حذّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من استخدام لبنان مسرحاً لخوض “نزاعات بالوكالة”، بعد الأزمة الناجمة عن استقالة رئيس وزرائه سعد الحريري. ووصف تيلرسون الحريري بأنه “شريك قوي” للولايات المتحدة. وقال في بيان إن “الولايات المتحدة تحث كل الاطراف أكانوا داخل لبنان أو خارجه على احترام وحدة واستقلال المؤسسات الوطنية الشرعية في لبنان، بما فيها الحكومة والقوات المسلحة. وفي هذا الاطار نكن الاحترام لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بصفته شريكاً قوياً للولايات المتحدة”.

وكان تيلرسون صرح في وقت سابق خلال جولته الاسيوية مع الرئيس دونالد ترامب بأنه حصل على “تأكيد” من السلطات السعودية ان الحريري “اتخذ قرار الاستقالة وحده” وأنه “لا وجود لأي اشارة” تفيد أنه محتجز غصباً عن إرداته. وأضاف أن “الولايات المتحدة تدعم بشكل حازم سيادة واستقلال الجمهورية اللبنانية ومؤسساتها السياسية” وانها “تدعم أيضاً استقرار لبنان وتعارض أي عمل يمكن أن يهدد هذا الاستقرار”. وفي تحذير موجه الى ايران و”حزب الله”، شدد على انه “لا مكان ولا دور شرعياً في لبنان لقوات أو ميليشيات أو عناصر مسلحة أجنبية غير قوى الامن الشرعية التابعة للدولة اللبنانية التي يجب الاعتراف بها على أنها السلطة الوحيدة المخوّلة حفظ الامن في لبنان. ان الولايات المتحدة تحذر أي طرف أكان داخل لبنان أو خارجه، من استخدام لبنان مسرحاً لنزاعات بالوكالة”.

ومن مراسل “النهار” في واشنطن هشام ملحم، أن بيان تيلرسون صدر غداة اجتماع وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان مع مساعد وزير الخارجية الاميركي الموقت ديفيد ساترفيلد ومع المسؤول عن قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، الكولونيل المتقاعد مايكل بيل. ويواصل السفير ساترفيلد منذ أيام اتصالاته مع المسؤولين السعوديين لمعرفة ظروف استقالة الحريري، وأوضاعه وما هي الخطوات التالية التي تعتزم الرياض اتخاذها.

وقالت مصادر مطلعة على الاتصالات ان السبهان كرر لساترفيلد ان مسألة بقاء أو عدم بقاء الحريري في السعودية تعود اليه. وأوضحت ان بيان تيليرسون يجب ان يفسر عى ان الولايات المتحدة غير راضية عن مسلسل الاحداث الذي بدأ بالاستقالة المفاجئة للرئيس الحريري من الرياض والتي فاجأت الاميركيين كما فاجأت اللبنانيين، اضافة الى كونه رسالة اميركية واضحة موجهة الى الاطراف الاقليميين: السعودية وايران واسرائيل بأن لا تستخدم لبنان ساحة أخرى لحروب الوكالة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. ?‍♀️
    أميركا عصبت عليك يا ولي العهد هداك الله …فغيرتواا الموضوع كله (وظهر انو الحريري (قام بتصرف غير مسؤول بانه استقال في دولة اخرى .)وهلا بيطلع الحريري (الغير محنك سياسياً )كمان وبيحكي انه بارادته استقال (يعني بيتغابى ويسود وجهه مع بلده الام كرمال ينفد بريشه…)..

  2. روبرت فيسك في الإندبندنت: هكذا تم إسكات الحريري
    كتب روبرت فيسك في جريدة الإندبندنت مقالا بعنوان “إستقالة سعد الحريري من رئاسة الوزارة اللبنانية ليست كما تبدو”.

    يقول فيسك إن رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري لم يكن يتوقع شخصيا استقالته بهذا الشكل مؤكدا أن الحريري قبل توجهه للعاصمة السعودية الرياض كان قد خطط لعدة مقابلات مع مسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي علاوة على عدة اجتماعات بخصوص تحسين جودة مياه الشرب في البلاد.

    ويضيف فيسك إن هذه الامور لن تكون بالطبع على قائمة اولويات سياسي يرغب في بل ويخطط لإعلان استقالته خلال أيام.

    ويؤكد فيسك أنه عندما حطت طائرة الحريري في الرياض كان أول ما شاهده هو عدد كبير من رجال الشرطة يحيطون بالطائرة وعندما صعدوا على متنها كان أول ما فعلوه مصادرة هاتفة النقال وجميع أجهزة الاتصال التي بحوزة حرسه ومرافقيه وهكذا تم إسكات الحريري حسب ما يشير فيسك.

    ويعرج فيسك على ما يجري في السعودية قائلا إن الاوضاع هناك دراماتيكية حيث اعتقلت السلطات 11 أميرا بينهم أمراء بارزون مثل الوليد بن طلال ومتعب بن عبد الله علاوة على 4 وزراء وعددا كبيرا من المسؤولين السابقين كما جمدت السلطات نحو 1700 حساب بنكي.

    ويوضج فيسك أن ليلة الحسم بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان بدأت مبكرا بمجرد وصول سعد الحريري إلى الرياض ثم يتسائل ماذا أراد الأمير؟

    يضيف فيسك أن بن سلمان أراد من خلال قضية الحريري تقويض الحكومة اللبنانية والإطاحة بحزب الله فيها ثم بدء حرب أهلية جديدة في لبنان لكن فيسك يقول إن هذا الامر لن يفلح على حد تعبيره “لأن اللبنانيين رغم انهم أقل ثراء من السعوديين إلا أنهم أكثر ذكاء” فكل جماعة سياسية في البلاد وبينهم حزب الله يطالبون بأمر واحد فقط وهو عودة الحريري من السعودية.

    ثم يعود فيسك للتركيز على كيفية ذهاب رئيس الحكومة اللبناني المستقيل إلى الرياض قائلا إن الحريري تلقى اتصالا هاتفيا من الرياض لدعوته بشكل عاجل للقاء الملك سلمان وحيث أن سعد الحريري كوالده الراحل رفيق الحريري يحمل الجنسية السعودية إضافة للجنسية اللبنانية فقد انطلق الرجل فورا نحو الرياض فلا يمكنك أن ترفض طلب الملك لقاءك حتى لو كنت قد التقيته منذ أيام فقط.

    ويختم فيسك قائلا إن عائلة سعد الحريري بكاملها في الرياض حاليا لذا فلو أن الرجل عاد إلى بيروت سيكون قد ترك زوجته وأبناءه “رهائن في الرياض لذلك فبعد أسبوع من هذه “المسرحية الهزلية” هناك مطالبات في بيروت بتولي شقيقه الأكبر بهاء الحريري منصب رئاسة الوزراء في لبنان”.
    BBC

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *