اعتادت صفحات التواصل الاجتماعي أن تكون الملاذ الوحيد للسوريين للتعبير عن آرائهم والبوح بما يجول في خواطرهم.

السوريين
في الأيام الأخيرة، اكتست صفحات “فيسبوك” بالصور ذات اللون الأبيض تزامناً مع العاصفة الثلجية، إلى جانب صور الكوارث التي لحقت بمخيمات اللاجئين السوريين في الأردن وتركيا، وصور الأطفال وهم ينامون على الثلج في هذه المخيمات البائسة. وبينما كان النقاش يصل لأشده حول مصير هؤلاء النازحين، كان هناك من يغتنم الفرصة ليسخر من انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، ويبشر بأن يذهب التقنين عبثاً بمجرد عودة الكهرباء، لأن الناس سيشغلون كل أدواتهم الكهربائية دفعة واحدة حتى يعوضوا ما فاتهم.
وبين هذا وذاك، انطلقت حملة عفوية، أمس الأحد، على الموقع الأزرق تدعو الحكومة والمؤسسات الرسمية والمجتمع المدني لفتح دور العبادة والمباني الرسمية أمام النازحين، فتوحدت صفحات السوريين بتعريف عن اسم صاحب الصفحة يليه نص مقتضب يقول: “أطالب الهيئات الرسمية والدينية والشعبية بفتح أبواب دور العبادة والمباني الرسمية الممكنة، والصالات الاجتماعية في جميع مناطق دمشق، للإخوة النازحين، نظراً للظروف الجوية القاهرة، فالدين معاملة قبل كل شيء، والدور التي لا تحمي السوريين، لن تُقبل فيها عبادة”، وسرعان ما تحول الخبر لسمة زيّنت صفحات السوريين موالاة ومعارضة، فبعد حملة “هنا دمشق” التي أطلقها رواد “فيسبوك” إثر انقطاع الاتصالات، وفوز المنتخب السوري ببطولة غرب آسيا، ها هو نداء “افتحوا دور العبادة” يوحد السوريين للمرة الثالثة منذ اندلاع الثورة ولو افتراضياً في زمن الموت اليومي المحتم.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *