لعل قرية العراقيب بمأساتها المستمرة كسرت الرقم القياسي في “القهر”. فتلك القرية الفلسطينية البدوية الواقعة في صحراء النقب تعرضت لأبشع أنواع التنكيل من قبل إسرائيل على مدى سنوات.

وفي آخر فصول هذا التنكيل الذي لن يكون الأخير في سجل قوات الاحتلال الإسرائيلي، قامت السلطات الإسرائيلية الأربعاء بهدم قرية العراقيب البدوية غير المعترف بها من قبل إسرائيل (أسوة بـ 45 قرية بالنقب المحتل)، بحجة عدم الترخيص، ما أدى إلى تشريد نحو 300 بدوي، وفق مركز “مساواة” الحقوقي الذي قال إن الهدم يجري بمعدل أكثر من مرة في الشهر.

وقال جعفر فرح مدير مركز “مساواة” لحقوق المواطنين العرب في إسرائيل لوكالة فرانس برس”. لقد هدموا قرية العراقيب حتى الآن 105 مرات خلال ست سنوات. والهدف بالأساس تهجير الناس وتركيزهم في تجمعات محددة للسيطرة على الأرض وتضييق الخناق على القرى غير المعترف بها”.

وقرية العراقيب من قرى النقب التي لا تعترف بها سلطات إسرائيل كتجمعات سكانية، وكانت القرية حتى العام 2010 مبينة بالإسمنت وتضم زرعاً وأشجارا، لكنها بعد عمليات الهدم المتكررة، بات سكانها يبنون مساكنهم من الخشب والصفيح بحسب مختارها صياح الطوري.

“هذه أرضنا ورثناها أباً عن جد”

وفي حين تكرر إسرائيل نهجها التهجيري، كما تفعل في العديد من القرى الفلسطينية، وكما فعلت على مدى سنوات باسطة مستوطناتها على أراض فلسطينية، أوضح الشيخ الطوري لوكالة فرانس برس أنهم “هدموا منازل القرية للمرة الأولى عام 2010 بحجة أننا بنيناها على أراضي الدولة ومن دون ترخيص”، مضيفاً “هذه الأرض أرضنا ورثناها أباً عن جد، فليدلونا على مكاتب الترخيص إذا كانت هذه حجتهم”.

يذكر أن نحو 300 ألف بدوي يقيمون في صحراء النقب في الجنوب، ويقيم كثير منهم في فقر مدقع في قرى غير معترف بها، من دون مرافق أساسية وبنى تحتية.

وتفيد الإحصاءات الرسمية أن نحو 230 ألفا من البدو يعيشون في قرى صحراء النقب، 140 ألفا ضمن مجموعات معترف بها، وتسعون ألفا في قرى غير معترف بها، وبالتالي لا يستفيدون من الخدمات البلدية مثل المياه والكهرباء، ويعانون من نقص كبير في الخدمات الصحية والتعليمية. ويشكو البدو من تدمير إسرائيل لقراهم باستمرار، وبنقلهم إلى أمكنة غير التي اعتادوا العيش فيها بالقوة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. هُنَا باقون …. كأننا عشرون مُستحيل !
    تحياتي مايا …
    ============
    نورت لماذا اللون الأبيض طغى على كُل الألوان ، عميّت أعيُنُنا و قريباً سنحتاج أن نلبس (( كُزْلُك)) ?

    1. الله محييك سنفورة أتمني أن تكوني بخير حبيبتي
      النصر قادم كما وعد الرحمان انه لا يخلف الميعاد فاصبروا و صابروا

  2. صباح الخير للجميع
    شكرا اخر العنقود على الاقتراح
    اقراه واخبرك
    جمعه مباركه لكِ ولمايا وللجميع

    1. صباح الخير لأحمد و مايا و جُمعتُكُما مُباركة بأثر رجعي و بأثر مُستقبلي 🙂
      أحمد …. أعرف أنك قارئ مُتأني و أتمنى أن ينال الإقتراح إعجابك فهو رغم بساطته إلا أنه يحوي مضمون نحتاجُه أحياناً في حياتِنا اليومية …..
      تحياتي ..
      !!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *