طارق الحميد – الشرق الأوسط

لا يمكن إلقاء اللوم على روسيا وحدها في الحالة السورية، فإحدى أكبر المشاكل أيضا هي إدارة الرئيس أوباما، الذي يضيع فرصة ذهبية للتخلص من أهم معوقي استقرار المنطقة؛ بشار الأسد، وهو أمر يمس الأمن القومي الأميركي أيضا. لكن الواضح أن أوباما غير معني بأمن المنطقة، الذي هو امتداد للأمن الدولي ككل، خصوصا أن الفوضى في سوريا تعني أنها فوضى تطل على المتوسط، فأوباما مشغول أكثر بإعادة انتخابه.

الإدارة الأميركية وجهت من اللوم للمعارضة السورية بمقدار ما وجهته للأسد، إن لم يكن أكثر. والأدهى، والفضيحة الكبرى، أن إدارة أوباما هي من قال بوجود «القاعدة» في سوريا، رغم أن «القاعدة» عربدت في العراق برعاية نظام الأسد، لكن عندما نقول فضيحة، فهل تعلمون لماذا؟ ها هي صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تنقل عن عاملين في الاستخبارات الأميركية أن الدليل الوحيد الموجود لدى واشنطن على وجود «القاعدة» في سوريا هو أسلوب – نعم أسلوب – التفجير الذي وقع في دمشق، فقط لا غير! وعليه، فإن إدارة أوباما هي التي تطالب المعارضة بتوحيد صفوفها، وهي – أي واشنطن – تعي أن توحيد المعارضة يتطلب دعما دوليا، وعملا جادا، أي غرفة عمليات، وليس تصريحات.

إشكالية الإدارة الأميركية الحالية أنها تشتهر بالقراءة الخاطئة لأحداث المنطقة، ويكفي أن نتأمل هنا تعامل أوباما مع الثورة الخضراء، فبدلا من دعمها نجد أنه قرر الانسحاب من العراق ليتركه بيد المالكي وطهران! وبالنسبة لسوريا فإن إدارة أوباما تقول إن نظام الأسد متماسك، وهذا أمر متوقع حاليا لعدة أسباب، منها أن واشنطن تعلم بمدى دعم إيران للأسد، بالسلاح والمال، والرجال، والمعدات، وكل الطاقات، وعبر العراق، مما يصعب من انشقاق أي مسؤول سوري وهو لا يرى موقفا جادا من أوباما، الذي يعارض تسليح المعارضة، ولم يعلن أن سقوط الطاغية مسألة أمن قومي؟

كيف يمكن أن تنشق فرق عسكرية متكاملة ولا توجد منطقة عازلة، أو حدودية، تضمن حماية من ينشق، وتساعدهم ليعيدوا ترتيب صفوفهم؟ فمن كان ينشق في ليبيا يذهب إلى بنغازي، لكن أين يذهب من ينشق في سوريا؟ فإذا أرادت إدارة أوباما رؤية انشقاقات فارقة، وبشكل سريع، فعليها اتخاذ موقف صارم، وعليها تذكّر أنه في فترة بوش الابن، عندما لوح بالعصا للأسد، بعد اغتيال الحريري، وكانت المحكمة الدولية قاب قوسين أو أدنى، فكر غازي كنعان وقتها بالانقلاب، ولذا تمت تصفيته! فأين العصا اليوم، وأين المحكمة؟

الأمر الآخر أنه بقراءة التاريخ القريب سنجد أن أحدا لم ينشق على صدام حسين قبيل الغزو الأميركي، وحتى في أيامه الأولى، لأن العراقيين وقتها كانوا يعون أنهم وعوائلهم سيبادون، ونظام الأسد أسوأ من صدام في ذلك، فكيف يمكن أن يتحرك السوريون وهم لا يرون مواقف جدية من واشنطن؟

لذا، فالإشكالية ليست من روسيا وحدها، وإنما من تردد أوباما، وإدارته، التي تقرأ الأحداث بطريقة خاطئة، حيث تترك السوريين وحدهم أمام جرائم النظام الأسدي، وتضيع أكبر فرصة لخلق الاستقرار بالمنطقة، وقطع يد طهران منها. فمن يشرح ذلك لأوباما؟

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫23 تعليق

  1. يجب العودة لسياسة الوفاق بين العملاقين روسيا وامريكا التي كانت سائدة في السبيعنيات والثمانينيات من القرن المنصرم
    فماذا لو تقدموا بمشروع مشترك لمجلس الامن لايخص سوريا وحدها انما جميع الحكام والمشايخ العرب يمهلم 48 لتقديم استقالتهم والحروج من السلطة بما عليهم من ملابس فقط ! والا شلحها لهم الناتو !
    اجراء انتخابات تديرها الامم المنحدة
    استفتاء للشعوب العربية ان كانت توافق على انشاء اتحاد عربي شبيه بالاتحاد الاوربي
    فعلها اوباما وبوتين لاقيم لهما تمثال في كل حارة عربية ….. فألى متى ازدواحية المعاير فهل لبو متعب اكثر ديمقراطية من ابو حافظ ؟ والى متى يتفرج العالم على ماسي العرب وجوعهم وفساد حكامهم ؟؟؟؟

  2. ليس فقط تقام لهم تماثيل انما سيكون 90% من المواليد العرب اسمائهم اوبو-تين اي اوباما وبوتين مختصر ! و ليس الذكور فقط بل حتى الاناث ستكون اسمائهم بوتيناية او اوبوماية !!

  3. ندور دائما في حلقه مُقفله .. لو تدخلت اميركا فعلياً لتوجهت اصابع الاتهام لها .. وان لم تتدخل قالوا اميركا يجب ان تتخذ موقف حازم من سوريا .. في الحالتين اميركا مذنبه ..
    القوى العظمى هي التي تدير حلبة السباق وهي التي تعطي جوائز النصر وهي التي تحدد وقت السباق .. حلبة سباق لحكام ان خسروا انتهى دورهم .. والسياسه تتطلب التجديد دائما .. لذلك هؤلاء الرؤساء انتهى دورهم حسب المخطط والان يجب ان يرحلوا . اما بالنسبه لروسيا فهي لا تقل عن اي دوله غربيه او اميركا بالاستفاده من كل مايجري على ارض الواقع .

  4. اذا فعلتها امريكا بشكل ايجابي انساني شمولي متقن لن يتهمها احد لاهي ولاروسيا انما هي متهمة لانها تصفق لال سعود وال خليفة بينما على ال الاسد تبصق

    1. وهب
      مرحبه .. عساك تكون بخير
      اميركا وروسيالا يهمهم لا ال سعود ولا خليفه ولا الاسد .. تهمهم فقط مصالحهم .وكنت اتمنى العرب يلتفتون حول مصالحهم ايضا .

      1. مصالح العرب اليوم كشعوب هو كسب العالم لصالح التغير , واذا ارادوا نفط نعطيهم وياها كمير وخبز تنور ! فما كو شي ببلاش , بس خلي يعطونا شوية انسانية وليس شرط معها حب وحنان اننا نقبل بأقل القليل فالناس اما قتلت واما شردت واما استعبدت

          1. يسعدني ان اسمعك هذا منك ! ويؤسفني القول اني لم احب بعد كلامك وتدخلاتك !

        1. وهب
          كلامك صح ..الشعوب بسيطه واكثر الشعوب هي من الطبقه الوسطى وما هذه الطبقه تطلب ؟ غير العيش الشريف وتوفير متطلبات الحياة الضروريه .. لكن حكام العرب بدمهم الحب للسلطه والكرسي وجمع المليارات وضخها للخارج والعيش الرغيد ..ناهيك عن الخيانات وتجار الحرب .واين النفط؟ هو تحت سيطرة حكام لا يهابون حتى الله عز وجل .. وفي التالي الشعب هو الضحيه.

    2. عذرا نادية لم ابتدء بالسلام فالحرب واخبارها والاطفال المقطعة تذهل , كيف حالك ؟ بخير ان شاء الله

      1. وهب
        انا بالف خير .. عدا ما نرى ونقرأ من اخبار يُنكس لها الجبين وتبكي لها العين .. وما في مقدورنا غير ان ندعي لله عز وجل ان يرحم هؤلاء الشهداء وتعود البلاد العربيه الحلوه بخيراتها .
        يارب

    1. مااقدر اقولك ان الكل مسلمين طبعا
      لان منهم مسمى بالمسلمين بس ..

  5. المهم انت الثقة في النفس كلما الثقة قوية الايمان ياتيك من كول مكان

  6. يا طارق الحميد ) كلامك في غير محله فالمؤامرة واضحة وجلية ولكنك تراها وتتعامى عنها أو أنك لاتراها فعليك بمراجعة طبيب عيون واذن وأنف وحنجرة , فلعلمك ان كنت لاتعلم , فان اوباما هو ومن يمثل سعى و يسعى لاسقاط النظام في سوريا بكل ما اوتي من… قوة , وبنفس الوقت قد صرح أكثر مرة أن أمن اسرائيل هو واجب مقدس, وهذا يجب أن يقودك وأمثالك أعداء الشعب السوري الى أن اسقاط النظام السوري هو خدمة لاسرائيل وواجب مقدس للأمريكيين ومن يسير بركابهم ي المملكة وأن أي تصرف يتصرفه اوباما يصب في مصلحة اسرائيل

  7. فلعلمك ان كنت لاتعلم , فان اوباما هو ومن يمثل سعى و يسعى لاسقاط النظام في سوريا بكل ما اوتي من… قوة , وبنفس الوقت قد صرح أكثر مرة أن أمن اسرائيل هو واجب مقدس,
    محمد أديب سلاخ أود أن أسألك هل سمعت رامي مخلوف بمقابلته الصحافية التي قال فيها
    إن سلامة سوريا وأمنها من أمن إسرائيل اذا ما سمعت ضيفها لمعلوماتك
    أوباما منو أحسن من نيتنياهو ولا افضل من بشار كل الزعماء تسعى لبقاء سلطتها قوية بالعالم
    وهذه الروايات والبعبع إسرائيل الذي يرهبوننا كعرب به وبقوته هو لاشيء إنما يجب ان تعلم
    أن كلهم كأوباما ولكن من تحت الطاولة بينما أوباما أعلن وفائه علنيا ونحن أعلنا المقاومة والتصدي على شعبنا فقط وراجع كلام الحلوف وغيره سترى إني كتبت حق
    ما حدن أفضل من حدا كلو مصالح على حساب الشعوب

    1. ما حدن أفضل من حدا كلو مصالح على حساب الشعوب0
      هذا كلام سليم , لذلك بما أن النظام أكثر قوة من المعارضة التي لم تتهيا لمثل هذه المجابهة عملا بقوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم 00فاالنتيجة مزيد من اراقة الدماء دون طائل , اضافة لقوله تعالى : لايتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه والى الله المصير0
      أما بالنسبة لما قاله رامي مخلوف فهو ليس في السلطة وان كان ابن خال الرئيس ,وفي جميع الأحوال يمكن اذا أخذنا بما قاله على علاته فهو صحيح ,اذا اعتبرنا أن أي هجوم خارجي على سوريا سوف يجعل النظام السوري يرسل بصواريخه باتجاه اسرائيل وباتالي يكون امن اسرائيل من أمن سوريا0وختاما نخن غير مطلعين على الغيب وبالتالي لايجب أن نحكم الا على ما تبين لنا وبشكل لا لبس فيه 0وفي جميع الأحوال شكرا على ملاحظاتك 0

  8. al ossa kila mit3al2a bi isreal,,,, isreal bte2mor we russia we amerca bi nafzo isreal 7ebe nizam al arnoub l2eno 7eme 7douda fa kil al shou3oub ma tale3 b2idon shi

  9. اللي تنقطع يده مردخاي واحفاده والا بشار الاسد مسكين عربي ياكل من بني عمه عشره مليون جثه ماهي ناقصه من العرب واللحم السوري على كيفك طري وحلو مثل الزئبق يطول العمر ولعام 2033 فراج تحيا ناس وتولد ناس والله كريم

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *