كشفت شرطة إمارة دبي، أمس، عن تفاصيل دقيقة حول جريمة اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح، مشيرة إلى أنّ التحقيقات خلصت إلى أنّ 11 عميلاً، يحملون جوازات سفر أوروبية، قد شاركوا في العملية، التي نفذت مساء التاسع عشر من كانون الثاني الماضي في فندق «البستان روتانا» في دبي. وأعلنت شرطة دبي أن أجهزة الأمن الاردنية اعتقلت فلسطينيين شاركا في العملية، وقد جرى تسليمهما إليها، وهو ما أثار اتهامات متبادلة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس حول هويتهما والجهة التي ينتميان إليها.
وقال قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، إن أفراد المجموعة التي شاركت في اغتيال المبحوح قدموا من دول أوروبية عديدة إلى دبي، وذلك على متن رحلات جوية مختلفة، حيث تم التقاط صور لهم أثناء وصولهم إلى مطار دبي، في إجراء أمني روتيني. وأضاف أن فريق الاغتيال ضم 11 شخصاً، ستة منهم يحملون جوازات سفر بريطانية (بول جون كييلي، ميلفين آدم

ميلداينر، ستيفين دانيل هودز، مايكل لورانس بارني، جيمس ليونارد كلارك، و جوناثان لويس غراهام)، بالإضافة إلى ثلاثة ايرلنديين (كيفين دافرون، جايل فوليارد، وايفان دينينغز)، وفرنسي (بيتر إيليفنجر)، وألماني (مايكل بودنهايمر). وأشار إلى أنّ جوازات السفر تلك «صحيحة حتى ثبوت العكس».
وأضاف خلفان أن المتهمين اتبعوا مجموعة من وسائل المراوغة والتضليل والتنكر، كاستخدام الشعر المستعار وأغطية الرأس (الكابات)، والتخفي في أزياء متنوعة، ما بين رسمية ورياضية. وأشار إلى أنه بالرغم من السرعة الخاطفة التي نفذت بها الجريمة، والتي لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة (منذ لحظة دخول المجني عليه إلى الفندق، وحتى مغادرة الجناة موقع الجريمة قبل توجههم مباشرة إلى المطار)، فإن شرطة دبي نجحت في جمع قرائن مهمة، بينها أشرطة المراقبة التلفزيونية، والتي تمّ من خلالها رصد تحركات المتهمين منذ لحظة وصولهم إلى دبي إلى حين مغادرتهم البلاد، بما في ذلك تحركاتهم داخل الفندق الذي وقعت فيه الجريمة، وكافة المواقع الأخرى التي تنقلوا بينها خلال فترة تواجدهم في دبي، والتي لم تتجاوز 24 ساعة.
وشرح خلفان مخطط العملية قائلاً إنّ المتهمين شكلوا أربعة فرق للمراقبة، ضم كل منها شخصين، بينما أوكل التنفيذ لمجموعة خامسة ضمت أربعة أشخاص. وأضاف أنّ التفاصيل التنفيذية للمخطط الإجرامي بدأت مع تعاقب وصول المتهمين إلى دبي، مساء يوم الثامن عشر من كانون الثاني الماضي، أي اليوم الذي سبق جريمة الاغتيال، حيث نزل أفراد المجموعة في فنادق متفرقة، وضمن مواقع مختلفة في دبي، رغم أنها متقاربة نسبياً بما يضمن سهولة التنقل منها وإليها، وفقاً للتحركات المتفق عليها.
وأضاف أنّ كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن بيتر إيليفنجر (فرنسي) كان مسؤول التنسيق اللوجستي للفريق، حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي، قبل أن يتوجه إلى فندق «البستان روتانا» (موقع الجريمة)، حيث طلب حجز غرفة محددة، وهي الغرفة رقم 237، المقابلة لغرفة المبحوح (الغرفة رقم 230). لكن إيليفنجر لم يحل في تلك الغرفة التي حجزها، بل همّ بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفاقه الجريمة بوقت وجيز.
وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقب أحد أعضاء فريق المراقبة للمبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد تتبعهم له، ومعرفتهم لموعد وصوله إلى المطار (في الساعة 20: 15 من يوم 19 كانون الثاني 2010)، وذلك قبيل توجهه مباشرة إلى فندق «البستان روتانا». كما أظهرت كاميرات المراقبة أنّ شخصين آخرين من الفرقة المعنية بالمراقبة تبعا المبحوح إلى الفندق، حيث استقلا معه المصعد ذاته، ونزلا منه في الطابق ذاته، حيث لحق به أحدهما للتأكد من رقم غرفته.
وبحسب خلفان فإنّ تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق «البستان» أظهرت تتبع فرق المراقبة، التي شكلها المتهمون، لكل تحركات المبحوح داخل الفندق، كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ إلى الفندق، وصعود أفراده على دفعتين (اثنان في كل مرة، وبفارق دقائق)، حيث دخلوا جميعاً إلى الغرفة رقم 237، التي استأجرها إيليفنجر.
ورجّح خلفان أن يكون المتهمون قد دخلوا غرفة المبحوح عند الساعة الثامنة مساءً، أي عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في الطابق الذي تقع فيه الغرفة. وقد أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليان عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ، الذي ضم عنصراً تقنياً استخدم جهازاً إلكترونياً لفك شفرة مفتاح غرفة المبحوح، للتمكن من الدخول إليها قبيل وصوله.
وتابع خلفان أنّ المبحوح عاد إلى الفندق عند الساعة الثامنة والدقيقة الرابعة والعشرين مساءً إلى غرفته، التي كان يتربص في داخلها سبعة من مجموعة الاغتيال، الذين غادروا مسرح الجريمة عند الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة والأربعين مساءً، بعد الإجهاز على الهدف.
ووفقاً لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق، وأيضاً القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة، فقد وصل المبحوح إلى غرفته في تمام الساعة 25: 8 من مساء يوم 19 كانون الثاني، حيث يرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال فترة لم تتجاوز عشر دقائق، منذ دخول المبحوح إلى غرفته.
وعثر على المبحوح مقتولاً في اليوم التالي (20 كانون الثاني الماضي)، حيث اعتبرت وفاته حينها وفاة طبيعية، بسبب العثور على أدوية بحوزته، ولكونه سبق وأن عولج من مرض معين، ولأن باب غرفته كان مغلقاً من الداخل.
وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية، وذلك بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قبل القتيل. كما بينت التحقيقات أنّ الجناة عمدوا إلى إغلاق سلسلة الأمان الخاصة بباب الغرفة من الداخل، إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمّت بصورة طبيعية، وذلك بهدف تضليل الجهات الأمنية، وتحويل انتباهها عن أي شبهة جنائية.
وسارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، حيث توجهوا على الفور إلى مطار دبي، واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية والآسيوية.
وعن طريقة الاغتيال، قال خلفان إنّ الصعق الكهربائي «احتمال وارد»، لكنه أوضح أن التقارير الطبية ترجح اغتياله «خنقاً». ولفت إلى أنّ نتائج تحاليل الدم لم تظهر وجود سموم في جسم المبحوح، ولكنه أشار إلى أن التقرير المخبري الأدق سيظهر الأسبوع المقبل.
وكشف خلفان عن أن شرطة دبي تشتبه بصلة فلسطينيين اثنين بالقضية، وقد جرى اعتقالهما في الأردن وتسليمهما إليها للتحقيق معهما. وشدد على أنّ شرطة دبي لم تتوصل إلى تحديد هوية الجناة فحسب، «بل أنها تعرف أين يقطنون في بلدانهم»، مشيراً إلى أن «ملاحقتهم ستتم عبر الوسائل الدولية المعروفة وستنشر صورهم واسماؤهم».
واعتبر خلفان إن تكليف 11 شخصاً بقتل رجل واحد «عمل جبان وليس بطولة كما يصوّرها البعض»، في تلميح إلى كيفية تعامل وسائل الإعلام الإسرائيلية مع الجريمة. وأضاف «إذا أقدم كل من له ثأر على طرف آخر على تحقيق ثأره بيده، فسنكون أمام أسلوب العصابات، لا الدول، وإذا مارست الدول أسلوب العصابات، فإن قادتها يصبحون مطلوبين للعدالة».
وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» روت تفاصيل جديدة حول اغتيال المبحوح، مشيرة إلى أنّ وحدة خاصة في جهاز الموساد هي التي نفذت الجريمة.
واعتبرت حركة حماس أن ما كشفته شرطة دبي من معلومات جديدة بشأن اغتيال المبحوح يعد دليلاً إضافياً على وقوف الموساد الإسرائيلي خلف عملية الاغتيال، ملمحة إلى دور للسلطة الفلسطينية في الجريمة. وقال المتحدث باسم الحركة أيمن طه إنّ الفلسطينيين اللذين اعتقلا في الأردن يعملان لدى السلطة، وأنهما شاركا عملاء الموساد في الاغتيال، فيما أشار المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إلى أنّ «ما كشفه قائد شرطة دبي عن تورط فلسطينيين أحدهما يحمل رتبة عسكرية في السلطة الفلسطينية في جريمة اغتيال القائد محمود المبحوح… يدلّ على أن التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال تجاوز الحدود الفلسطينية إلى الخارج»
وتعقيباً على هذا الاتهام أعلن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعة للسلطة اللواء عدنان الضميري: «لدينا معلومات مؤكدة بأن اثنين من ضباط حركة حماس، واحد برتبة ملازم والآخر برتبة نقيب، منحا هذه الالقاب من حركة حماس، متورطان في اغتيال المبحوح». وأضاف «أتحدى حركة حماس ان تعلن اسماءهما او المكان الذي عمل فيه الاثنان، نحن لا نريد كشف أسمائهما، ونترك الامر لشرطة دبي المسؤولة عـن التحقيق في هذه القضية».
(«السفير»، «وام»، يو بي أي، د ب أ، أ ف ب)

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. سلطه عميلة
    مش بعيد يكونوا ورا استشهاد الشيخ احمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسى
    الامه اتملت بالعملاء
    حسبى الله ونعم الوكيل

  2. اي سلطه فلسطينيه وحركة حماس كلهه خونه هولاء هم اليهود انفسهم هم المتمسكين بالسلطه على حساب الشعب الفلسطيني المغلوب على امره الذي تقتل ناسه مقابيل بعض الدراهم..لو كانو الفلسطنيين امنينين على ارض المسيح ما استباحوها اليهود ولو كان عباس وغنيه لهم لحضة من الوطنيه كان تركو البلد لاهله بتحديد القرار ولو كانو وطنيين لاغتالتهم اسرائيل من زمان..هم موضفين عند اسرائيل ينفذون مخططهه…قبل يومين عباس يوصي بقتل اهل غزه ويطلبه من اليهود انفسهم وفضحوه اليهود واليوم غنيه يرسل جماعه من ضباطه يشاركون قتل المبحوح
    نعل الله امة حملتكم وانجبتكم الى يوم الدين انتم اليهود اكثر من اليهود انفسهم لكم جهن وبئس المصير وللشهداء الجنات يحيون عند ربهم يرزقون

  3. خلص اني منسحب وبعد ما اشارك ماكو شي بس قهر وزعل كنت اعتقد اشارك واعيش الاجواء العربيه بدل الغربه و رغم انه الوقت عندي كلش صعب ولكن راح امرض اذا ابقه وياكم..لوفنانت لبنانيات نصب وسخريه ورخص لو سياسه قتل وخيانه ورخص. الاثنين نفس الشي…كنت اعتقد راح ارتاح من اكون بين الاخوان العرب واني اكتب وماكو احد يعرفني, اضحك وامزح واتعرف ولكن شفتهه اكثر الم وارهاق واني ارجعع لاخبار العرب بعد ما خلصت اكثر من 20 سنه خارج العرب دائما من سيء الى اسوء, تحياتي للجميع ويعجبني كتابة الاخ مصطفى وعجبتني ايضا اريج ومايه والجميع.
    مع الف سلامه وتحياتي الى اصحاب القنات للمشاركه

  4. واني ايضا منسحب… عن المشاركه والكتابه ..مادام كريم ابن خالتي انسحب فعلا بس قهر وزعل.
    خلوني ارجع استمتع بالاولبيات عدنه بفانكوفر افضل.
    تحياتي للجميع …
    باي…………. بنت لندن..
    .ابشرفج استلمتي الورد الي بعثته الج بعيد الحب رمز للتعارف والاعجاب.ها ها ها ها

  5. الفريق ضاحي خلفان من انشط رجال الأمن في العالم العربي وربما في العالم ، وعنده من العناصر الجيدة التدريب التي لا يخفى عليها خافية ،،، المشكلة ليست به أو بأجهزته ، ولكن لان دبي مثل ما يقول اخوتنا المصريين ( مفتوحة على البحري ) ، أغلب الجرائم الشخصية ذات الطابع السياسي اصبحت تتم في دبي ، تماما مثلما كانت تلك الجرائم تتم في لبنان قبل الحرب الاهلية السيئة الذكر هناك ، وذلك كتصفية الحسابات بين العرب بعضهم وبعض ….

  6. ya 3arab tatrokon elajaneb yazoron beladekom bedon visa wa elarab yahtajon ela visa ya hasrah alaykom rah daloo naymen!!!!????ah wa 1000 ah 3alaykom

  7. السلام عليكم
    المهم هنا ليس من كان وراء العملية فالشهيد هو الأن يتنعم في جنات رب العالمين
    الكلام الآن هو كيف نساعد إخواننا في فلسطين ؟ كيف نسترجع أقصانا ؟ كيف نداوي جراح أحباءنا؟ كيف نرد بدماء إخواننا ؟
    هذا هوالأهم الان
    إن كانت هناك دول عميلة فإننا كلنا عملاء لإسرائيل فهناك في غزة يموت العشرات في اللايوم الواحد وربما أكثر ونحن هنا نتقاتل كعرب فيما بيننا على مقابلة كورة وأخرين على جدار فولاذي وآخرين على سلطة الآخرين على من يقتل من ؟
    ألاتعتقدون بأننا كلنا عملاء فلنحاسب أنفسنا
    أخوكم

  8. السلام عليكم
    أود أن اضيف شئ وهو مايتعلق بالوضع الامني داخل دبي كيف تسمح حكومة دبي للمسافرين والسواح ان يبقوا داخل دبى 24 ساعة فقط وهذا ماساعد هولأء الجبناء على تنفيد الجريمة وغيرهم, يجيب الحذر من مثل هذه الامور لان البقاء فترة قصيرة داخل الدولة يساعد على فعل اى جريمة والفرار قبل العلم بهم يجب زيادة المدة ولو 3 ايام على الاقل قبل المغادرة لاى شخص كان.

    والسلام عليكم ….والله اجعل هذا الشهيد من المقبولين…والله الجريمة الاكبر لو كانوا هناك من ساعدهم من العرب او المسلمين على فعل هذا الجرم.

  9. من قبل وجه الاتهام للفلسطينيين الا انه اليوم التحريات لادت الي اتهام 12 اوربيا قظوا 6 ساعه في البلد
    وبفضل الكاميرات تطلعوا علي كيفيه قتل الشهيد وحتي تنقلاتهم بكامل الدقه ،هذا فان السلطات المحليه
    ستطلب من انتيربول توقيفهم من اجل محاكمتهم الا انني متشاءم فلن يحدث هذا بفعل لوبي العدو

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *