لا يخفى على أحد أن الجميلة هيفاء وهبي إستغرقت وقتاً طويلاً لتقنع النقاد، والإعلام، والجمهور بنفسها كمغنية. وفي البدايات حار النقاد في تصنيفها فمنهم من كان يستكثر عليها لقب مغنية ويصر على وصفها بالإستعراضية، ومنهم من كان يستكثر عليها لقب إستعراضية لأن ما تقدمه لا يقع تحت خانة الإستعراض بمفهومه الصحيح، وبينما كان النقاد في أخذ ورد، وجذب وشد، ودفاع وهجوم، كان الجمهور مكتفياً بأنه يستمتع بمتابعة فنانة جميلة، لها شخصية جذابة، وكاريزما وحضور رائعين على المسرح.
هيفاء وجدت لها محط رجل فنياً في البداية بين جمهور الشباب لأنها قدمت الأغنية الإيقاعية التي تصلح للعب في أماكن السهر، والتي تأتي جودة الصوت فيها بالدرجة الأخيرة، لأنها تعتمد على الأداء الإيقاعي، ولا تحتاج لمقدرات صوتية عالية.
وهيفاء تمكنت من كسب محبة شريحة أوسع بخوضها تجربة تلفزيون الواقع من خلال برنامج الوادي، في الوقت الذي إعتقد كثر أن وجودها على الشاشة لأشهر سيحرقها ويتسبب بملل الجمهور منها، كانت هي تمنح الجمهور نظرة أقرب لهيفاء الإنسانة، وتسمح لهم بالتعلق بها إنسانياً، لتكسر الحاجز النفسي والعدائية بينها وبين الجمهور، اللذين خلفهما الهجوم الإعلامي الكثيف الذي واجهته في البدايات.
الزوبعة التي أثارتها هيفاء وهبي، والنجاح الذي فرضته بذكائها فرضاً على النقاد الذين إنقلبوا من مهاجمين قبل سنوات الى مادحين اليوم، لم تنته، فهي لا تزال مادة دسمة للجرائد والمجلات صفرات كانت أم بيضاء.
هيفاء إستغرقت سنوات لتقنع الناس بأحقيتها في الإستمرار كمغنية على الساحة، لكن “بيسة” لم تستغرق سوى مدة فيلم دكان شحاتة لتقنعنا بموهبتها كممثلة بارعة، وبذلك تكون “بيسة” قد تفوقت على “هيفاء”.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن لو لم تكن هيفاء وهبي هل كانت لتكون بيسة؟

ربما لا … وربما نعم … وربما الإجابة على هذا السؤال لم تعد مهمة، وإنما المهم أن تعرف هيفاء وهبي أن نقطة قوتها فنياً تكمن في التمثيل، وعليها التركيز فيه والتعامل مع هذا الموضوع بشكل جدي…
فهي إن كانت ربع أو نصف مقنعة بالنسبة للبعض كمغنية، بسبب إمكاناتها الصوتية المحدودة، إلا أنها مقنعة بنسبة 80% كممثلة في أول تجربة لها، ويمكنها إن ركزت في صقل وتطوير هذه الموهبة أن تصبح ممثلة ذات شأن كبير … لو شاءت…
بينما ستبقى تصنف في عالم الغناء مجرد ظاهرة أو حالة خاصة ( وهو الوصف الجديد الذي بات يستخدم اليوم بعد أن عجز النقاد عن إيجاد تسمية أخرى مناسبة لها).
“بيسة” في دكان شحاتة إمرأة رثة اللباس، عاشقة معذبة ومقموعة، مضروبة ومغتصبة تحت غطاء شرعي، هي عكس “هيفاء وهبي” في كل شيء، وهو أمر لم يتوقعه كثر.
أن تقدم هيفاء وهبي دوراً بهذا العمق وبهذا الإختلاف عن صورتها كمغنية، مسألة تنم عن ذكاء فني حاد، وتؤكد أنها إمرأة تعرف كيف تبني نجوميتها، وتحافظ على خط فني متصاعد، كلما شعرت بان لحظات الهبوط باتت قريبة.
وجاء هذا الدور ضربة للكثيرات من زميلاتها، ممن طرقن مجال التمثيل قادمات من عالم الغناء، فإستسهلن وسمحن للمخرجين والمنتجين بتقديمهن في إطار هامشي أو عادي.
هيفاء وهبي من خلال بيسة، ومن جديد، تلقن الوسط الفني درساً في النجاح، والإجتهاد، والمثابرة، والتفوق.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. النجمة هيفا ماقدمت بهذا الفيلم شخصية بيسة متل وصف الكاتب أمرأة بثياب رثة مقهورة ويلي تابع الفيلم راح يعرف ان هيفا قدمت شخصية هيفا نفسها هي ليست بيسة تلك الفتاة الصعيدية التي تعشق شاب صعيدي ولكنها تجبر على الزواج من أخيه تيابها كانت مكشوفة ولاتناسب بنت صعيدية ولاحتى غير صعيدية اي بنت مسلمة حتى لو لم تكن هذه البنت محجبة لا تستطيع ان تلبس ثياب مكشوفة بهذه الطريقة فكيف بها قادمة من الصعيد تتغنج وتتدلع وتتمايل على الجميع (حتى على أخيها في الفيلم لدرجة أن غير المتابع للفيلم يعتقد أنها تتغنج على شاب لتغريه) بثياب ابدا غير رثة ولكنها مكشوفة جدا ولنتوجه بسؤالنا الى الصعايدة هل بناتكم في الصعيد عندما يأتون الى القاهرة يلبسون ثيابا كهذه او من فتياتكم اللواتي أتين الى القاهرة بزمن اغتيال السادات(الفيلم يحكي عن تلك الحقبة) هل كنا يرتدين ثياب كما ارتدتها هيفا في الفيلم..؟

  2. بالرغم من احترامي لرأي الاخ كاتب التعليق السابق الا ان لي وجهة نظر بالافلام بصورة عامة ، الافلام لا يجب ان تصور الواقع كما هو ، ولو حدث هذا لاصبح الموضوع مملا ولن يحضر الفيلم احدا ، الافلام يجب ان يدخل فيها عالم الخيال وقليل من البهارات ، وبيسة كانت بهار الفيلم وصورت المشاهد حسب وؤية المخرج وتوجيهاته بكل دقة ، فاذا كان لنا اعتراض على طريقة تمثيل اي ممثل او على ما يلبس او غير ذلك من الامور فاننا يجب ان نتوجه باعتراضنا للمخرج وليس الممثل بكل الاحوال …

  3. تحية اخي توب انا بالحقيقة لا انتقض الفنانة هيفا لانها لاتهمني لاهي ولافنها ولكن انتقد القول بانها ادت دور مختلف عنها وهو دور الشخصية بيسة في الفيلم وهي شخصية كسيناريو مختلفة كليا عن هيفا اما كأداء في الفيلم فهي شخصية هيفا التي تتدلع وتتغنج لتنال الاعجاب

  4. شكرا اخي mohammad على فكرة انا سمي الاول على نفس اسمك ، وشكرا اختي مانويلا ومساء الخير للجميع …

  5. كلكو منفقين هيفاء مين دى كل واحد يقول هيفاء مش كويس واول ماتشوفه ده انتى فنانه كبيره كل شعب مصر منفقققققققققققققققققققققق والله العظيم خلى فى عقل شويه

  6. اولا يا لولو قبل ما تدي آراء زي الناس اتعلمي اللغة ،،، يقولون ( منافقين ) وليس ( منفقين ) فكلمة منفقين يعني صارفين آخر جنيه في جيبهم ,,, وبعدين انتي مين وايه ثقافتك وايه عقلك علشان تقولي لحاصلين على اعلى الشهادات ، خلي عندكم عقل ،،، انتي الظاهر انك محتاجة تربية ،، وبنت زغنونة لسة ،،، تعلمي ادب الحوار قبله وبعدين تعالي علقي هنا …

  7. انا ماشفت الفلم حتى احكم عليه انا معجة في هيفة المطربة حبت اجرب دورها في التمثيل نعطيها فرصة ما ننتقدها انتقاد هدام بل بناء. الممثل يحق له الغناء والتمثيل ازا وجد الموهبة ولا يهمك هيفا [email protected]

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *