهم الرسمية مع ربطة عنق، ما يشير إلى حجم الهاجس الأمني الذي يعيشه الأسد في هذه الأيام، بزيارة مفاجئة إلى بعض عناصره المقاتلين في الغوطة الشرقية، وأجرى سلسلة لقاءات خاطفة وسريعة مع البعض منهم وهم يتمترسون خلف بندقية أو أكياس رمل وما شابه.

وحاول الأسد إعطاء انطباع بقرب المسافة ما بينه وبين “العدو” والظهور بمظهر “بطولي”، من خلال توجيه أسئلة إلى الجنود حول المسافة التي تفصلهم الآن عن “العدو” كما ورد في كلامه!

إلا أن قيام “القائد العام للقوات المسلحة” في  سوريا، وهو الأسد، بسؤال عناصره عن المسافة التي تفصلهم عن “العدو” وما يفترض أنه يعرف المسافة تلك بصفته “قائداً عاماً” جعل الرسالة المقصودة، تنقلب عكساً، خصوصاً أنه “ابتدع” أسئلة أخرى لتصوير زيارته كما لو أنها فعل بطولي مشهود.

فبعد أن قام بزيارة لإحدى قطعات جيشه في الغوطة الشرقية، قال لأحد جنوده، وكما يظهر في الفيديو الذي بثته وسائل إعلامه وإعلام حلفائه: “ما هي المسافة بينكم وبين المطار؟” فيجبه العسكري: “3 كيلومترات”.

حتى إن العسكري وبعدما أجاب عن سؤال “القائد العام للجيش والقوات المسلحة” عن المسافة ما بينهم والمطار، وحدّده بـ 3 كيلومترات. عاد الأسد وأكد: “3 كيلومترات خط نظر؟” أي مسافة مباشرة، فأجاب العسكري بالموافقة!

ثم لدى زيارته عسكريا آخر من جنوده، سأله: “هل العدوّ موجود هناك؟” ثم يومئ بيده إلى اتجاه ما، فيصحّح له العسكري الاتجاه، ويقول له: “العدو موجود هناك (ويشير بيده باتجاه غير الذي حدده الأسد) باتجاه الشمال”!

ثم يكرر الأسد أسئلته عن المنطقة التي بدا أنه لا يعرف عنها أي معلومة، بدءا من المسافة ما بينهم والمطار، ومرورا بمكان وجود “العدو” ثم أيضا بسؤاله الجندي: “ماهي المسافة بيننا وبينه؟ (أي “العدو”) فيجيب العسكري “150 متراً”!

والتقى ضابطاً آخر، وأيضا لم يكن لديه أي معلومات عن المسافات. فيوجه ذات السؤال للضابط على طريقة الحوار التلفزيوني: “ما هي المسافة مع العدو؟” فيجيبه: “لا تتجاوز 100 متر”!

إلا أن الأسد يردفه بسؤال عجيب: “وهل يَرمون (يطلقون النار) عليكم هنا؟” فيجيبه بنعم.

وينتقل متابعا أسئلته التي لم يدر بخلد مستشاريه أنه لا يمكن أن تُوَجَّه من “قائد عام للقوات المسلحة” إلى قطعات عسكرية يفترض أنه يعرف المسافات بينها وبين “عدوّها” أو ما إذا كان هؤلاء الجنود يتلقّون إطلاق نار من أعدائهم. فيقول لجندي مرة أخرى، في مكان آخر: “ما هي المسافة بينك وبين العدو؟” فيجيبه بـ”75 متراً”.

وقام بسؤاله مرة أخرى عما إذا كان “العدو” يطلق عليهم النار؟ فيؤكد له العسكري ببلى!

وكان الأسد محور خبر تناقلته وسائل الإعلام منذ أيام عندما فوجئ بزيارة وزير الدفاع الروسي، لدى استقباله له قائلا: “مفاجأة سارّة”. وأيضاً: “لم أكن أعلم أنكم ستأتون شخصياً”! إلا أن هذا الخبر طواه النسيان، على الفور، بعدما عاد الأسد وظهر بين جنوده ليسألهم عن المسافات بينهم وبين “أعدائهم”! وعما إذا كان “عدوّهم” يطلق النار عليهم، أيضاً.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. المشكلة ليس بالسؤال هذا ….!
    السؤال الحقيقي الذي يساوي مئة مليون هو لماذا اردوغان اتصل بالأسد صباحا الأربعاء كما ذكرت صحيفة اليوم سعودية ؟؟؟؟؟
    أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تطور مفاجئ في العلاقات التركية – السورية، اتصالا هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد، صباح اليوم الأربعاء، أكد فيه على متانة العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين، معربا عن امله في تسوية الأزمة السورية قريبا، وذلك بحسب ما نقلت مصادر صحفية سعودية.
    وذكرت صحيفة “اليوم” السعودية على صفحتها في “الفيسبوك” أن الرئيس التركي أشار في هذا الاتصال الهاتفي إلى خطر “داعش” الارهابي على الأمن القومي التركي والسوري وضرورة المكافحة الدولية المشتركة ضد الإرهاب.
    وأثار هذا الاتصال الهاتفي حفيظة القائمين على صحيفة “اليوم” السعودية اذ وصفت الصحيفة هذا الاتصال بـ “خيانة العثمانيين للعرب”.
    جدير بالذكر أن الصحيفة قالت ان هذا الاتصال أجري بعد التفجيرات التي ضربت ليلة أمس مطار أتاتورك في اسطنبول وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى.
    وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صباح اليوم اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تلاها رفع العقوبات عن تركيا في مجال السياحة ودعوة بوتين للحكومة الروسية الى التطبيع التجاري والاقتصادي مع انقرة.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *