قُتل في حي الزهراء الموالي للنظام بمدينة حمص نحو 56 قتيلاً، كما وأصيب 170 آخرون بسبب انفجار سيارتين مفخختين في حي الزهراء الموالي صباح الأحد الحادي والعشرين من فبراير الجاري.

https://www.youtube.com/watch?v=wU5j-19XXN0

ففي تمام الساعة الثامنة والنصف من صباح 21 فبراير هزّ تفجيران كبيران حي الزهراء بحمص عند موقف لحافلات الميكروباص سمع دويهما في حمص وريفها بالكامل.

وقالت وكالة سانا الرسمية التابعة للنظام إن التفجيرات حدثت بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان على ما يبدو، الأولى كانت مركونة في شارع الستين مدخل حي الأرمن، والثانية تبعد عنها نحو 20 متراً، وقد شوهدت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر تهرع لمكان التفجيرين وتنقل مئات الإصابات.

وفي زيارة محافظ حمص لمكان التفجير خرجت جموع من المؤيدين انهالوا عليه بالشتائم بعد تحميله كامل المسؤولية في قتل أبنائهم وزيادة عدد التفجيرات وعدم استطاعته ضبط المناطق.

وفي مكالمة هاتفية مع قناة سما القريبة والمؤيدة للنظام أجرتها مع محافظ حمص قال فيها مدافعاً عن نفسه “إن اللجنة الأمنية قد اتخذت إجراءات متعددة وكثيرة وهناك معدات متطورة إلا أن الإرهاب يطور أدواته، ولكن لم يقدر هذا الإرهاب التقدم إلى المربعات الأمنية الداخلية من الحي”.
داعش يتبنى وحواجز الحي ثكنات عسكرية

أعلن تنظيم داعش عبر وكالة أعماق التابعة له عن تبنيه للعملية، إذ ذكر أن مفخختين لمقاتلي داعش ضربتا شارع الستين في حي الزهراء الموالي.

ومن الهام ذكر أن التفجيرات التي تحدث في الأحياء الموالية في سوريا لطالما ظهرت قبيل أي مؤتمر بشأن سوريا، وكلما تم الحديث عن هدنة مرتقبة كثرت التفجيرات التي يسارع النظام لإدانتها بوصفها تفجيرات إرهابية من صنع المعارضة، ولكن الغريب والسؤال هو، كيف دخلت هذه المفخخات إلى الحي الذي يعرف الجميع أنه حصن منيع لكثرة حواجزه بالإضافة إلى التفتيش والاحترازات الأمنية.

لم تكن هذه الأحياء منذ بداية الثورة سوى حصون منيعة يزيد تشييدها يوماً بعد يوم ومعظم ساكنيها من الطائفة العلوية، وتدخلها بعض الميليشيات الشيعية التي لا يستطيع أحد منعها من الدخول، بالإضافة إلى القوافل الغذائية والطبية التي تدخل هذه الأحياء تفتش أكثر من مرة.

كما يتم تفتيش المارة عند كل حاجز إضافة للسيارات التي تفك أغطيتها وتركب عند كل حاجز فكيف تدخل هذه السيارات إلى داخل هذه القلاع؟
غليان شعبي

وقد نعت صفحات موالية للنظام ستة وخمسين قتيلا توزعت أعدادهم على المشافي كالتالي 35 قتيلا في مشفى الباسل في الزهراء، 13 قتيلا في المشفى الأهلي، 6 قتلى في مشفى الباسل بحي كرم اللوز، قتيل في مشفى النهضة بحي الزهراء، قتيل في مشفى النهضة بحي وادي الذهب.
تخبط داخلي في صفوف مؤيدي نظام الأسد

يذكر أن هذا التفجير يعد الثالث في المنطقة نفسها، والثاني على التوالي خلال شهر فبراير الجاري ويعد الأول بعد تعيين رئيس اللجنة الأمنية الجديد خلفا للواء للؤي معلا في ظل حالة غضب عارم تشهده الأوساط الموالية، بعد فض الاعتصام السابق الذي كان يطالب بتغيير محافظ حمص “طلال برازي”، والذي لم تقم الحكومة السورية بتغييره رغم كل المبادرات التي قامت بها اللجان الشعبية وأهالي الأحياء الموالية موجهين إليه أصابع اتهامهم في تقصيره لحمايته لهم تلك الحماية، التي يؤمنها أبناؤهم من الطائفة العلوية فمعظم العناصر وضباط الحواجز المتواجدين على مداخل أحيائهم وداخلها هم من الطائفة نفسها.

وفي ضياع كبير بين المؤيدين لنظام الأسد يبقى شبح المفخخات غامضاً إلى أيام قادمة، قد توضّح فيها الخيوط وتكشف فيها الحقائق التي باتت تخيف وتهدد المنطقة الموالية المشارفة على انفجار شعبي قريب ضد حكومة ونظام لن يتوانى أبداً عن قتل القريب منه قبل البعيد، لأجل تحقيق غاياته ومكاسبه مهما كان ثمن ذلك.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *