النظام السوري لا يفرق بين من وقف معه ومن ثار ضده، يضع الاثنين في مكان واحد غير مبالٍ بما يمكن أن يحدث فيما لو قتل أحدهما الآخر، وربما تكون شهادة الضابط العلوي “م.ح” من سجن صيدنايا واجتماعه مع ثائر كان السبب بدخوله السجن، شهادة حية على العيش ضمن خوف من الآخر، ورعب الموت ليلاً نهاراً.

اجتمعا في ظروف من الصعب توصيفها، ضابط علوي وثائر سني، تعرف الأول على الثاني في سجن صيدنايا السوري سيئ السمعة، ولكنه لم يحكِ قصته إلا بعد أن prisonخرج من السجن الذي اجتمع فيه مع ذلك الثائر للمرة الثالثة في حياته، وبمصادفات لم يكن أي منها يحمل ذكرى جميلة.

هناك في منطقة تنتمي لمدينة دوما في ريف دمشق ثمة حاجز للجيش النظامي يتبع لسرية الإشارة التابعة للواء 239، مهمة الحاجز كانت تتلخص بحماية السرية، ومهمة الضابط النقيب “م.ح” من مدينة جبلة، مع زميل له الملازم الأول “ر” هو التناوب على الحاجز.

في يوم الأحد 6 مايو/أيار من عام 2012، وفي تمام الساعة السابعة تعرض الحاجز لهجوم من ثوار دوما.

قبل الهجوم بدقائق كان ثمة اجتماع ما بين الضابطين والعناصر الموجودة في الحاجز “حوالي 18 عسكرياً” لإعطائهم الأوامر تلك الليلة.

بدأ هجوم الثوار، ووقفت سيارة فان بيضاء ونزل منها شباب ملثمون وبدؤوا بإطلاق النار باتجاه الحاجز، الأمر الذي جعل الضابطين وبعضا من العساكر يهربون ويختبؤون في البساتين الملاصقة للحاجز والمنتشرة بكثرة في المنطقة التي تحيط بمدينة دوما.

يومها مات من مات من العساكر ومن الثوار، ونجا الضابطان وبعض العساكر، وبالطبع بعض الثوار.

تم تحويل الضباط إلى المحكمة الميدانية بتهمة الإهمال المؤدي لخسارة السلاح وحصول الثوار عليه في شهر سبتمبر/أيلول.

البداية كانت من سجن صيدنايا، ومن ذلك السجن يتحول السجناء إلى المحكمة الميدانية، وبالطبع يذهبون إلى المحكمة وهم معصوبو العيون، وعلى شكل جماعات “كل 20 سجينا أو متهما معاً”.

النقيب “م.ح” معصوب العينين، راكع على ركبتيه “كعادة النظام في التعامل مع سجنائه”، يقترب منه سجين آخر ويهمس في أذنه: “معلم إنت ش تهمتك؟”، يجيبه الضابط: “أنا ضابط لست مدنيا”.

يتحمس الشاب المدني لاعتقاده أن الثاني لابد أن يكون منشقاً ويبدأ بالكلام: “اللي محيي البطن اللي حملك، والله أنك قبضاي”.

“م.ح” لا يرد ولا يعلق لخوفه من الشاب المنتمي للثورة نفسها التي يقف ضدها الضابط، ويبدأ الشاب برواية حكايته للضابط: “أنا هجمت ع حاجز عند دوما، عرفتو!! الحاجز تبع سرية الإشارة…”.

كل ما كان يفكر به النقيب “م.ح” أنه يقف مع الشخص الذي أودى به إلى السجن، وكل ما كان يفكر به الشب الثائر أنه تعرف إلى ضابط علوي منشق.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫3 تعليقات

  1. قصة سخيفة…..بالحقيقة كلنا أخوة في سوريا مهما كانت طائفتنا, لافرق بين مسلم أو مسيحي, سني , علوي , درزي, الكل عاش مع بعضه بسلام , و سوف نعود كما كنا سابقا بإذن الله

  2. يا الله منذ متى كان العلوي والسني في سوريا سواء
    من ايام التجنيد الاجباري
    او الحصول على وظيفه في مؤسسه او دائره حكوميه
    او من الحصول على المنح الجامعيه
    والا الملازم العلوي يملي رغباته على اكبر عميد او عقيد سني لا يقدر ان يخالف له راي
    الناس بتفكر انه البعض جاي من المريخ او من زحل اصحوا اصحوا

    1. السلام عليكم أخي صابر والجميع
      صحيح كلامك انو الطائفة العلوية كان الها دعم حكومي كبير متلها متل البعثيين المختلفيين من كل الطوائف بس بدي قللك كلمة نابعة من ضميري نحنا كسوريين والله كنا عايشين ما بنفهم معنى للطائفية
      ولا يخلو بعض الاشخاص الخبثاء بس نحنا كشعب ما كان تفرق معنا يعني كنا نتعايش مع بعض انا اعرف ان صديقتي علوية ولكن هيي صديقتي مثلها مثل السنية ومو بس صداقات حتا الناس تتزاوج
      من الطوائف تحت مسمى مسلم ومسلمة
      لا تسألني كيف كنا رضيانيين بهالتفرقة والفساد الي كلنا عشناه ورضينا فيه طول هالاعوام لانو رح قللك ما بعرف يمكن غضب من الله وابتعاد عن الدين ولكن في كثير ناس هلق وبعد ميت سنة عندها ضمير وكل ما كان بكفة وإسالة الدماء السورية بكفة
      انا حبيت وضحلك انو كلام صالح صحيح مية بمية بس للاسف تغيير الوقت وخاصة هلق

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *