دعا رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، آية الله هاشمي رفسنجاني، إلى عودة السلطة للشعب وتصحيح مسار السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مذكرا بأن بلاده ليست في حرب مع إسرائيل إلا أنه أكد “لو حارب العرب إسرائيل سنقف معهم”.
وجاءت هذه التصريحات في لقاء جمع رفسنجاني بـ300 شخصية سياسية وطلابية وإعلامية من أعضاء حملة تدعوه للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونقل موقع “كلمة” الإصلاحي ما نشر على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل بعض الذين حضروا خطاب رفسنجاني، حيث خاطب نظام الجمهورية الإسلامية متذمرا من الأوضاع، وأكد أنه “لا يمكن استمرار الوضع الراهن”.
وتؤكد تقارير متطابقة أن بعض المشاركين في هذه الجلسة وخلافا لتحذير السلطات الأمنية أشاروا إلى زعيم المعارضة مير حسين موسوي الذي يخضع للإقامة الجبرية منذ عامين، وصفق الحضور كلما تكرر اسمه.
ودعا رفسنجاني النشطاء السياسيين للاستمرار في دعوة الرئيس السابق الإصلاحي محمد خاتمي لترشيح نفسه، بغية خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ونصحهم بأن لا ييأسوا .
يذكر أن الأنباء حول احتمال ترشيح محمد خاتمي للانتخابات الرئاسية المقبلة متضاربة، حيث يتوقع البعض أن يمتنع مجلس صيانة الدستور عن تأييد أهلية خاتمي، حيث يتم تعيين الفقهاء الأعضاء في هذا المجلس من قبل الولي الفقيه، وهو مرشد النظام علي خامنئي الذي له موقف متشدد من الإصلاحيين.

رفسنجاني
وذكرت وكالة مهر للأنباء شبه الرسمية التي نقلت جانباً من تصريحات رفسنجاني أنه لا ضرورة لكي يرسخ نفسه مبينا أنه لو تم “السماح للأشخاص الذين يتمتعون بالأهلية القانونية أن يرشحوا أنفسهم والقبول بنتائج التصويت مهما كانت، والحد من التدخلات، فستنزل الجماهير إلى الساحة، ويتم إيجاد حل للأزمات الاقتصادية والسياسية للبلاد بدعم من الجماهير”.
نقد السياسة الخارجية
وفي خضم الحديث حول السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية دعا رفسنجاني إلى التحلي بالعقلانية والاعتدال على هذا الصعيد، قائلا: “لو وثق العالم كما حدث في نهاية الحرب (العراقية الإيرانية) بأننا لسنا طالبي حرب وأن يتم وضع حد للخطابات التحريضية التي تطلق في الداخل حينها يمكن إيجاد حل من خلال الجلوس خلف طاولة المفاوضات مع الاحتفاظ بالمصالح الوطنية .”
يذكر أن إيران تواجه سلسلة من العقوبات فرضها مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب ملفها النووي، حيث يتهمها المجتمع الدولي بالسعي لإنتاج أسلحة نووية من وراء أنشطتها النووية التي تؤكد طهران دائما بأنها سلمية .
وهذه العقوبات أوجدت أزمة اقتصادية عصفت بالحياة اليومية والظروف المعيشية للمواطنين.
لسنا في حرب مع إسرائيل
وحول العلاقة مع إسرائيل وحرب التصريحات، قال هاشمي رفسنجاني “نحن لا نريد الحرب مع إسرائيل، ولكن لو حارب العرب فنساعدهم” مؤكدا أنه خلال الحرب (العراقية الإيرانية) اقترح قبول قرار وقف إطلاق النار، وأشار “لو لم نوافق على ذلك القرار لأقدم العراق على ضرب تبريز وأصفهان وطهران بالكيماوي بواسطة الطائرات التي كان استأجرها من فرنسا وروسيا”.
إيران تجتاز مرحلة خطرة
هذا ووصف هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام بأن البلاد تجتاز مرحلة خطرة، مشددا على أنه قبل عامين تحدث حول هذا الأمر ولكن وسائل إعلام سيئة السمعة ثارت حفيظتها لاستخدامه كلمة “خطرة” ولكن لدي إثباتات حول خطورة الوضع .
وبعد أن انتقد حكومة الرئيس أحمدي نجاد التي حظيت خلال السنوات الماضية بتأييد مطلق من قبل مرشد النظام قبل أن يختلف معه مؤخرا، قال “لو كانوا أخذوا بوجهة نظري منذ البداية لما وصلنا لوضع سيئ في عام 2009 ، حيث كانت الأمور واضحة، لأن أحمدي نجاد كان محافظا معينا من قبلي، وكان قائمقام من قبلي على مدينة خوي وحاكم بلدة ماكو، وكنت أعرفه جيدا فهو كان يحاول تشويه سمعة العناصر الثورية وإبعادها عن الساحة، واليوم صارت سياسة البلاد ارتجالية وبلا تخطيط .

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *