وليد جنبلاط يعلن وقوفه الى جانب سوريا و حزب الله

أعلن الزعيم اللبناني وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي منذ قليل وقوفه الى جانب مرشح سوريا و حزب الله في الأستشارات النيابية لاختيار رئيس وزراء لبنان المقبل و الذي من المقرر أن يتم يوم الأثنين المقبل و في ما يلي نص المؤتمر الصحافي:
ـ مع وصول البلاد إلى مفترق ومنعطف خطير، وبعد أن أخذت المحكمة الدولية بعداً سياسياً بامتياز صار يهدّد الوحدة الوطنية والأمن القومي، وما التسريبات في صحف عربية ودولية إلا وتؤكد هذا البعد السياسي المشبوه، وبعد أن تحوَّل مسار المحكمة ليصبح أداة تخريب وخرجت عن مسار العدالة وصارت أداة ابتزاز وابتزاز مضاد.

ـ وبما أن المبادرة العربية نصّت بشكل صريح وواضح لا يقبل أي لبس ولا تحتمل اي مراوغة على إلغاء ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية، من خلال الغاء بروتوكول التعاون وسحب القضاة ووقف التمويل، ولقد حاولت مع مختلف القيادات السعي للخروج من المأزق، ففي الأسبوع الذي جِلت فيه على القيادات لاستيضاح بنود المبادرة التي أُحيطت بالسرية للحفاظ عليها نتيجة دقة الظرف السياسي، وبقيت هذه المبارة في اطار التشاور الضيق.

ـ لقد حدث الكثير من الوقائع، وبعد أن أيّدت المبادرة العربية مرارا وتكرارا واعتبرتُ أنها تشكّل حلا للأزمة الراهنة وتأكدت من الموافقة المباشرة عليها من كل الاطراف المعنية وذهبت الى دمشق للقاء الرئيس الأسد في 14 كانون الثاني، وفي الطريق أُبلغت أن السيد بلمار سيسلّم القرار يوم الاثنين ويعلَن في 18 كانون الثاني وأثناء اللقاء مع الرئيس الاسد والذي كان ممتازاً وفي خضم لعبة الامم وتناحر المحاور اتفقنا على الخروج من الأزمة والعمل لتثبيت المبادرة في بنود البيان الوزاري عبر النقاط الآنفة الذكر، وهذه النقاط مثبتة من الرئيس الأسد والرئيس الحريري والسيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري.

ـ أخذاً بالاعتبار أن القوى الدولية لم تكن لتحبّذ التقارب السعودي السوري الذي يمكن من خلاله التوصل إلى اتفاق لبناني لبناني يردع مفاعيل المحكمة وقرارها الظني السرّي نظرياً والمُعلَن في كل وسائل الإعلام، الأمر الذي ضرب كل مصداقية المحكمة وأكد أنها مسيسة، وفي سياق التخريب على المبادرة العربية حصل تزامن مشبوه ومريب بين تسليم القرار الظني والاستشارات، وبما أنه في ظل الجو المشحون بالحذر والتسريبات والخطاب الشتائمي، وعطفاً على موقفي السابق وتشكيكي في المحكمة وتأكيداً على تلازم مسار العدالة مع الاستقرار، ورغم كل الاعتراضات التي واجهتني من سفراء الذين لا يكترثون للوضع في البلد بل يريدون المحكمة أداة ضغط، وبما أننا تأمّلنا خيراً من المسعى التركي القطري، أرى لزاماً عليّ ومن موقعي وموقع الحزب الذي رفض الأحلاف الخارجية مروراً بمواجهة حلف بغداد في العام 1958، ومواجهة اسرائيل وإسقاط اتفاق 17 أيار إلى معركة سوق الغرب الأولى التي فتحت بوابة العبور الى اتفاق الطائف برعاية سوريا والسعودية الذي يحدد بوضوح أن أمن لبنان من أمن سوريا محدداً المصالح الاستراتيجية لسوريا في لبنان ويحسم هوية لبنان العربية ويحدد العدو من الصديق، أعلن الموقف المناسب لمواجهة هذه المرحلة مؤكداً ثبات الحزب الى جانب المقاومة وسوريا آملاً ان تأخذ اللعبة الديمقراطية مداها بعيدا عن الاصطفافات المذهبية والطائفية وأن نبقى متمسكين بالحوار والاحتكام الى الدستور مؤكدين ما أعلنه الرئيس عد الحريري امس وفق المنطق الديمقراطي الذي تتميز به الحياة السياسية اللبنانية لأن اللجوء الى الشارع من هنا وهناك يزيد التشنج ولا يخدم القضية الأساسية في الحفاظ على انجازات المقاومة.

ـ وآخذين أيضًا بالاعتبار طموح اللبنانيين بدولة مستقرة آمنة، ورافضين كل محاولات التشهير والازدراء ومن أي جهة اتت، منبّهين مسبقاً من الممارسات الكيدية التي اعتُمدت سابقاً وسبّبت انقسامات كبيرة وكانت نتائجها كارثية ومدمرة، فإن أي قهر او قهر مضاد، هو مخالف لأعراف التوافق والتقاليد اللبنانية، وإن أي محاولة إلغاء من طرف لطرف آخر مغامرة مستحيلة لا تولد إلا الانقسام والتشرذم، فمن الأفضل إفساح المجال كي تتطور الأمور بشكل هادئ، وأقول للتاريخ ولكي لا أتحمّل أكثر من طاقتي واحتراماً للتقاليد وللأعراف، ولأن موقفي في الوسط كان للتواصل مع بقية الاطراف ولأن إجهاض المبادرة كان من قوى سمّيناها سابقًا، كان سبب موقفي هذا الذي آمل أن يشكل فرصة لاستعادة الهدوء والحوار على اساس المبادرة العربية.

ـ ملاحظة أخيرة كتبتها على عجالة: قال بالأمس الرئيس الحريري إنه معرض للاغتيال السياسي، أرفض هذا الكلام، ما من احد في لبنان ليلغي الآخر، وقال أحدهم في المعارضة إن “ما قبل القرار الاتهامي شيء وما بعده شيء آخر”، وأيضاً أرفض هذا الكلام لأن القرار الظنّي عُرف بحيثياته التفصيلية من قبل ديرشبيغل وأجمعنا على رفضه جميعاً.

ـ أتوجه بالشكر إلى الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لجهودهم ومحاولة معالجة الازمة السياسية في لبنان، وأنوّه بالجهد الجبار للرئيس ميشال سليمان الذي سعينا وإياه حتى اللحظات الأخيرة للتوصل الى تسوية لكن ما سبق وذكرنا حال دون ذلك.