وجه راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية نقدا لاذعا لجماعة الإخوان في مصر ولقيادة التنظيم العالمي للجماعة، لأنهم تصرفوا بطريقة افقدتهم الحكم .

وكان الغونشي أرسل مداخلة مطولة إلى اجتماع قادة التنظيم العالمي للإخوان عقد في “إسطنبول” في منتصف الشهر الماضي وقرأها نيابة عنه ممثل حركة النهضة في الاجتماع وطلب توزيعها على فروع الجماعة في العالم، لكن المداخلة اعتبرها المجتمعون انقلابا جذريا في فكر الغنوشي وأثارت استياء رجب طيب اردوغان الذي طلب من جماعة الاخوان في #مصر عدم نشرها والتكتم عليها.

وكان رد الغنوشي غاضبا على تصرف أردوغان وقام بتوزيعها على قادة الإخوان بعد عشرة أيام من الاجتماع رافضا قرار التنظيم العالمي بحفظها وكتمانها.

ووصف الغنوشي في بداية مداخلته، قيادة الإخوان في مصر وسياستهم بـ”المرتبكة والارتجالية والمتمردة والصبيانية”. وبعد أن أسهب مطولا في الحديث عن التجربة المصرية، قال إنه “كان من حظ المصريين أن تجربة الربيع العربي سبقتهم، وكان لهم الوقت الكافي والمناسب لدراسة التجربة التونسية والتركيز عليها واستخلاص العبر منها، ليتجنبوا سلبيات تجربتنا في تونس، ويركزوا على الإيجابيات فيها”.

واستدرك الغنوشي قائلاً: “لكن للأسف انطلق الإخوان في مصر وكأن شيئا لم يحدث في دولة شقيقة لهم بقيادة أشقاء، وإخوان يشاركونهم النهج نفسه والتجربة، ولم يكلفوا خاطرهم باستشارتنا. فرضنا أنفسنا عليهم، وراسلناهم وخاطبناهم ووجهناهم وحذرناهم وشجعناهم في العديد من المواقف، ولكن لا حياة لمن تنادي”.

وأضاف الغنوشي: “كانت تجربة الإخوان في مصر مع بدايات ثورة الشعب المصري منذ الأيام الأولى لثورة يناير تعاني ارتباكا كبيرا وترددا عميقا يسود قيادة الإخوان في مصر، فجزء من القيادة يدعو للمشاركة في الثورة، وجزء يدعو للانتظار، والثالث يريد المراقبة، بينما نزل الشعب المصري بأسره إلى الشوارع من واقع الظلم والمعاناة والجوع والفقر.

وواصل الغنوشي: “وهنا لا أخفي أن جيل الشباب في الإخوان كان متحمسا ومنخرطا، وخالف قيادته في كثير من المراحل، ولم يكن هناك تقسيم أدوار، لأن أعين قادة الإخوان منذ البداية كانت منصبة على المساومات والمفاوضات. ومع أول دعوة وجهت من النظام للحوار نصحت الإخوة في مصر بعدم التجاوب معها، وبألا يكونوا طرفا في هذا الحوار. قلت لهم إن من سيذهب للحوار فلن يمثل أحدا، لأن هبّة الشارع تزداد، وعنوان إسقاط النظام أصبح الشعار الذي لا رجعة عنه، وأن أي حلول وسط هنا أو هناك سوف يسقطها ميدان التحرير فوراً”.

وقال الغنوشي: “أجابني البعض منهم، وقالوا يا شيخ راشد إن تجربتنا تختلف كثيرا عن تجربة تونس، فأهل مكة أدرى بشعابها، أي أن إخواني رفضوا مني حتى النصيحة وإبداء الرأي. سارت الأمور، وسقط النظام على صخر صمود الشارع المصري مع أن كل الأحزاب، وفي طليعتهم الإخوان، كانوا يساومون النظام على تغيير شكله وليس جوهره”.

وأضاف: “بعد ذلك حصلت انتخابات مجلس الشعب 2011، ومنذ اللحظة الأولى أعلن الإخوان أنهم سوف يكتفون في هذه المرحلة بالتنافس على أصوات المجلس، وأنهم لا يفكرون مطلقا بالتنافس على رئاسة الدولة، قلت إن هذا موقف عظيم وحكيم، ورددت في نفسي خلالها أن إخوتي في مصر فهموا الدرس جيدا، وبدأوا يستخلصون العبر والنتائج بإيجابية، وما أثلج صدري أكثر هو عندما قالوا إننا لن ننافس على أغلبية المجلس، بل سوف نساهم مع بقية الأحزاب في تركيبة المجلس بثقل معقول”.

وقال الغنوشي: “للأسف لكن الأمور سارت عكس ما قالوا، وجرت الانتخابات، وهيمنوا على الأغلبية هم وحلفاؤهم، ثم استفردوا في المجلس فشكلوا لجانه وفق رغباتهم ومصالحهم، ولم يراعوا للحظة باقي شرائح الشعب المصري التي صنعت الثورة، فلم ير المواطن المصري فيما حصل سوى استبدال الحزب الوطني المنحل بالإخوان، هذا يعني أنهم لم يكونوا قريبين من نبض الشارع، ولم يحققوا شيئا مما ناضل الشعب المصري من أجله، غايتهم كانت السلطة والمناصب، فاستأثروا بطريقة أكثر فجاجة من طريقة مبارك ونظامه، وسيطر عليهم الغرور”.

واعتبر أن الإخوان “لا يعترفون بأن تجربتهم في إدارة الدولة هي محدودة، إن لم تكن معدومة كان بإمكانهم أن يستفيدوا من خبرات وكفاءات كثيرة موجودة، وستكون المحصلة لصالحهم ولصالح نهجهم. لم يأتمنوا أي طرف وعاشوا جو المؤامرة، وتقوقعوا على أنفسهم وانحصروا وتحاصروا، وابتعدوا كثيرا عن الشارع الذي كان ينتظر الكثير منهم، لكن للأسف انشغل الإخوان بأمور الدولة ليتمكنوا منها، وابتعدوا عن الشعب فعزلهم”.

وقال الغنوشي: “كانت الصدمة الأكبر عندما أخذهم الغرور كثيرا، فأرادوا أن يحكموا سيطرتهم على مفاصل الدولة كلها بأدوات قاصرة وعلى كل الصعد، فقرروا المشاركة في انتخابات الرئاسة المصرية 2012. لقد جاءني الخبر وكنت في اجتماع لمجلس الشورى لحزب النهضة، فقلت لنفسي وللمجتمعين: الله يعوض عليكم في إخوانكم في مصر، قرروا بهذه الخطوة سرعة نهاية تجربتهم”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. قال زعيم حركة «النهضة» التونسية، التابعة لـ «الإخوان المسلمين»، في كلمة، مساء الأحد، في تجمع جماهيري للحركة إن: «مايحدث في مصر شئ وحشي انقلاب غاشم، مشت الدبابات على الأجساد»، وأضاف «الغنوشي»: «رئيس دولة سجين، رئيس الدولة الوحيد في العالم المنتخب والسجين في العالم هو الدكتور مرسي، تحية للدكتور مرسي»، فعجت القاعة بالتصفيق مع هتافات «يسقط يسقط حكم العسكر» فقال «الغنوشي»: «سيسقط أن شاء الله».
    واختتم «الغنوشي» حديثه عن مصر: «تونس أيقظت روحا جديدة في الأمة لن يطفأها عسكر أو أي قوة».
    وأضاف «الغنوشي» متحدثا عن الوضع في تونس: «اليوم لدينا دولة ديمقراطية واليوم بعد تحقق الحرية الهدف الأول للثورة يجب أن تحقق التنمية الهدف الثاني، كما قمنا بمؤتمر للحوار الوطني الذي ضحينا بالسلطة للانضمام إليه ..الىن حكومتنا دخلت في الباب الثاني وهو تحقيق التنمية وتونس اليوم تشهد حوارا وطني اقتصاديا من اجل تحقيق ذلك، اليوم هناك بطالة وغلاء معيشة وأوضاع لا تعجب واليوم دخلنا في جزء البحث عن تحقيق التنمية والله وهبنا بلاد مليئة بالثروات الزراعية والسياحية وشعب عربي وحيد منسجم ثقافة واحدة ودين واحد ونحن التونسيين نختلف لكن نتحاور… ولا نستعمل سلاح والمهم بيت تونس يبقى قائما ورأس مال التنمية هو العمل ولكن للأسف ثقافة العمل بتونس اليوم لا تعجب».
    وعن تحصين الثورة، قال «الغنوشي»: «نحن مع تحصين الثورة…وتحصين الثورة واجب»، وعن طريقة تطبيق تحصين الثورة، أكّد أن الثورات لا تحصّن بالدماء وأنّما بالعدل والحرية وبتطبيق الدستور وكذلك بالتنمية، مضيفا : «من أجل تحصين الثورة ضحينا بالسلطة ومن أجل أن لا يقع بيت تونس على الرؤوس خرجنا من السلطة.. والعقلاء في السلطة ضحّوا من أجل تحصين الثورة… ونحن نضحّي حتى بالسلطة..فما قيمة السلطة والنهضة أمام تونس».
    وقال إن تحصين الثورة يكون بالشعب، معبّرا عن ثقته فيه، كما اعتبر انه ليس من الضروري وضع قانون لتحصين الثورة ومنع الدساترة من الرجوع إلى سدّة الحكم.
    وأضاف: «نريد تنظيف جروح الماضي ولا نريد ان نفعل ما فعله بنا الآخرون ونرغب في السير إلى الأمام ونضع حدّا للأحقاد فتونس لكل التونسيين».
    ———————————————————-
    هادا رأيه بما يحصل في مصر وإن كان اللي كتب فوق صحيح وأن كنت أشك فيه فهو مجرد نقد للإخوان على إخطائهم اللي وقعوا فيها واللي ما حدا انكرها أصلاً .لكن كلامه لايعتبر إنقلاب ولا قبول بالإنقلابيين !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *