أصدر مكتب أحمد بدر الدين حسون، مفتي سوريا الذي تسمّيه المعارضة السورية “مفتي الأسد” نظراً لما يصدره بين الحين والآخر من مواقف وفتاوى تصب في صالح رئيس النظام السوري، بياناً ينفي فيه نفياً قاطعاً أنه رأى حافظ الأسد في منامه وتحدث إليه.

وكانت أنباء قد سرت منذ أسابيع تحدثت عن أن مفتي سوريا قد قال إنه رأى الأسد في منامه تصحبه زوجته، وأنهما كانا يشربان “المتّة” (مشروب مرغوب في الساحل السوري وأصله من أميركا اللاتينية).

ولم تتوقف الأخبار عند ذلك النبأ باعتباره مجرد حلم يمكن أن يحدث مع أي أحد ودون أي خلفية في هذا الاتجاه أو ذاك.

إلا أن تعليقات كثيرة كانت صدرت عن ذلك الحلم الذي حلم فيه المفتي بحافظ الأسد، والد بشار الأسد، ويتحدث اليه. خصوصا أن مفتي “آل الأسد” شهير بتقربه من النظام، بينما مئات آلاف القتلى ومثلهم من الجرحى، لم يجدوا لدى المفتي سوى منصّة لإعلان عدائه للمعارضة السورية.
واستنكر البيان السالف “الزعم” أن المفتي حلم مثل هذا الحلم، نافياً أن يكون تلفّظ بهذا الكلام، علماً أن بعض ناشري ذلك الخبر سبق واعتمدوا على صفحات تابعة لأشخاص محسوبين على النظام السوري.

وقال مكتب مفتي سوريا في بيانه المنشور على صفحته الخاصة على فيسبوك، والذي أشار فيه الى قناة إخبارية محددة: “نقلت القناة المذكورة كلاماً عن سماحة مفتي سوريا أنه صدر عنه حديث يقول إنه رأى الرئيس حافظ الأسد وزوجته في المنام يشربون “يشربان” المتّة”.

ويضيف بيان المفتي مؤكداً عدم صدور هذا “الحديث” عنه: “مما لا شك فيه أن هذا الكلام لم يصدر إطلاقا عن سماحة مفتي سوريا ولم يهمس به لأحد كما تدعي بعض الصفحات المشبوهة” على حد قوله في البيان الذي أضاف أن “الله تعالى لن يتخلى عن هذا الوطن”.

وعبّر المفتي في بيانه عن “إيمانه” بجيش نظام الأسد قائلا إن النصر يُكتب “بسواعد الجيش والشعب” مختتماً بالقول: “وحاشى لله أن ينتصر إلا للمؤمنين”.

وكانت صفحات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي قد عبّرت عن سخريتها واستيائها من خبر رؤية المفتي لحافظ الأسد في منامه، واعتبرته الصفحات “نفاقاً مكشوفاً” وصل حد “اختراع أحلام بالمقاس وبالطلب” كما عبّر البعض.

يُذكر أن مشروب “المتّة” الذي ورد في الخبر الذي نفاه المفتي، هو عبارة عن أعشاب مفتّتة خضراء، تُنقَع بكوب من الماء الساخن، ثم يتم تناولها من طريق “قصبة أو مصّاصة” في آخرها فلتر للتصفية ومنع ذرات العشبة من الولوج مع الماء. وهو مشروب اشتُهرت بتناوله المنطقة الساحلية مسقط رأس النظام السوري، من ضمن مناطق أخرى في سوريا كيبرود والسويداء.

والإشارة الى تلك العشبة في الحلم الذي نفاه المفتي أثارت ضحك العارفين بمدلولاتها في سوريا، وما تعنيه من التاريخ السياسي للبلد، والذي “حُكِم” فترة طويلة على يد أناس يعشقون تلك العشبة التي يقال إن أصلها من أميركا الجنوبية.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *