حدثان احتلا صدارة الأخبار اليوم على الساحة اللبنانية، الأول الإعلان عن اللقاء -الذي جرى سابقا من دون معرفة تاريخه الدقيق– بين أمين عام حزب الله حسن نصرالله، وزعيم تيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون، أما الخبر الآخر، فهو قيام تنظيم داعش بتسليم جثتي عسكري من الجيش اللبناني ومدني إلى الدولة اللبنانية.

اللقاء بين نصر الله وعون أو بين حزب الله والتيار الوطني الحر (العوني) جرى في إحدى الليالي الماضية القليلة بعد عودة وزير الخارجية جبران باسيل من جولته الخارجية للمشاركة في هذا اللقاء، إلى جانب حسين خليل المعاون السياسي لنصرالله ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق (الأمن) وفيق صفا.
ظروف اللقاء بين نصر الله وعون

وكانت أوساط مقربة من الطرفين قد أشاعت خلال الأسبوع الماضي عن قرب عقد لقاء بين الطرفين بعد التطورات التي شهدتها المنطقة، والتصعيد الذي لجأ إليه نصرالله ضد السعودية وبعض الدول العربية على خلفية عاصفة الحزم في اليمن، ومحاولة عون الابتعاد عن موقف حزب الله في هذه القضية، خاصة في ظل انعكاساتها السلبية على الساحة الداخلية.

اللقاء بين الطرفين يأتي أيضا في ظل التطورات العسكرية التي تشهدها الساحة السورية وما تحققه المعارضة من تقدم ميداني في مواجهة قوات النظام السوري في إدلب وجسر الشعور وتهديد اللاذقية والمحافظات الساحلية، وما تكشفه هذه التطورات من تراجع قدرات النظام على المواجهة.

ويأتي اللقاء بين الحليفين في تصاعد الحديث عن إمكانية ان يقوم حزب الله بعملية عسكرية واسعة في منطقة الجرود على الحدود المشتركة مع سوريا والممتدة من منطقة الحدود في المصنع وصولا الى بلدة عرسال. وفي ظل معلومات عن استنفار واسع في عناصر الحزب واستقدام تعزيزات عسكرية “بشكل علني” الى القرى المحاذية لمنطقة العمليات المحتملة في البقاع الشرقي والشمالي.
استعدادات لعملية عسكرية

وتأتي استعدادات حزب الله “العلنية” بالتزامن مع قرار قيادة الجيش بإرسال تعزيزات كبيرة وضخمة بالعديد والعتاد من فوج المغاوير وافواج التدخل الى بلدة عرسال، في اشارة الى امكانية ان تكون مشاركة الجيش في هذه المعركة المتوقعة كبيرة وواسعة.

مكتب العلاقات الاعلامية في حزب الله، اصدر بيان مقتضبا حول اللقاء، وقال ان الاجتماع استعرض الأوضاع التي يمر بها لبنان والمنطقة، ولا سيما خطر الإرهاب التكفيري الذي بات يهدد كل المنطقة، حيث شدد المجتمعون على ضرورة مواجهته بالوسائل كافةً، حمايةً للبنان واستقراره.

واضاف بيان حزب الله ان البحث بين الطرفين تطرق الى “الاستحقاقات الداخلية وفي مقدمها الرئاسة الأولى، كما تناول المجتمعون مختلف الشؤون المحلية”.
بارقة أمل نبيه برّي

الاجتماع بين نصرالله وعون، خاصة الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية، منحت رئيس البرلمان نبيه برّي “بارقة امل” بامكانية حصول تقدم على خط انعقاد مجلس النواب في جلسة لانتخاب رئيس، لذلك بادر الى الاعلان عن استعداداه للدعوة الى عقد جلسة انتخابية فورا اذا تبلغ من “التيار العوني” قرارا بالمشاركة فيها.

مسارعة برّي للاعلان عن هذه الخطوة، دفعت بعض الاوساط المتابعة الى الاعتقاد، بأن رئيس البرلمان “لا بد التقط مؤشرات” من هذا الاجتماع تساعد على حل عقد جلسة الانتخاب، وبالتالي قد يكون الاجتماع توصل الى وضع اسس جديدة للتعامل مع الازمات الداخلية، وبالتالي قد تنعكس “تعديلا” في مواقف الطرفين من بعض الملفات، خاصة رئاسة الجمهورية.
داعش يسلم جثثا للدولة اللبنانية

على صعيد آخر، تسلمت الدولة اللبنانية ممثلة بجهاز الأمن العام، جثة العسكري علي قاسم العلي من بلدة الخريبة البقاعية، والذي أسر في الثاني من شهر آب/ اغسطس 2014 بعد المعركة التي خاضها الجيش اللبناني ضد الجماعات المتطرفة التي سيطرت على بلدة عرسال، ثم قتل لاحقا بعد محاولة الفرار من أسر تنظيم داعش خلال عملية نقل الأسرى من عرسال باتجاه مناطق الجرد، أما الجثة الأخرى فهي للمواطن ممدوح يونس من بلدة بريتال البقاعية.

عملية التسليم التي تمت على معبر “عين الشعب” في جرود بلدة عرسال، جرت بين تنظيم داعش وضابطين من الجيش اللبناني المنتشر في المنطقة، ثم تم تسليمهما الى جهاز الأمن العام الذي يتولى رئيسه الجنرال عباس ابراهيم، مهمة التفاوض مع خاطفي العسكريين اللبنانيين.

تسليم الجثتين، كشف أن خط التفاوض مع داعش لم يكن مقفلا كما ساد الاعتقاد بين أهالي العسكريين المخطوفين، على عكس ما كان يجري على خط التفاوض مع جبهة النصرة، ما يعني ان عملية التفاوض مع داعش قد حققت تقدما وقطعت شوطا متقدما قبل الوصول الى عملية تسليم الجثث.

الجثتان تسلمهما الأمن العام ونقلا الى المستشفى العسكري لاخضاعمها لفحص الـ DNA للتأكد من هويتهما قبل تسليمهما الى اهلهما.

وكانت عائلة العسكري علي العلي وهو من مواليد عام 1990 ومتزوج وله طفل عمره 3 سنوات، قد كشفت أن الصور الأولية لعملية الخطف أظهرته حيا الى جانب رفاقه، لكنه قتل في وقت لاحق أثناء نقله من عرسال الى جرودها.

أما عائلة العلي تبلغت بمقتل ابنها في 23 تشرين الثاني 2014 نتيجة المفاوضات التي كان يتولاها مدير عام الأمن العام اللواء ابراهيم.
قتلى لحزب الله في اللاذقية

وكشفت معلومات صحفية عن سقوط أربعة قتلى لحزب الله من بين 10 عناصر، إثر استهداف منزل يستخدمونه في منطقة ريف اللاذقية السورية، التي تشهد معارك قاسية بين المعارضة والنظام بعد سيطرة فصائل المعارضة على مدينتي ادلب وجسر الشغور، وتحول اللاذقية الى منطقة مفتوحة امام عمليات المعارضة.

القتلى والجرحى نقلوا الى المستشفيات في الداخل السوري، وسيتم نقل جثامين القتلى إلى لبنان بعد تحديد مكان وزمان دفنهم.

والقتلى هم:
– حسين محمد ناصر الدين من الكواخ وسكان الاوزاعي
– باسم طهماز من الباشورة وسكان حي السلم
– مرتضى علي يوسف من بلدة الشهابية الجنوبية
– حسن جمال طاهر من بلدة حولا الجنوبية وسكان الرويس.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *