بات وزير الخارجية الأميركي، ريكس #تيلرسون، يشعر بالإحباط وخيبة الأمل من الرئيس دونالد ترمب، ويفكر بالاستقالة مع نهاية العام.

كان هذا ما نقله تلفزيون “سي أن أن” عن أصدقاء لتيلرسلون، الذي يبلغ الخامسة والستين من العمر. وأشار معارف الوزير إلى مقابلة قام بها الرئيس ترمب أخيراً قال فيها إنه ما كان ليعين وزير العدل جيف سيشنز لو علم أن سيشنز سينحي نفسه من التحقيق بشأن روسيا.

ويعتقد تيلرسون أن موقف #ترمب هذا غير مهني، الأمر الذي زاد من ميله تجاه الاستقالة بحسب “سي أن أن”، ودفع مراقبين إلى الانتظار إلى لحظة “ريكسيت” (خروج ريكس) من وزارة الخارجية.‬

في المقابل، نفت المتحدثة باسم الخارجية، هيثير ناورت، الخبر، قائلة إن “وزير الخارجية كان واضحاً جداً. هو يريد أن يبقى في الوزارة وهناك الكثير من الأعمال التي يجب إنجازها وهو منخرط في هذه الأعمال”.

هذا في الوقت الذي تتوقع فيه استقالة – في أي لحظة – لوزير العدل سيشنز، بعد أن قال مدير الاتصالات في البيت الأبيض إن الرئيس لا يريد بقاءه في فريق إدارته، وبعد تغريده كتب فيها ترمب الثلاثاء أن سيشنز ضعيف في موقفه تجاه المرشحة السابقة هيلاري كلينتون وقضية بريدها الإلكتروني.‬

وربما كانت مقابلة ترمب هذه الشعرة التي قسمت ظهر البعير لتيلرسون، لكن مشاكل تيلرسون مع ترمب، أو بالأحرى وزارة الخارجية مع البيت الأبيض، لا تنبع من تصريحات ترمب المثيرة للجدل وغير المسبوقة عن وزير عينه بنفسه.

يقول أليكس فاتانكا، وهو باحث في معهد الشرق الأوسط إن “تيلرسون هو قبطان سفينة مهمشة بدأ طاقمها يغادر شيئاً فشيئاً”، فجميع الملفات المهمة، من إيران إلى السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى محاربة تنظيم داعش، مركز قرارها هو البيت الأبيض وليس وزارة الخارجية. فتيلرسون مهمش على الساحة الدولية وفي واشنطن.‬

ورغم أن تيلرسون وترمب يعتقدان معاً أن ميزانية وزارة الخارجية وثقلها البيروقراطي بحاجة إلى تقويض، إلا أن اختلافات سياسية بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية حول قضايا محورية في الشرق الأوسط زادت من امتعاض مدير أكسون موبيل السابق. فتيلرسون دعا الولايات المتحدة إلى التزام الحياد في الأزمة القطرية، قائلاً “ندعو المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى تخفيف الحصار على قطر، فهناك عواقب إنسانية للحصار” رغم أنها مقاطعة وليست حصاراً، بينما قام ترمب – بعد ساعات – بإصدار موقف مخالف ودعم #السعودية بقوة قائلاً إن خطوات السعودية “صعبة ولكن ضرورية”. وأوضح مسؤولون لاحقاً أن الخلاف بين الرجلين هو في اللهجة وليس السياسة.

آخرون اختلفوا مع هذا التشخيص. فهاردن لانج، وهو باحث في مركز التقدم الأميركي يقول “من الواضح أن تيلرسون تفاجأ من موقف ترمب ولم يكن من المعجبين بالتصعيد وحاول أن يحل الأزمة ولم يسمح له. لكن في نهاية الأمر، اضطر تيلرسون إلى الخوض في تفاصيل القضية”. مراقب آخر يقول إن “تيلرسون يضطر إلى أن ينظف وراء البيت الأبيض، ووراء تغريدات الرئيس غير المدروسة”، وفق تعبيره.

أما في القضية الإيرانية فيشرف تيلرسون على وزارة خارجية يعمل فيها الكثير من الأشخاص الذين ساعدوا في التوصل إلى الاتفاق النووي، والذين يعتقدون أنه إنجاز يستحق العمل به. يقول فاتانكا “بينما البيت الأبيض مليء بموالين سياسيين لترمب ليس لديهم خبرة في الموضوع الإيراني، ويريدون أن ينتقموا من إيران بسبب تصرفاتها في العراق والشرق الأوسط”.

تيلرسون أيضاً عارض موقف الرئيس من #اتفاقية_باريس حول المناخ، والتي انسحبت الولايات المتحدة منها رغم معارضة تيلرسون.‬
‫‬
مصدر في وزارة الخارجية يشير إلى شعور عام بالإحباط بين الموظفين والدبلوماسيين، وأن العاملين هناك لا يمكنهم أن يعتمدوا على تيلرسون لحماية وظائفهم أو الدفاع عنهم من التخفيضات في ميزانية الوزارة.

ويتضح تحكم البيت الأبيض بكبار وصغار القرارات في وزارة الخارجية، من معارضة الرئيس لنية تيلرسون تعيين إليوت أبرامز نائباً له، بسبب معارضة أبرامز- وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن الوطني ووزارة الدفاع – لترمب عندما كان مرشحاً.

وإن غادر تيلرسون فستكون استقالته واحدة من بين سلسلة تغيرات في فريق الرئيس: المتحدث باسم #البيت_الأبيض شون سبايسر الذي استقال بعد معارضته لتعيين الرئيس لانثوني سكاراموتشي مديراً لاتصالات البيت الأبيض، بينما وزير العدل سيشنز قال إنه سيبقى في وظيفته “ما دام الأمر مناسبا”، رغم التوقعات بأن سيشنز سيستقيل قريباً. أما فريق ترمب القانوني الذي ينصب جل اهتمامه في الدفاع عن الرئيس في التحقيق حول الدور الروسي في الانتخابات، فحصل تغيير في هرمه الإداري.‬

وفي أحدث تصريح رسمي حول وزير العدل، أعلن مدير الإعلام في البيت الأبيض أنطونيو سكاراموتشي الثلاثاء أن قراراً “وشيكاً” سيصدر في شأن مصير وزير العدل الأميركي. وقال سكاراموتشي رداً على سؤال حول تصاعد التوتر بين الرئيس الجمهوري ووزيره، “سنصل قريباً إلى حل، هناك مشكلة واضحة”.

وكان تيلرسون قد قال في مقابلة في ربيع هذا العام إنه كان يريد التقاعد من أكسون موبيل وقضاء وقته مع أحفاده، لكن زوجته أقنعته بقبول منصب وزير الخارجية.‬

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *