لفترة طويلة كانت قصة اللقلق الذي يحمل في فمه قماطا يحتوي طفلا لينزلق به عبر المدخنة إلى داخل البيت هي أكثر القصص رواجا في أوروبا لكيفية إنجاب الأولاد ! لقد كانت تلك القصة مجرد محاولة بسيطة للإجابة على أسئلة الأطفال عن كيفية إنجابهم . لقد تطورت الثقافة الجنسية في أوروبا تطورا كبيرا نتيجة الوعي الكبير لأهمية الحياة الجنسية كإحدى أهم الحاجات الأساسية للإنسان ، أما المجتمعات الشرقية عموما فلا يزال الحديث عن الجنس فيها بمثابة ” العيب ” أو” قلة الأدب ” وهو ما ينعكس على سلوك الكثير من المراهقين الذين يجدون الأبواب مغلقة بوجوههم للاستفسار بشكل علمي وصحيح عن المسائل الجنسيةjeeenn التي تعنيهم وتخصهم في مثل هذا العمر ، فهنالك خطورة كبيرة تكمن في ترك المراهقين يواجهون لحظة البلوغ بمفردهم ودون أي فكرة عن التغييرات الجسدية والنفسية التي ترافقهم مع سن البلوغ مما يوقع المراهقين بالكثير من السلوكيات الخاطئة والتي قد لا تحمد عقباها نتيجة غياب الثقافة والمصارحة الجنسية الواعية والمسؤولة عنهم ؟ وقد يتزوج كلا من الشاب والفتاة وهما لا يعرفان بعد أصول الحياة الجنسية السليمة نتيجة غياب الثقافة الجنسية عنهما مما يوقعهما في الكثير من المشاكل التي قد تؤدي في أحيان كثيرة إلى الطلاق أو للأسف إلى سلوك طريق ” الخيانة الزوجية ” وهي أمور كان من الممكن حلها وتجاوزها والتغلب عليها فيما لو كان الزوجين يتمتعان بالثقافة الجنسية الصحيحة .

إن التربية الجنسية ضرورية لصقل شخصية الشاب والفتاة وتهرب الأهل أو شعورهم بالحرج من الإجابة عن الأسئلة التي قد تطرح عليهم قد يدفع الأولاد لسوك طريق ” الأصدقاء ” للحصول على أجوبة لاستفساراتهم بما يشكل ذلك من خطورة نتيجة العديد من المفاهيم الخاطئة التي قد يحملها أولئك الأصدقاء والتي لا تتوافق في أحيان كثيرة مع المفاهيم العلمية الصحيحة ، أما على مستوى الكتب والمؤلفات الجنسية العلمية فتبدو مرجعيتها بين الشباب قليلة نوعا ما وتميل الكفة عمليا لصالح الكتب الرخيصة التي تنتشر في مكتبات ” الأرصفة ” أو الكراجات والتي تخاطب الجيب أولا والغريزة ثانيا .
يقول السيد ” أ . م ” وهو معلم : ” أن ثقافتي الجنسية مصدرها الأصدقاء فهم كانوا الملجأ فيما أود أن اعرفه ، بالطبع ساعدني منهاج العلوم في الثانوية العامة نوعا ما في هذا الخصوص ”
وأكد أنه لم يسبق له أن أقرأ أي كتاب يتعلق بالجنس قبل أو بعد الزواج وقال : ” أنه لم يجر أي حديث مع والده بهذا الخصوص نتيجة الحرج كما أنه لا يعتقد انه بإمكانه إجراء مثل هذا الحوار مع ولده مستقبلا وأنه ضد تدريس الثقافة الجنسية في المدارس خوفا مما قد تحدثه من فوضى نتيجة طبيعة مجتمعنا المحافظ “large_5568
أما الآنسة ” ن . غ ” وتعمل سكرتيرة فقالت أنها تشعر بالحرج الشديد بالذهاب إلى أي مكتبة لطلب كتاب يعالج الأمور الجنسية ، وثقافتها الجنسية محصورة بما تتلقاه من صديقاتها مؤكدة في الوقت ذاته أنها” لن تتوانى عن تعليم ابنتها مستقبلا ما تحتاجه كونها لا تثق بثقافة الشارع ” وهي تؤيد تدريس الثقافة الجنسية في المناهج التعليمية في مراحل معينة وبطريقة مدروسة كون الثقافة الجنسية ” مثلها مثل أي من العلوم ولكنها أكثر ارتباطا بحياة الإنسان ”
أما الآنسة ” ر . خ ” فتقول معظم ما أتلقاه مصدره صديقاتي ” ، لا اسأل أي سؤال يتعلق بالجنس وإنما يأتي ذلك من ضمن حوار عام ، اشعر بالإحراج من السؤال ، السؤال عن الجنس ما زال عيبا وأمرا غير مقبول ” وتضيف قائلة ” الثقافة الجنسية في عمر معين مهمة ، و أنا مع تدريسها في المناهج التعليمية ، يجب أن يتعلم الإنسان بالطريقة الصحيحة ، أتذكر في الشهادة الإعدادية أن الآنسة لم تعطينا الدرس المتعلق بالتكاثر عند الإنسان لأنه لم يكن لديها الجرأة لذلك ” وعن ثقافة ” الشارع ” تقول ؟ أنها لا تثق بها وهنا تنحي باللائمة على الأهل ” المبادرة يجب أن تكون من جانب الأهل وهم يجب أن يكونوا المبادرين لكسر الحواجز مع أبنائهم ” وأكدت أنها ستتسلح بالقدرة على تعليم أبنائها مستقبلا ما ينفعهم ولن تشعر بالحرج من ذلك أبدا .
أما المحامي ” م . م ” فلقد كان متحفظا في الإجابة لدرجة كبيرة معتبرا أن الإنسان في مرحلة معينة سيتعلم بنفسه ما يحتاج إليه ؟
ما عاينته من خلال هذا التحقيق كان أمرا غير متوقعا على الأقل بالنسبة لي حيث بدا الشباب الأكثر تحفظا من الفتيات في الإجابة أو في أفق الحوار إذ كن أكثر انفتاحا لجهة الثقة بأنفسهن وأسرتهن فيما بدا الشباب محجمون ومترددون ؟
تقول الآنسة ” ي .م ” وهي موظفة : معظم اطلاعي على الأمور المتعلقة بالثقافة الجنسية يكون من خلال بعض المجلات الطبية كمجلة طبيبك ، أما فيما يتعلق بالأمور الأخرى فأجد حرجا كبيرا حتى في سؤال صديقاتي عنها ، أما الحوار في هذه الأمور مع الوالدة فهو معدوم بسبب تلك النظرة الشرقية المتأصلة فينا والتي ما تزال تعتبر مثل هذه الأمور داخلة في نطاق العيب والحرام ! وعن رأيها في تضمين المناهج الدراسية في مرحلة معينة بعض الأمور المتعلقة بالثقافة الجنسية فأكدت أنها تؤيد ذلك ضمن ضوابط علمية مدروسة ، كما أكدت أنها لن تجد حرجا في تثقيف أبناءها مستقبلا بما قد يحتاجونه نظرا لأن البديل عن ذلك قد يكون الشارع بما يحمله من أفكار خاطئة وخطيرة أحيانا”
ويذهب الأستاذ ” إ . ر ” وهو موظف إلى اعتبار أن الجنس ما زال بمثابة التابو الذي لا يجوز الاقتراب منه والمجتمع هو من يدفع ثمن مفاهيمه الخاطئة لهذه الأمور التي لا يجب الاستهانة بها مطلقا ، ويتساءل ” لماذا علينا دفن رؤوسنا بالرمال ؟ الثقافة الجنسية يحتاجها كل فرد منا فلنتعلمها بطريقة سوية وأخلاقية وتتوافق مع القيم الدينية بدلا من ” الأفلام ” التي تتناقلها أجهزة الخليوي ”
أما المحامية ” ف . ت ” فتعتبر أن “هنالك تقصير كبير من جانب الأهل وخاصة في هذه المواضيع فهنالك أمور كثيرة قد تحتاج الفتاة لمعرفتها ولا سيما في مراحل البلوغ الأولى حيث تترك الفتاة تتخبط حائرة لا تدري ماذا تفعل ، لذلك فإنني سأحرص على تعليم ابنتي الأمور الأساسية التي قد تحتاجها ، كما أنني أحبذ تضمين المناهج الدراسية في مرحلة معينة بعض المعلومات المهمة طبعا بطريقة عليمة مدروسة بعيدة عن الإثارة ”
رغم التطور التي تشهده البلاد العربية والإسلامية عموما إلا أنها تنتفض بشدة أمام أية محاولة لتغيير بعض المفاهيم السائدة فيها نظرا لارتباط ذلك بمفهوم العيب والحرام في الوقت الذي تزخر فيه الكتب الفقهية بالتفاصيل الدقيقة للأحكام الشرعية ولا سيما المتعلقة بأحكام الطهارة والصلاة والصيام بما يتضمن ذلك من تغيير في الأحكام حسب المراحل التي يمر بها الإنسان . إن عالم الأسرار والغموض هو الباب الأوسع الذي تتسلل منه المفاهيم والممارسات الخاطئة ومن هنا تبدو أهمية التسلح بالثقافة العلمية كونها الأداة الأنسب للحفاظ على الاستقرار النفسي والعائلي اللذان هما عماد النجاح في الحياة .

هل الإنسان في مرحلة معينة سيتعلم بنفسه ما يحتاج إليه ؟

ما رأيك؟

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. أنا أوافق على كل شئ يصلح من أحوال الإنسان ويرتقى به إلى عليا المراتب الآدمية وأحترم العلم بكل أنواعه مادام لا يتجرأ على تعاليم الله…. ولكن….
    هل الثقافة الجنسية كما يقال بالشرق والدول الإسلامية شئ عيب وحرام؟؟؟
    والله العيب والحرام هو أن نترك بنات وشباب المسلمين للمواقع والقنوات والكتب الهابطة والإباحية ورفقاء السوء التى تلعب بالغرائز والشهوات فضلا عن العلم والتثقيف…
    إن افتقاد تلك الثقافة على أسس دينية وعلمية دفع الشباب والفتيات إلى البحث عنها بطريق خطأ , مما أدى إلى تفشى الرذيلة وخراب البيوت…
    أنا أوافق تمام الموافقة على التثقيف الجنسى على أن يكون فى عمر معين وعلى يد أناس متخصصون , ومع ذلك التثقيف دعوة إلى مقاطعة كل ما هو إباحى وحرام حتى لا نشوه الفطرة التى فطر الله الناس عليها…
    لقد رأينا بالمستشفيات مهاذل بسبب جهل الناس بتلك الأمور لذا نحتاج إلى وقفة مع أنفسنا.
    إننا أمة نحتاج إلى العلم والثقافة حتى نبنى بيوتا صالحة ونكون أمة فوق كل الأمم…
    وما علمنا أن العلم بالإسلام حرام…الموضوع فقط يحتاج إلى من يتولاه بجدية…

  2. انا اوفقكي اراي يا دكتوره ذا فعلا ما نحتاج اليه في مجتمعاتنا العربيه ز لا حرج في الدين ولا العلم لولا الدين لما كنا فهمنا اي شيء عن الدينا وامرنا الدين بلعلم لتوضيح كافه المعلمومات وتثقيف اانفسنا هناك حوادث اجتمعيه كثيره تحصل في مجتمعاتنا بسب الجهل في العلم وهناك مئات من الاطفال يتربون في دور الايتام بسبب الجهل الام ومن ثم الاب .لماذا عندما نرى الطفل او الطفله تقراه شيء عن الثقافه الجنسيه تتعرض لضرب من اهلها والشتائم زلقد حان الوقت لنتعلم امور كل شيء في اطار الدين والعلم لكي نرتفع ونتعلم وتكون حياه الاجتماعيه للناس سعيده هل تعرفون انه هناك متزوجين لحد الان لا يعرفون ما معنى الجنس وهناك مئات النساء لا تتصرون النسبه لا تعرف ماهي متعه الجنسيه وكيف تصل اليه مع زوجها الذي هو حلالها وذلك ايضا بسبب جهل الزوج لو كانت كل هل الامور تحل لوصلت العوائل لنتائج ملسموسه وايجابيه ولكن مع الاسف نبقى نقول وعيب وحرام وهاتيين الكلمتين لا وجود لهما لا في الدين ولا العلم وانا هي عادات وتقاليد تربوا عليه بالخطا والسبب الجهل وياريت لو نحاول نطلب العلم اين ماكان او نتعلم امور الدين ونفسرها ونتعلم وشكرا

  3. لانه عندما ناتي ونسال الفتاه او الرجل عن الجنس يقول لماذا تتكلمين عن هذا الموضع ويتعصب وعلى الرغم ان اكثيره البيوت تبدا مشاكلهااا من هذا الموضوع لانه يعتبرمن امور الضروريه في الحياه لراحه البشر وبدات المره تفهمه كشيء متعب في مجتمعنا العربي اتمنى كما قالت الدتكوره يكون هناك نضج وتعليم في يبدا من عمر معين

  4. أنا برأي التوعية الجنسية تبدأ من البيت ومن طرف الأم مابذكر مرة سألت أمي سؤال وقالتلي هي خطوط حمرا ممنوع الإقتراب منها كنت لما شوف صديقاتي بالمدرسة بيتهامسوا مع بعضهم وبيحكوا احيانا اشياء ماكنت افهمها ارجع للبيت وأسأل أمي تشرحلي حسب عمري وسني وقدرتي على الإستيعاب وكانت دايما تشرحلي من منطلق الدين لذلك مابلاقي حالي غشيمة وكتير ها الشرح والتوعية ساعدوني لحافظ على نفسي لأن كل درس كنت اخده من أمي كانت مقدمته الغاية من هذا الدرس هو للمحافظة على الأمانة التي بين يديك لأنني ووالدك لسنا معك في كل الأوقات ولن يستطيع أحد حمايتك الا نفسك
    الحمد لله أن الله خلقنا مسلمين الإسلام وتعاليمه بينور طريق الإنسان وبنفس الوقت مريحنا من ملاحقة المحليين والدارسين الأجانب لأنو لأي سؤال بيخطر على بالنا نجد اجابته من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

  5. تعليق الاخت نور ممتاز جدا و لخص الموضوع
    و اريد ان اضيف انه الافضل ان تجد الفتاة الرد على كل هذة الاسئلة من البيت لانها ان لم تجده فى البيت فسوف تبحث عنه خارج البيت

  6. هل الإنسان في مرحلة معينة سيتعلم بنفسه ما يحتاج إليه ؟

    YES, YES , ما يحتاج إليه When we need it to have kids .
    يحتاج إلي Education ,knowledge, be consciousfor our action or behiouver in life . improve our selfe , learn all the time the values the principle, we do not need to be an animal no, no no,
    We need to take care of our selfe to be a good people ,be a good exemple to others by action not talk…..
    people know all that but who take the action , only the people they kow how to control them self and listen to god .
    يحتاج إليه understand el kuran you can solve your problem and you will be a happy person now and later.
    يحتاج إليه learn to swimm it is very good for the health.
    يحتاج إليه learn how to cook and enjoy what you are doing .
    يحتاج إليه learn how to organize you room , your house,you own self.
    يحتاج إليه every think that make happy as a respensible human being for ever.BUT SEX make happy for a munite and you will never be satisfied and you can not be proud of you self .
    SEX for animal, for as to get 1 or 2 child if you can efford or it will be disaster for the sociaty.
    THAT is WHY we are saffiring in life becease we think in a animal level not using the brain to be ….. good luck

  7. الاسلام دين الحياء وهذه الثقافة غزو فكري لاغير وغير جائزة وعيب كبير لايجب القبول به

  8. الدنيا اذا اتعلمنا منها هيا بنفسها نحن الشباب فهذا اكبر غلط الدنيا تعلمنا الغلط واكبر الغلط بس الوالدان هم اللي يعدلون مفهوم الغلط والغلط نفسة بالاسلوب والحوار وممكن بالخوف اللوم والضرب كمان لان الدنيا هذه فساد وخراب ممكن تتعلم اللي تبغاه فنصيحتي انا الشب رامي الحذر ثم الحذر ثم الحذر لاني شب شفت في الدنيا هاي امور الله لايوريكم بس الحمد لله قدرت اطلع منها بكل جراة وانا من رايي الدنيا لاتعلمنا الا الخطا…

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *