عين أمناس أو “إن أميناس”، هذه المدينة الجزائرية التي أصبحت فجأة على كل لسان واهتمت بها وسائل الإعلام العالمية لأيام عديدة ولا تزال، تعاني للأسف من إهمال الحكومة، لها ولأهلها البالغ عددهم أكثر من 5 آلاف نسمة، والذين يعيشون في عزلة كبيرة، ولم يسمع بهم العالم سوى بعد أن قام إرهابيون باحتجاز رهائن أجانب في الحقل الغازي بالمكان المسمى “تيغنتورين”، الذي يبعد عن مركز المدينة بـ40 كيلومترا.
في عين أمناس، والتي خلقت جدلا أيضا بتسميتها، بين من يسميها “عين أمناس” بالعربية، وبين من يسميها باسمها الأمازيغي “إن أميناس”، تحدث أبناء المدينة عن معاناتهم مع البطالة الشديدة، رغم أن مدينتهم تقع على بعد كليومترات قليلة من أضخم حقل غازي في البلاد.

عين أمناس
وفي اتصال مع أحد أبناء عين أمناس مع “العربية نت” عبر الهاتف، اشتكى المتحدث من “الشروط التعجيزية التي تفرضها الشركات البترولية والشركات المرتبطة بها في التوظيف”.
أما المشاكل الأخرى التي تعاني منها عين أمناس، فهي ” الانقطاعات المتكررة في المياه، فضلا عن مشكلة ملوحتها، وغياب التهيئة العمرانية، فضلا عن اهتراء الطرقات، وأكثر من ذلك ضعف التغطية الصحية”.
ومن المشاكل الكبرى، الانقطاعات المتكررة للكهرباء، خصوصا وأن المنطقة صحراوية، تشهد ارتفاعات مذهلة لدرجة الحرارة صيفا.
وفيما يتعلق بالرعاية الصحية، فقد أظهرت صور نقل الرهائن المحررين إلى مستشفى عين أمناس، الحالة المتواضعة جدا لهذا المستشفى، ما دعا السلطات إلى نقل المصابين إلى عيادات ومستشفيات بالعاصمة الجزائرية.
ويلوم سكان عين أمناس، المسؤولين المنتخبين والحكوميين على التقصير الذي طال مدينتهم، خصوصا أن المدينة تبعد عن مقر ولاية إليزي بـ240 كيلومتر.
عين أمناس أم إن أميناس؟
وبقدر ما كانت العملية الإرهابية التي طالت الحقل الغازي في عين أمناس، مثيرة لانتباه العالم، بقدر ما كان لاسم المدينة “عين أمناس” جدل كبير في الأوساط الإعلامية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي، وصعب على كثيرين تمييز اسمها الحقيقي.
وفي هذا الإطار كتب الإعلامي التونسي، إسماعيل دبارة مقالا أشار فيها إلى انزعاج سكان المدينة الأصليين، وهم من الأمازيغ الطوارق، من تحريف اسم المدينة، الذي هو في الأصل “إن أميناس”، وجرى تداوله على أنه “عين أمناس”.
وحسب التعريف الأمازيغي للمدينة، فهي تعني “إناء حفظ المياه”، وتستعمل بعض اللهجات الأمازيغية مفردة (أميناس) للدلالة على “الصحن” أو ما يستعمل للأكل، كما يرد المصطلح في سياق (قدموا له ماء) أو (أسقوه) لدى بعض القبائل في الجزائر.
وبلغة التيفيناغ، وهي الأبجدية التي يستعملها الأمازيغ لتدوين لغتهم، يستعمل الجزء الأول من إن أميناس (إن/ In) كإشارة للمذكّر، إذ تسبق الأسماء المذكرة للإشارة إليها بـ(إن)، في حين تتم الإشارة إلى الأسماء المؤنثة باستعمال (Tin/تن).
أما (أميناس)، فهي تسمية لوعاء معدني تستعمله القبائل الأمازيغية في الصحراء لتخزين الماء، وله رديف في لهجة الطوارق، هو “تانزروفت” (tanezrouft).

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. هكذا هي دول العالم الثالث،، المدن التي تكون غنية بمواردها و ثرواتها هي الأكثر فقرا،، فالإهمال هو نصيبها.. و لا تستفيد من ثرواتها التي تذهب لغيرها.. سبحان الله دول العامل الثالث كلها نسخة طبق الأصل من بعضها…فولة و انقسمت نصين ههههاي

  2. كثير من مدن الجنوب تعانى هذا الاهمال الحكومى الجزائر بلد واسعة جدا لذا صعب ان تقوم الدولة بالتنمية في كل الاماكن بنفس الوتيرة لكن أكيد الدولة ترصد ميزانيات ضخمة لجميع البلديات في البلد وليس فقط الولايات لكن الفساد وسارقين اموال الشعب كثيرين وعلى الناس مشاركة الدولة في محاربة الفساد لا يتفرجوا فقط أى شيء مشبوه بلغوا عنه تعاملوا مباشرة من الصحافة او الجهات العليا وليس مع المسؤولين المحليين وهكذا جميعنا سنقضى على الفساد رويدا رويدا رأينا كم فضيحة تم أكتشافها مؤخرا بفضل الاعلام الجديد في الجزائر الذى يبدو انه اخد ضوءا اخضرا مباشر من السلطة بسقف عالى من الحريات ……………………..الجزائر

  3. قال أهل العلم ;قتال العملاء و الاذناب
    من المرتدين أولى من قتال اليهود
    و النصارى ,?!!/رحم الله شهدائنا!!
    ربي يستر تحيا الجزائر.!!!

  4. مدينة صغيرة فلنقل قرية 5000 نسمه بمستشفاه أنا في فرنسا مدينتي التي أسكن بها يعيش فيها 25000 نسمه و ما فيها مستشفى وتتحدثون عن الإهمال!!!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *