بعد تحول ماهر الجوهري من الإسلام إلى المسيحية دخل معركة قضائية للإعتراف بديانته الجديدة في الأوراق الرسمية في مصر، وذلك رغم التهديدات بالموت التي يتعرض لها.

وذهبنا بالسيارة وعبر شوارع القاهرة المزدحمة للقاء محامي الجوهري في إحدى محطات الوقود.

ويعيش الجوهري مختبئا ولا يفصح عن عنوانه بسبب التهديدات بالموت التي يواجهها.

وعندما التقيناه في مكتب صغير بطابق أرضي بشارع مجهول في القاهرة كان خائفا وقال “أشعر بالخوف حيث أن الكثيرين يريدون قتلي وابنتي”.

وسألته هل يشعر ان التهديدات الموجهة إليه خطيرة، فرد بالايجاب قائلا “اي شخص في الشارع بوسعه أن يقتلنا”.

وأكدت ابنته المراهقة موقف والدها، وكان قد تم تحذيرها ايضا من مغبة تغيير الدين. وقالت “عندما كنت ذاهبة إلى المدرسة ذات يوم استوقني شخص وهددني انه إذا لم يعد ابي إلى الاسلام فانهم سيقتلونه ويقتلونني”.

ويسعى الجوهري إلى تغيير الديانة في الوثائق الرسمية حيث سيمكن هذا التغيير ابنته من تعلم الديانة المسيحية في المدرسة.

وقد مثله محاميه نبيل غبريال في العديد من جلسات الاستماع ولكن لم يصدر حكم حتى الآن. وقال غبريال انه أوضح بجلاء ان القانون المدني المصري لا يحول دون تغيير الدين.

ويعتقد غبريال ان المشكلة الحقيقية تكمن في انه يتم تجاهل هذا القانون.

الجوهري وابنته يخشيان على حياتهما بعد التحول
الجوهري وابنته يخشيان على حياتهما بعد التحول

وقال المحامي “كان على المحكمة ان تحكم ومن الجلسة الأولى باحقية الجوهري في تغيير ديانته، ولكن المشكلة ان بعض القضاة يحكمون انطلاقا من معتقداتهم الدينية وليس بمقتضى القانون”.

وهذه المعتقدات تدفع بعض المسلمين إلى تأييد فرض عقوبات مشددة على من يتخلى عن الدين الاسلامي.

عقوبة الموت

ويعتقد البعض ان عقوبة التخلي عن الاسلام، المعروفة باسم الردة، يجب أن تكون الموت.

ولكن محاميي جماعات حقوق الانسان مقتنعون بان قانون البلاد يسمح بحرية تغيير الدين.

وفي الشبكة العربية لحقوق الانسان التقيت المحامي جمال عيد الذي يخوض معركة قضائية مماثلة نيابة عن متحول آخر.
ويعتقد عيد أن قضية الجوهري ناجحة وسيكون لها نتائج ابعد. وقال “إن الكثيرين مسلمون أو مسيحيون أو يهود في بطاقاتهم الشخصية ولكنهم يؤمنون بغير ذلك”.

واضاف قائلا “إن الكثيرين يخشون التحول رسميا، ولو فتح هذا الباب فان أعدادا كبيرة ستحاول التغيير من الإسلام إلى المسيحية، والقانون يعطيهم هذا الحق”.
وجود سري

وللمسيحية وجود عميق الجذور في مصر، والعديد من الكنائس يعود تاريخها إلى ما قبل الاسلام.

ولكن بعض المسيحيين يشعرون ان عليهم أن يجعلوا وجودهم سريا وان يكونوا حريصين في ممارسة أنشطتهم.

وفي صلاة صباحية في كنيسة كاثوليكية في القاهرة التقيت الأب رفيق جريش الذي أخبرني انه حر في إقامة الطقوس، ولكنه ممنوع من إشراك الآخرين في معتقده المسيحي.

ويقول “إن بعض النساء في كنيستي اللائي تحولن إلى المسيحية يبذلن جهودا كبيرة لاخفاء تغييرهن الدين عن الأصدقاء والأسرة، وبعد خروجهن من الكنيسة يرتدين الحجاب ثانية ويعدن إلى المنزل كما لو كن مسلمات”.

وتابع قائلا “إنهن يخفن من إخوتهن، وآبائهن وزملاء العمل، ولا يستطعن القول بانهن تحولن وهذا جزء من المشكلة”.

ويراقب العديد من انصار الحرية الدينية قضية الجوهري، ويعتقدون ان الحرية الدينية مهددة في العديد من بلدان الشرق الأوسط.

ولن يحسن تغير القانون من وضعه الأمني، ولكنه يعني الاعتراف بدينه الجديد.

وقال لي الجوهري انه يريد ان يحيا بشكل طبيعي دون خوف على أمنه، وان العديد من الدول الأخرى عرضت عليه اللجوء على أسس دينية.

ولكن كل ما يريده هو أن يبقى في البلد الذي ولد به وان يمارس بحرية الدين الذي اختاره.

وقال الجوهري ” كل أملي هو السلام، والسلام، والسلام فقط، وهو أمر لا نجده في مصر”.

المصدر: بي بي سي

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫57 تعليق

  1. اخي الفاضل دنجوان مهما كان السبب لايمكن لشخص لديه دين صحيح وعقيدة ثابتة بان يبتعد او يتحول عن دينه حتى لو كان باللسان ، هل تعلم اخي دنجوان ماهي العقيدة * عرفها الشيخ الشعراوي رحمه الله بانها شئ او مبدأ اقتنع به العقل فنزل الى القلب فتخمر فلم يعد يصعد الى العقل مرة اخرى لاعادة التفكير فيه* وهذه هي العقيدة الاسلامية فلو كانت اصلا نزلت الى قلبه من البداية لما فعل ما فعل ****

  2. طبعا يا اخ مايك اعرف ما هي العقيده ولكن ما هي نسبة الناس في العالم اللدين لهم عقيده ثابته ولم اقل ان هدا الشخص كان قوي الايمان ولكن ربما البيئه من حوله لم تفهمه الاسلام الصحيح كما دكرت سابقا لهدا حاول في مكان آخر..على فكره انا مسلم ايضا ولكني تربيت في بيئه اسلاميه نظيفه

  3. اقراؤ هنا بلبل ماذا يقول ال— ثلاثه احل قتلهم الثيب الزان والنفس بالنفس والمرتد عن دينه وهذا حديث صحييح .هذا دين من الله فان الله لايامر بالقتل

  4. احبائى المسلمون الم يقل القران الكريم ان لا اكراه فى الدين اذا لما تنفذون غير ذلك كل ما تفعلونه من تبرير لهذه المواقف هو يثبت تناقد لهذه الايه فكر اولا فيما يقوله كتابكم وما تفعلوه هو التناقض بعينعه

  5. اولا الرجاء عدم التجريح في الاديان
    ثانيا نورت تحب نشر هذه الاخبار لتنشر المشاكل
    واخيرا هذا الشاب او الختيار بده اللجوء السياسي لاي بلد مشان الفلوس مبينة
    وبعدين القتل للمسلم المرتد لانه علم ان الاسلام هو دين الحق وخرج عنه
    اما لا اكراه بالدين نحن لا نجبر الناس ان يدخلو الاسلام
    بل بالاقتناع

    ترجيح وأدلة:
    والذي نراه وندين الله به أنه إذا ثبتت الردة على من كان مسلما في الأصل، أو دخل في دين الإسلام حرا مختارا، وفهمه حق الفهم، وفهم ما يترتب على إسلامه، ومن ذلك حد المرتد عن الإسلام، أن هذا الحكم إذا توفرت شروطه ثابت لا مراء فيه.
    أما إذا كان حديث عهد بالإسلام، لم يفهم حقيقته وما يترتب على إسلامه فلا يقتل بل ينصح بالبقاء على الإسلام ويبين له ما فيه من المحاسن وما في تركه من المساوي، فإن رجع إلى الإسلام فبها ونعمت وإن أبى خلي سبيله.
    ولا يجوز أن نَخضَع لآراء أعداء الإسلام، ولا من حاول اقتحام عقبة الفتوى فيما لا ناقة له ولا جمل من أحكام الإسلام، كما لا نعذر من ادعى أنه طبيب مختص وهو يجهل الطب، وعبث في أجساد البشر فأفسدها.
    ولكنا نعذر من تأول نصوص القرآن مجتهدا من علماء الإسلام، ونرجو الله أن يغفر له خطأه، معتمدين على قول الباري الرحيم: ﴿ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا﴾ [البقرة (286)] وقول الله في جواب هذا الدعاء: (قد فعلت) [صحيح مسلم (1/116) وقول رسوله الكريم: (تجاوز الله عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) [المستدرك على الصحيحين (2/ 216) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

  6. من أكبر التناقضات التي يصعب علينا تفسيرها، مسألة قتل المرتد في الإسلام.
    يقول تعالى : (( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ))
    و يقول تعالى : (( لكم دينكم و لي دين ))

    و لكن .. جزاء من غيّر رأيه أو فقد إيمانه بالإسلام أو اختار ديانة أخرى القتل ! و هو المسمى بحكم المرتد.

    المصدر التشريعي الأول في الإسلام ينهى عن إكراه شخص على الدين، ثم يبررون ذلك بقولهم : أنا أعاقب المسلم على تركه الإسلام بعد أن اختاره لأن الدين ليس لعبة !

    و ما الفرق ؟! أليس هذا إرغام و إكراه بأن يظل مسلما ؟! و ما الفائدة ؟ أكونه مسلما بالإسم و (منافق) أفضل من تحويله الرسمي العلني لديانة أخرى ؟

    مالهدف من ذلك ؟ أليس المنافقين أخطر على الإسلام من الكفار (حسب أحكامه)؟ هل يوجد سبب عقلاني؟ أم كلها أسباب سياسية و دنيوية بحتة؟ أم أنها مسألة كرامة صبيانية؟

    إن كان الجزاء و الحساب في الآخرة من الله وحده فما فائدة إكراه كل مسلم على الإسلام بتهديد المرتد عنه؟ (فضلا عن قتل تارك الصلاة بنفس الحجة).

    لو أن كل داعية يدعوا إلى الإسلام قال للناس: انتبهوا ! الذي يدخل الإسلام لا يتركه إلا بالموت ! لأصبح الإسلام دينا وراثيا فقط ..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *