يرى الخبراء العسكريون أن ما تحقق في عدن من انتصار كان نتيجة لتضافر جهود المقاومة الشعبية ووحدات الجيش الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة السعودية، إذ فتت القصف المتواصل لمراكز القوة ومستودعات السلاح جبهة الحوثي- صالح، كما تلقت المقاومة دعما بالسلاح والغذاء في الأشهر الأخيرة.
استغلت المقاومة الشعبية هذا الاختراق العسكري في عدن وتقدمت لضرب خطوط الإمداد ومواقع الميليشيات في المحافظات القريبة، وبدأ الصراع في كل من لحج وتعز والضالع وأبين وشبوة يتغير لصالح الشرعية، كما أصبحت المقاومة على مشارف قاعدة العند العسكرية ذات الأهمية في تأمين عدن.
ورحب اليمنيون بالمتغيرات على أرض المعركة بإطلاق الألعاب النارية والرصاص في الهواء وإشعال المشاعل على أسطح المنازل. وتردد أن المقاومة الشعبية أطلقت اسم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على أكبر شارع في عدن، وهو الطريق البحري الذي يربط مديرية المنصورة بخور مكسر، فيما شوهد مواطنون يمنيون وهم يرفعون لافتات تحمل عبارات الشكر للملك سلمان ونجله، ولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
من جهتها، بادرت السلطات المحلية في محافظة عدن بتطبيع الأوضاع في المدينة، حيث بدأت فرق مختصة من الأشغال والطرق بعملية إعادة تأهيل مطار عدن واجراء عملية صيانة المدرج وإصلاح برج المراقبة، ومن المتوقع أن يتم افتتاح المطار أمام حركة الملاحة الدولية قريبا.
وتناولت وسائل الإعلام العربية والدولية الأحداث الأخيرة في اليمن، فوصفتها وكالة رويترز بالإنجاز الكبير في معركة طرد الحوثيين من المدينة الجنوبية، فيما اعتبرت مجلة “دير شبيغل” الألمانية أن فقدان الحوثيين السيطرة على مطار عدن وعدد من الأحياء المجاورة هو “أسوأ هزيمة تلقوها منذ فترة طويلة”.
وفي خطوة لافتة للنظر، يراها المراقبون ضرورية على طريق استعادة المؤسسات الشرعية لدورها، أصدر الرئيس هادي قرارا يقضي بعودة أعضاء الحكومة اليمنية إلى مدينة عدن للمباشرة بإدارة شؤون البلاد من الداخل، فيما بدأت طائرات شحن روسية بإيصال المساعدات الغذائية والإغاثية إلى صنعاء، وتستعد أخرى إماراتية لإيصال المساعدات إلى مطار عدن.
هكذا تأمل عدن بالبدء بنفض غبار الحرب واستعادة نشاطها الاقتصادي والتجاري، تمهيدا لمرحلة حاسمة من إعادة بناء البلاد بعد أن تضع الحرب أوزارها.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. للاسف الحرب ما فيها مُنتصر ما دام تدمرت البلاد فالطرفان خسرانيين , ولكن منهُم من يُقاتل دفاعاً عن الارض ومنهُم يُقاتل عن ارادة خارجيه للاسف .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *