تم مؤخراً الوصول الى اتفاق “مسيحي-مسيحي” بلبنان، بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” توج بلقاء بين رئيس “القوات” سمير جعجع ورئيس “التيار” العماد ميشال عون مساء أمس الثلاثاء في دارة هذا الأخير.

وأكد جعجع عقب لقائه عون أنه “مسرور جدا” لحصول هذا اللقاء قائلا: “قلت للجنرال كم كنت اتمنى أن يحصل اللقاء منذ 30 عاما”، وأضاف “اجتماعنا اليوم هو بداية حوارنا والعمل الحقيقي يبدأ الآن مع الجنرال ولن تفشل هذه المحاولة”.

كما أوضح جعجع أن “لا نمانع إجراء أي استطلاع للرأي ضمن الدستور بشأن رئاسة الجمهورية والتركيز سيكون على قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية”.

بدوره، اعتبر عون أن هذا “اللقاء هدية للمسيحيين وللمتخوفين من عدم حصوله. ونؤكد تصميمنا على العمل سوياً مع القوات لتنفيذ إعلان النوايا. أنا مسرور بزيارة جعجع المفاجئة. واستطلاع الرأي بشأن رئاسة الجمهورية سيتم ضمن الدستور ونؤكد كل ما قاله الحكيم”.

وبعد الاجتماع، تلا النائب ابراهيم كنعان مذكرة “إعلان النوايا” بين “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية”، أكدت على “انتخاب رئيس قوي ومقبول في بيئته وقادر على طمأنة البيئات الأخرى”، ودعت إلى “نهج الحوار واعتماد الخطاب السياسي البناء وتأكيد الإيمان بلبنان”.

كما أكدت الوثيقة “تعزيز مؤسسات الدولة ودعم الجيش وتعزيز القوى الأمنية الشرعية بهدف بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية”، مؤكدةً الحرص على “ضبط الأوضاع على الحدود بين لبنان وسوريا وعدم استعمال لبنان منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين واحترام قرارات الشرعية الدولية كافة وحل مسألة النزوح السوري المتعاظمة وإقرار قانون جديد للانتخابات”.

يذكر أن لقاء الأمس هو الأول بين عون وجعجع بهذه الجدية منذ نحو 27 عاما. وقد التقيا في مرات نادرة خلال السنوات الماضية في مناسبات اجتماعية وجلسات سياسية عامة. والخصومة بينهما عميقة جدا، تخللتها حرب مدمرة بين فريقيهما أوقعت الاف القتلى وخلفت احقادا وانقسامات لا تزال بارزة بشدة بين المسيحيين في لبنان.

وكل من جعجع وعون مرشح لرائسه الجمهورية اللبنانية. وجعجع مدعوم من “قوى 14 آذار” ومن أبرز أركانها الزعيم سعد الحريري، بينما عون مدعوم من حزب الله وحلفائه. ولم يتمكن مجلس النواب على مدى سنة من انتخاب رئيس بسبب عمق الخلافات بين الفريقين.

ويثير اللقاء بين جعجع وعون ارتياحا بالغا في الأوساط المسيحية، إذ أن الخلاف بينهما يقسم المجتمع المسيحي بشكل عام، وحتى العائلات.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *