بثت قنوات تلفزيونية عدة في لبنان أمس الأربعاء تسجيلا صوتيا بين ميشال سماحة وبثينة شعبان، مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، يظهر منه بوضوح أنها كانت على علم بما خطط له، وأنه كان حريصا على عدم معرفة جميل السيد بالموضوع، حين كان نزيلا معه بمنتصف 2012 في فندق شيراتون بدمشق.

سماحة، هو سياسي لبناني ووزير سابق ومستشار للأسد، أدرجته الولايات المتحدة في ديسمبر 2012 على لائحة الإرهاب، وقبلها في 9 أغسطس ذلك العام تم اعتقاله في لبنان وضبط عبوات ناسفة أحضرها شخصيا معه من دمشق ليستهدف بها شخصيات سياسية لبنانية بالاغتيال، كما ولتفجير الوضع بها في لبنان، فحاكموه وأدانوه بالسجن 4 سنوات، ثم أطلقوا سراحه في 14 يناير الجاري بكفالة قيمتها 100 ألف دولار، وأحدث الإفراج عنه جدلا مستمرا للآن.

أما جميل السيد، فكان مديرا للأمن العام بعد انتخاب إميل لحود في 1998 رئيسا للجمهورية، وتم اعتقاله احتياطا وسجنه مع آخرين طوال 4 سنوات بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري، ثم خرج بريئا من الاشتباه بدوره في الاغتيال.
في التسجيل الذي نسمع بثينة شعبان ببدايته تقول لسماحة المحسوب على “8 آذار” في لبنان: “أهلا عيوني (..) حبيب قلبي” فيرد ويخبرها بأنه منشغل “بالموضوع الأساسي الذي تحدثنا عنه” كمحاولة منه بعدم إعلام جميل السيد به لسريته، بعد أن قالت له إن المطلوب الذهاب للقاء وزير الداخلية، وأن يصطحب معه جميل السيد من فندق شيراتون.
“عندي شي بدي أعملو”

وفي اتصال آخر، تم دمجه بالشريط التسجيلي الأول، طلب سماحة من شعبان موعدا له ولجميل السيد لتقديم واجب العزاء لبشرى الأسد، شقيقة بشار، ربما في مقتل زوجها العماد آصف شوكت، وهو ما يدل على أن الاتصال تم بعد 18 يوليو 2012 بأيام قليلة، وهو تاريخ مقتل زوجها بانفجار استهدف مقر الأمن القومي في دمشق، حين كان وزراء ومسؤولون أمنيون كبار يعقدون اجتماعاً، وأعلن “الجيش السوري الحر” المعارض مسؤوليته وقتها عن التفجير.

قبل اعتقاله تم تصوير سماحة بكاميرا سرية وهو يسلم رزما من المال لأحدهم ليقوم بتفجيرات في لبنان
قبل اعتقاله تم تصوير سماحة بكاميرا سرية وهو يسلم رزما من المال لأحدهم ليقوم بتفجيرات في لبنان

كما نسمع سماحة يؤكد لشعبان أنه باقٍ لليوم التالي، لكنه يفضل المغادرة لأن لديه عملاً عليه القيام به، وذلك من قوله لها: “عندي شي بدي أعملو، لازم انزل اعملو لبلش الشغل.. فهمتي عليي”؟ وهذه العبارة وحدها كافية للتأكيد بأنها كانت على علم بمخططه، وإلا لكانت سألته عن نوعية “الشغل”، خصوصا أنها أجابته: “إيه فهمت عليك، الله يقوّيك”.

كما يبدو أنها انزعجت عندما قال لها إنه قد يغادر دمشق في اليوم نفسه من تقديم واجب العزاء لبشرى الأسد، فردت عليه: “أنا بقوى فيك”، أي أستمد قوتي منك، فرد عليها: “برجع بجي” أي سأعود.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *