من منا ينسى الأفغانية التي هزت الضمائر الحية حين ظهرت بأنفها المجدوع في صورة نشرتها لها مجلة “تايم” على الغلاف بأوائل أغسطس (آب) الماضي، وفيها بدت كفزاعة مخيفة اشمأزت لمنظرها العيون، الى درجة اتهموا معها المجلة بالسعي الى زيادة المبيعات عبر المتاجرة بالمآسي والدموع.

أثبتت “تايم” أنها بريئة من الشبهات كما ثبت ليلة أمس الاثنين 11-10-2010 حين عادت “بيبي عائشة” كما هو اسمها المستعار، وبفضل غلاف “تايم” الأميركية، للظهور ثانية أمام الضمائر التي تعاطفت معها بالقلوب وفي الوقت نفسه شهرت عليها سيوف الاشمئزاز لمنظرها المخيف، ولكن عودتها هذه المرة كانت مع أنف جديد بعد أن تم “ترميم” القديم، فبدت جميلة وفاتنة كما كانت في أفانستان.

ظهرت “بيبي عائشة” ليل الاثنين على شاشات محطات تلفزيونية أميركية عدة، واحدها التقطت لها صورا مع لاورا بوش، زوجة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش التي كتبت مقالا عنها الأسبوع الماضي في صحيفة” واشنطن بوست” وجهت عبره نداء “بضرورة الاهتمام لما يجري لنساء أفغانستان على أيدي الطالبان” وفق تعبيرها.

ولعائشة، وهي أمية لا تقرأ ولا تكتب وعمرها 19 سنة، قصة حزينة وطويلة، يمكن اختصارها من يوم هربت العام الماضي من مقاتل مع طالبان تزوجها وهي بعمر 12 سنة وأدمن بعدها على تعذيبها والتنكيل بها، كما المنتقم الدائم بلا سبب، فسعوا وراءها حتى أمسكوا بها وأعادوها ثانية الى بيت عائلته حيث كانت تقيم كخادمة تنام أحيانا في حظيرة الحيوانات، وحكمت محكمة قبلية تابعة لطالبان بقطع أنفها وأذنيها لهروبها من بيت الزوج، وخولته هو نفسه وأسرته بتنفيذ العقاب.

جروها الى تلة قريبة من البيت، وهناك أمسك بها شقيق زوجها منعا للانتفاض حين تنفيذ العقاب وهيأ الوضع باحكام للزوج، فأقبل عليها بسكين حاد أسرع به نحو أنفها وجدعه بالكامل، ثم لوى رأسها المضرج بالدم وهي تصرخ وتستغيث وهوى بالسكين على أذنها فقطعها، ثم قطع الثانية أيضا، ومن بعدها رموها في البرية وبجانبها الأنف والأذنان المقطوعتان وعاد أفراد العائلة وكأن شيئا لم يكن.

أكثر من 8 أشهر من الترميم والتجميل

هذا ما روته “التايم” وغيرها في ما بعد عما حدث لعائشة في قريتها الواقعة باقليم “أورزوغان” حيث لقبائل البشتون عادات وتقاليد هناك بعضها غريب ولا يصدقه أحد، ومنها واحدة تستهدف الزوج حين يشعر بالخجل من أفعال زوجته، فيعتبرونه كمن فقد أنفه، لذلك من الممكن أن تكون محكمة الطالبان مالت لاختراع هذا العقاب ارضاء للزوج الذي خولته بتنفيذه حفظا لكرامته كرجل بدأ يشعر بأنه أصبح بلا أنف لشدة جمال الفتاة لتي تزوجها غصبا عنها وراح يرى عيون الرجال “تبحلق” بها بجوع جسدي تتضور له الأعصاب، فرغب على ما يبدو افتعال ما يجعلها قبيحة بنظر الآخرين، وكان له ما أراد.

ومن التلة هربت “بيبي عائشة” الى بيت عمها تستصرخه أن يحملها الى مستشفى قريب، فرفض العم وأقفل في وجهها الباب، وجرت من مكان الى آخر حتى عثر عليها عمال للاغاثة وهي دامية، فنقلوها الى ملجأ “جمعية من أجل نساء أفغانستان” في كابل، وكانت شبه فاقدة النطق من صدمة ما حل بها، ثم عرضوها على أطباء عالجوها، وآخرين نفسيين، فتحسنت بعض الشيء مع الوقت، الى أن بدأوا يفكرون بنقلها الى الولايات المتحدة لاخضاعها لجراحة تجميل وترميم تعيد اليها أنفها وأذنيها، وهي عمليات معقدة تمت عبر زرع قطع من أجزاء أخرى من جسمها مكان المجدوعة من الأنف.

وكانت عائشة وصلت بأوائل الشهر الماضي الى ولاية كاليفورنيا بعد أن تبرعت أسرة أميركية باستضافتها طوال مدة العلاج، كما تبرعت مؤسسة “غروسمان بيرن” وهي خيرية ومقرها بلوس أنجلس، بتكاليف 8 أشهر من الترميم والتجميل للأنف المشوه جدعا في أفغانستان.

أما كيف تزوجها المقاتل مع طالبان غصبا، فقصته طويلة أيضا، واختصارها أنها كانت ثمنا لصلح قبائلي، لأن عمها قام بقتل أحد أفراد عائلة شاب كان يرغب بالزواج منها، ولحل المشكلة وفقا للتقاليد البشتونية فقد كان على والدها ارضاء عائلة الضحية بتلبية طلبها تقديم أعز ما لديه، وهما ابنتيه، فكان للعائلة ما أرادت، فأخذت العائلة الأختين وزوجت كلا منهما لفردين من أفرادها، وكان نصيب عائشة جادع الأنف الشهير، لكنها عادت جميلة كما كانت رغم أنفه وأكثر.

كمال قبيسي – العربية

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫23 تعليق

  1. كنت اتوقع اشوف اسم سراج …. اول تعليق

    اكيد كان راح يقول بربع حقها لانها كان لازم اطيع زوجها … او خانت زوجها يعني تحصيل حاصل تستاهل

  2. هي ليست القاعدة او الواقفة ،،، يعني الموضوع لا يخص اهل السنة ،،، هي لبعض المتخلفين الافغان الذين شوهوا الاسلام وسمعة المسلمين … وللعلم الافغان المتخلفين فيهم كثير من اهل الشيعة ويعملون هناك افظع من هذا في بناتهم ….

  3. الإسلام بريء من هذه الأفعال لا القرآن و لا السنة يأمران بهذه الأفعال ولم نعهدها أبدا في عصر الرسول (صلى لله عليه وسلم ) والصحابة.

  4. لايعلم الحقيقه سوى الله
    .
    أنا وأنتم ..فقط نقرأ ما يكتب …. فهل نملك اليقين أنهم يقولوا الحق
    هل نحن كنا متواجدين وقت الحادث …
    لا أنا ولا أنتم ولاهم …..

    قصة بها كل الأحتمالات ….ولكن الأكيد إنها فرصه رائعه للنيل من طالبان ومن ثم من الجماعات الاسلاميه ومن ثم الأسلام

    هذا هو المغزى …

    قرأت ان طالبان وضحت القصه وإنهم ليسوا لهم علاقة بهذه الكذبه
    المراد بها تشويه صورتهم أمام العالم وتصويرهم إنهم وحوش ليس عندهم قلب …وإن هذا هو الاسلام

    إنها نوع من الحملة على الاسلام

    هذه الفتاة ( ممكن أن تخرج وتقول ما يملى عليها ) إن كانت سوف تحصل على مال وعلى عملية تجميل وشهره

    إذن كل الأحتمالات موجوده

    ولكن الأحتمال الأكيد …جميع الجماعات الاسلاميه هي أقرب الناس الى الله
    تعبده على حق ويقين وتخشى عقاب الله بقلب المؤمن المحب لله وللناس جميعا …ومن عرف الله …لايمكن أن يظلم الناس بل يحبهم ويسعى أن ينقذهم من العذاب في الأخرة والوقوع في المعصيه

    من لايفهم ويتقبل كلامي ويدخل قلبه ..فهو من أصحاب القلوب المريضه

  5. هذه الافعال هي عادات فقط
    مثل ما هناك عادات سيئة في كل بلد
    فماذا تتوقعو ان تكون عادات هذه الدول الفقيرة المتخلفه
    عادات وتقاليد
    تافهه بعيدة كل البعد عن الدين
    الحمد لله ديننا كرم المرأة واعزها
    فهاشروهن بالمعروف وا سرحوهن باحسان
    ارجو العلم بانها فقط (عادات) وليست من الدين

  6. والله ما استبعد انه تكون في قبائل في طالبان في غاية التخلف والجهل وممكن يكون هذا الي حصل فعلا ففي هذه الايام اختلط الحابل بالنابل وهذا الجرم المريع لايمث للاسلام بصلة بتاتا !معقولة في بشر كدة؟؟!!!

  7. والله ما مريض نفسيا ودينيا الا من يتهم الناس الذين لا يتقبلون كلامه بانهم اصحاب قلوب مريضة وكأنه الله ( استغفر الله على هذا القول ) ويعلم ما في قلوب الناس !!!!

  8. الشرك بالله يكون عندما يضع احدهم نفسه او غيره في منزلة الاله ويتكلم على هذا الاساس ….

  9. الموضوع هو ان تنظيم القاعدة اتخذ من افغانستان مقرا له ومنهم من انتمى اليه من الافغان ومنهم من يمارس من لم ينتمي فمثلا في بلدنا يجندون شباب في عمر الزهور وبعمل غسيل مخ يؤثرون على معتقداتهم وتربيتهم في ان يفجرو انفسهم كإنتحاريين بين الناس ولهم الجنة ومن ثم ينسبون مافعلوه الى هذا التنظيم فأنا برأيي ان هذا التنظيم له اهداف معروفه ومحددة وبدت واضحه في 11سبتمبر ففي افغانستان قبائل متعصبة تقهر النساء وليس لها صلة بتنظيم او اسلام ولكن كما اسلف البعض سابقا عادات وتقاليد والاسلام بريئ منها

  10. مسا الخير للجميع بالاذن من الكل بس تعليق صغير عادة مابحب علق بحب بس اقرا الاراء بس اليوم ماقدرت اتحمل وحابب علق بكلمتين ان الله راد يكونو خفاف عالاخ سراج لفت انتباهي انهاؤه لتعليقه لمن بقول لايتقبله ويدخله قلبه هدول الكلمتين حصرا وتحديدا هل المفروض مني اني حس حالي امام شي معجزة زمان تسمى سراج واتقبل كلامه وادحشو لقلبي ام رجعنا لايام البعث انت مانك معي ومابتقول لكل شي بقوله انا نعم وماتوافقني الراي مهما كان انت ضدي وووالخ اخي الغالي سراج الاسلام مو هيك نعم بس نحن ممكن نختلف بطريقة التفكير او التفسير او استيعاب القضية بس هاد مابيعني انك عبقري زمانك وغيرك مابيفهم شي من هالحياة تقبل غيرك و اراء غيرك

  11. all of you guys talked about her none of you talked about the country that recovered her why none of Islamic country offered to help her why are we letting America take care of our Islamic people why none of Islam country do anything .

  12. في حال كان الكلام صحيح ان زوجها شوهها( فهي من جد انسانه شجاعه انها قدرت تطلع للناس وهي مجدوعة الانف شفتها اليوم فالعربيه قبل لاتسوي العمليه كانت تضحك وكأن الامر عادي من جد احييها ع كمية الشجاعه والتفاؤل اللي عندها)

  13. هذا الشخص لا يمكن ان يتقبل رأي الاخرين لسبب بسيط وهو انه طالباني,,يعني محدود التفكير,,مخ(اذا في) عنصري متطش للدماء…دماء من؟؟؟؟؟؟ دماء الشيعة والمسيحيين وكل من دب على وجه الكرة الارضية لأنهم كلهم كفار بنظر عاهات اقصد شيوخ العفنة الذين انشؤوا اسلاماً خاصاً بهم قائم على الذبح وتقطيع اللحوم البشرية ,,,طبعاً باستثناء مصاصي الدماء امثاله,,,,,,هذه الفتاة هي مثال بسيط على ما تفعله القاعدة ال كا فرة اللي الله يمحيهم بليلة ما فيها ضو قمر……….حتى يخلص العالم من اجرامكن وتخلفكن وهلأ بيجي واحد منافق معروف بقول شكراً لك يا ا خي في الاسلام فقد كفيت ووفيت لقد قلت ما كنت اود قوله…..الله لا يوفقكم شوهتوا الاسلام وتدعون انكم مسلمين !!!!!!!!!هل هكذا هو الله بنظركم يأمر الناس اي يكونوا وحوشاً حاشا لله ما انتم الا ……كما يعرف الجميع…..يكفي انكم مكروهون اينما وجدتم

  14. ولماذا لا تكون هي أصلاً ضحيه من ضحايا قصفهم العشوائ للمدنيين الذي نسمع عنه كل يوم؟وكان ما قالته في مقابل علاجها،وبهذا يضربون عصفورين بحجر واحد،تبيان مدي رحمتهم وحنيه قلوبهم،وتبرير استمرار تواجدهم بحجه القضاء علي بقايا طالبان،وكثيرا ما نراهم يفعلون هذا،مثل قصة الفتي مصطفي الذي فقد ذراعيه وقدميه،نتيجة القصف علي بغداد في بدايه احتلالها ثم أخذوه علي بريطانيا لعلاجه وتركيب أجهزه تعويضيه له،ومنهم دائماً نري العجب.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *