من السهل أن نفهم ذلك التردد لدى مصر ورسيا حول التأكيدات الغربية , “ألاميريكية – البريطانية” وأخصهم بالذات , داخل نطاق ألاخبار التى تروجها بتفجير الطائرة الروسية فى صحراء سيناء .
بالنسبة لى كمصرى , اذا أعتبر عمل أرهابى , أو تأكد انه السبب , فهو يعنى ضربة قاسية جداً لاقتصاد مصر الذى يعول على جزء كبير من السياحة , بالتالى هى ضربة موجهة الى شرم الشيخ , ألمدينة التى يقصدها الكثير من السياح الاوروبيين والروس .
كما أن الضربة تشير الى الوضع الامنى فى جزيرة سيناء , بعد ان أكدت الحكومة المصرية انها تحت سيطرتها , فهو أمر لا يرضى الغرب ويثير القلق لديها ,
فهى ترى ان اليد ألامنية فى مصر , ليست كافية , معلومة يروجها الغرب لدعم فكرة التهديدات والمخاطر على السائحين ومن يزورون تلك المنطقة أو من يعبرون أجوائها ..
بالنسبة للوضع الروسى وأخص فلاديمير بوتين , فأن ترسيخ تبنى تنظيم “الدولة الاسلامية” العملية ألارهابية ضد الطائرة المنكوبة يراة الغرب بأنة رد أنتقامى للتدخل الروسى فى سوريا والدور الذى تلعبة موسكو فى حربها الكائنة فى سوريا .
لكن المفارقة أن كل عمليات روسيا موجهة ضد تنظيمات معارضة لا صلة لها بـ”داعش” , وترسيخ المعلومة فى اذهان الروس يجعلها مضطرة الى أتخاذ خيارين لا ثالث لهم ألاول : أن تنسحب روسيا من “المستنقع” الذى حذر الجميع من الانغماس فيه , وهو أمر لا يتوقع احد أن يوافق علية بوتين ,.
الخيار الثانى أقحام روسيا فى حرب مباشرة ضد “داعش” , وبذلك قد يجروا أقدام روسيا الى تدخلات قد تطيح بها , تماماً كما حدث فى نهار 11 “سبتمبر” التاريخى , عندما جروا الولايات المتحدة الى حرب ضد “القاعدة” .
أنا أتفق مع تحفطات مصر وروسيا .
ومن الخطأ أقحام نظرية “المؤامرة” وراء سرعة الغرب فى اجلاء رعاياها من سيناء .
أعتقد ان فى مصر العديد من السائحين , ومن الصعب على أى حكومة أن تتركهم أذا كانت تملك ولو شيئاً محدوداً من الشك أو شبهة ولو ضئيلة فى أن عملاً أرهابياً يمكن أن يهدد حياة رعاياهم .
ولكن أستجابة البعض الى أجلاء رعاياهم جاء نتيجة عامل الشعبية , فلا يمكن لأى حزب حاكم فى أوروبا أن يغامر بخسارة شعبيتة , وللأسف لا يحدث ذلك فى وطننا العربى , فأنا أتمنى بنفس النتيجة فى بلادنا , ولكن عامل العرب بطبيعة الحال يوضح الفرق بيننا وبين بلاد الغرب ..
جاء القرار الروسى بأجلاء رعاياها أسوة بحكومات الغرب , فرضخت روسيا للمطالب الشعبية فى النهاية , وبرغم ترددها طوال اسبوع , حول دعوة ما يقارب 50 الفاً من رعاياها الى مغادرة مصر , بمعنى أن الشعب الروسى وحكومتة أقتنعوا بفرضية التفجير , التى حاولت الحكومة الروسية جاهدة الى انكارها , كما فعلت الحكومة المصرية بأنكارها فى البداية .
فى كل ألاحوال , وبعيداً عن الجدال السياسى حول ألاراء الصحيحة وألاراء الخاطئة . هناك كارثة أدت الى سقوط الطائرة التى كان على متنها 224 روسى .
ومن حسن حظنا وجود الصندوقين ألأسودين بحالة جيدة , مما يعنى أمكانية الوصول الى نتائج سليمة عن اسباب الحادث .
وأعتقد ان المصريين لهم الحق أن يشاركوا فى التحقيق , وان يكون لهم حق فى أن يطلعوا على المعلومات ألاستخبارية التى دفعت الدول ألى اتخاذ قرارتها الاستثنائية بأجلاء رعايها .
بل ومن الضرورى أيضاً , بعد ظهور النتائج , وعلى الحكومة المصرية أن تبادر فى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والسلامة فى مطاراتها , ولا تمانع ان لزم ألامر فى استشارة خبراء أجانب فى أمر كهذا .
حتى تصبح قضية سيادة بمظلة مصرية فى المرتبة ألاولى , والحفاظ على السياحة ومصالح الدولة فى المرتبة الثانية .
فالشكوك الغربية لا تدار فقط حول أحتمال تسرب جهاز تفجير الى مخازن ألامتعة فى الطائرة الروسية , فأن الشكوك برمتها تدار حول ضعف أمكانيات وأجراءات التفتيش وألامن والسلامة فى مطارات مصر نفسها .
وعلينا أن نعى أن القلق المصرى فى محلة , اذا لم يتم حل ومعالجة تلك الشكوك .
وأحترم أيضاً كل من شاركنى ألرأى بأن ثقة الغرب لن تستعاد بحملاتنا ألاعلامية وحدها .. بل بجهود الدولة بكافة قطاعاتها ..

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. تماماً كما حدث فى نهار 11 “سبتمبر” التاريخى , عندما جروا الولايات المتحدة الى حرب ضد “القاعدة” .
    ————————————
    ياصديقي بل امريكا فعلت هذا الشيئ كي تدخل في حرب مع القاعدة التي هي اخترعتها وربتها ومولتها وفي الأخر يجب ان يكون للفلم نهاية فهذا هو السناريوا بالنسبة لهم
    ام بالنسبة للطائرة وماذا حدث لها فهي كلها تخمينات بتخمينات ومن مصلحة امريكا ان يجري الحديث عن قنبلة ومن مصلحتها انت تكتيب انت هذا المقالة … تحياتي

  2. موضوع مطروح بطريقة سطحية
    فمن قال انه يوجد ضغط شعبي للعودة من مصر
    وما المانع اساسا من عوديهم فهل مصر كانت تعتقلهم
    انا روسي اعيش في شرم ولا اعرف احد اسعده قرار بوتن.

  3. للمره الثانيه اقرأ لاخونا الكاتب واعتقد ان ما يكتُب جميل ولكن المؤشرات تُشير لعدم استقرار سينا وكأن يُخطط لها لِما اثاروه من اقاويل يصعب علينا الان ان نتناقش بِها , باختصار التقسيم .
    =======
    على فكره سينا شبه جزيره وليست جزيره
    تحيه لليلى ودلشاد وللجميع

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *