إسرائيل الخبيرة بإشعال الحرائق، لا بإطفائها، طلبت النجدة أمس من شركة أميركية تملك طائرة عملاقة، هي الوحيدة القادرة على إنقاذها من حريق جهنمي النوع، شب فيها منذ 4 أيام ولا يزال يستعر وينتشر، لأنها الأكبر في العالم بالإخماد ليلاً نهاراً بلا توقف، إلى درجة أنها تقذف البؤر المشتعلة بأكثر من 74 طناً من المياه تلقيها منتشرة مرة واحدة من الجو بسرعة نزول زخات المطر، أي 9 أمتار بالثانية كمعدل.

إسرائيل التي اكتوت في 2010 بأكبر حريق عرفه الشرق الأوسط بالعصر الحديث، تأمل أن تخمد لها الطائرة بؤراً نارية انتشرت في محيط مدينة حيفا بشكل خاص، وأجلت بسببها 60 ألفاً من منازلهم في 11 حياً سكنياً، واستدعت 200 جندي مدرب على الإطفاء، مع طائرات للإخماد ساعدتها بها 5 دول، إلا أن الحرائق استمرت بالاستفحال، فاضطر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لما لم يجد حلاً سواه: أن يطلب من شركة Global SuperTanker الأميركية، إرسال الطائرة Boeing-747 Supertanker المعتبر هيكلها أعرض ما يطير في الجو بالعالم.

نقلت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، قوله أمس في مؤتمر صحافي، إن الطائرات المكافحة حالياً حريق إسرائيل الهائل “ليست مخصصة للعمل ليلاً، وهناك واحدة فقط يسمونها Supertanker لديها هذه الإمكانية، لذلك طلبناها، وستحتاج إلى 24 ساعة للوصول” في إشارة إلى أنها قد تبدأ السبت بالمكافحة عبر طاقم من 6 أفراد متخصصين، سترسلهم الشركة معها، منهم 3 للمكافحة نهاراً ومثلهم ليلاً، لحصر الحريق وكبح استفحاله ومنعه من الانتشار.
أخمدت نيراناً شمل انتشارها 1570 كيلومتراً مربعاً

وبإمكان Supertanker حمل 74200 ليتر من المياه، أو من رغوة المخمّدات الكيميائية للنار، والتحليق بلا توقف مسافة 6400 كيلومتر، ثم إلقاء حمولتها على المنطقة المشتعلة، كما المطر تماماً، وفق خبر نشرته العام الماضي صحيفة The Gazette في كولورادو، وفيه أن الطائرة كانت لشركة Evergreen الأميركية، وبعد إفلاسها خلفتها شركة Global SuperTanker في مدينة “كولورادو سبرينغس” بملكيتها وتشغيلها، والموقعة عقداً مع “خدمة الغابات” الأميركية، لاستخدامها في كل مرة يشب فيها حريق أميركي كالمستعرة ناره حالياً بإسرائيل، حيث بإمكانها إلقاء 8 حمولات مائية في اليوم الواحد للجم النار وتضييق الخناق عليها.

وفي “السيرة الذاتية” للطائرة أيضاً، وهي متوافرة “أونلاين” بمواقع ولغات عدة، أن في “بطن” هيكلها 4 فتحات يخرج منها الماء الذي يدفعه نظام سحب فيها إلى الخارج، ليتم إسقاطه على مدى انتشار الحريق، لا دفعة واحدة كما بطائرات المكافحة الصغيرة، أو إسقاطه حول النار المشتعلة لمنعها من الانتشار، وهو ما نراه في فيديو ، وفيه يظهر هيكل الطائرة من الداخل، كما والمستوعبات الضخمة للماء أو المخمّدات الكيميائية للنار.

وسبق أن جاؤوا في 2010 بالطائرة إلى إسرائيل لتكافح حرائق هائلة شبت بيناير ذلك العام في غابات جبل الكرمل، قرب حيفا أيضاً، وافتعلها غلام إسرائيلي عمره 14 سنة، فقتل بفعلته 44 شخصاً، معظمهم عسكريون، من سجّاني وحراس سجن “الدامون” الإسرائيلي، إلا أن Supertanker المعتقد أن ثمنها أكثر من 80 مليون دولار، لم تشارك بالمكافحة، لأن أمطاراً هبطت وكانت كفيلة بإطفاء البؤر وإخماد الحريق. كما تم استخدامها في 2011 بإخماد نيران شمل انتشارها 1570 كيلومتراً مربعاً، وسمو حريقها Wallow Fire بولاية أريزونا، ولولاها لراح ضعف تلك المساحة طعماً للنار.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. ما أحقر هذا العالم !

    طائرات تحلق في سماء اسرائيل ؛
    لتطفئ نارها ..

    وطائرات تحلق في سماء سوريا ؛
    لتشعل نارها !

    دعواتكم للمسلمين ..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *