مرسلة من صديقة نورت Algeria Samia

صالح‭ ‬عوض – الشروق اونلاين
مظاهرات في كل المدن السورية وشهداء وجرحى بالعشرات والاحتجاجات متواصلة ومتصاعدة لأكثر من ثلاثة أسابيع فما بال الحكام يضعون رؤوسهم في الرمال وكأنهم في سعة من أمرهم؟ إنهم لا يستمعون القول فكيف يتبعون أحسنه؟.. ما أصبرهم على التلذذ بموت أبناء الشعب وسماع صوت الرصاص‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬وهو‭ ‬يخترق‭ ‬الأجساد‭ ‬العزلاء‮.. ‬ما‭ ‬أصبرهم‭ ‬على‭ ‬تجاهل‭ ‬النصح‭ ‬وصم‭ ‬آذانهم‭ ‬على‭ ‬بكاء‭ ‬الثكالى‭ ‬والأرامل‭..‬‮ ‬وحشرجات‭ ‬نحيب‭ ‬الأيتام؟

إن الموضوع باختصار ودون لف أو دوران يتركز حول الحريات العامة والشخصية التي تكفلها كل شرائع السماء وقوانين الأرض.. إن الموضوع باختصار يتمثل في اعتبار المواطنين أناسا أحرارا وليسوا ملك يمين لأجهزة أمنية أو لأشخاص.. فمن غير المعقول أن تسقط كل هذه الدماء وتروع‭ ‬البلاد‭ ‬بالقتل‭ ‬والاعتقالات،‭ ‬فيما‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬الحاكم‭ ‬أي‭ ‬إجراء‭ ‬عملي‭..‬‮ ‬ويتحدث‭ ‬وكأنه‭ ‬يناقش‭ ‬قضية‭ ‬ثقافية‭ ‬وسياسية‭..‬‮ ‬ان‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬نقاش‭ ‬ولا‭ ‬يحتمل‭ ‬تأجيلا‭.‬
ماذا لو سمع الحاكم السوري؟ إن الإصلاح أولى من المواجهات.. ولا يفيد كل ما تنتجه جوقة الإعلام الرسمي من اتهامات تلقى جزافا على أعداء وهميين.. فلقد انكشف أمر مثل هكذا خطاب ولم يعد له أي قدرة على التضليل.. ولن يزيد الناس إلا استفزازا وتفجيرا.
علماء الدين ورجال الفكر والمثقفون والصحفيون والأطباء والحقوقيون والطلبة والشباب.. في الداخل السوري وفي خارج الوطن، حيث المنفيين او الفارين صوت سوري واضح مجلجل أن لا لقانون الطوارئ، نعم للحريات السياسية والصحفية.. لا لاستمرار الفساد والمفسدين، لا لسوء التوزيع‭..‬‮ ‬إنها‭ ‬حقوق‭ ‬ثابتة‭ ‬مشروعة‭ ‬لا‭ ‬يتصدى‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬عدو‭ ‬لنفسه‭ ‬وعدو‭ ‬للناس‭.‬
لا يعرف الحاكم انه لو رفع ظلمه عن المواطنين، وحررهم من قيود صنعها بأنانيته وخفض لهم جناحه وحماهم من زبانيته فإنه بلا شك يكون فعل خيرا له ولأهله ولشعبه ولكان من الفائزين.. ان الحاكم الذي يتعايش مع قتل أبناء شعبه يكون قد فقد شرعية وجوده ولا تزيده الأيام إلا انفصاما‭ ‬عنه‭ ‬ولا‭ ‬يمنن‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬زين‭ ‬العابدين‭ ‬ومبارك‭ ‬والقذافي،‭ ‬فالحاكم‭ ‬يتقاضى‭ ‬راتبه‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬الشعب‭ ‬ويمارس‭ ‬حياة‭ ‬النعيم‭ ‬له‭ ‬ولأولاده،‭ ‬ولكل‭ ‬حاشيته‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭..‬
أما التحجج بأن سوريا تتعرض لمؤامرات خارجية وإنها مستهدفة، لأنها دولة ممانعة فإن هذا الكلام مضيعة للوقت، لأن فلسطين لا تتحرر بشعوب مستعبدة ولأن مواجهة المؤامرات لا تتم بدول ديكتاتورية قامعة للحريات، ولأن لا تنمية ولا استقلال اقتصادي في ظل وجود طابور الفاسدين‭ ‬الناهبين‭..‬‮ ‬وعلى‭ ‬الحاكم‭ ‬ان‭ ‬يختار‭ ‬بين‭ ‬الإصلاح‭ ‬ومواجهة‭ ‬القدر‭ ‬وليعلم‭ ‬الحاكم‭ ‬ان‭ ‬الشعب‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬المحتوم‭..‬
يقول‭ ‬تعالى‭: ‬‮”‬ولو‭ ‬أنهم‭ ‬فعلوا‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يوعظون‭ ‬به‭ ‬لكان‭ ‬خيرا‭ ‬لهم‭ ‬وأشد‭ ‬تثبيتا‭ ‬وإذا‭ ‬لآتيناهم‭ ‬من‭ ‬لدنا‭ ‬أجرا‭ ‬عظيما‭ ‬ولهديناهم‭ ‬صراطا‭ ‬مستقيما‮”.‬

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. هذا يدل على ان الحكام العرب لا يملكون عقولا و لا مادة رمادية و لكن ……

  2. شكرا حنان على المشاركة
    الكلام ينطبق على الجميع دون استثناء ,وللأسف حكامنا لا يقرؤون التاريخ ولا يفقهون فيه

  3. سامو زاش يعمل الميت في يد غساله … ما حاكم من غير ربي و دوام الحال من المحال …شكرا على النقل من نقل انتقل و من اعتمد على نفسه بقي في قسمه

  4. الوحيد اللي احترمتوا لهلق هو زين العابدين اختصرتها بفمهتكم وهرب… اما البقيه الباقيه حابين يعملوا ريكورد بأكثر قمعي في العالم…
    لازم كل سنه تكون هالجوائز من نصيبنا يا ساميا..ما حلوي …عشان سمعة الوطن..

  5. ههههه ايمان المهم المشاركة
    والين كلامك نفس كلام الماما ,هي قالتلي ان الوحيد الي طلع محترم هو بن علي….هرب ولا من شاف ولا من دري
    ^^

  6. ههههه سامو …
    سامية راني نسمع كمال مسعودي واش نقولك حاجة من النوع الرفيع راني متخلويااااااااا للتم … بزاف نحبه هادك السيد آرتيست يا اختي

  7. ما دامت الماما رأيها هيك فرأيي سليم يا ساميا…تحياتي الها…والسلام امانه
    هاي امونه كيفك؟

  8. سامو … كنت نقرى دوكا لي ميساج تع تلفون ديالي لقيت لي ميساج ديالك عندهم عام كي كنتي تبعتيلي تسقسي على خالي الله يرحمه … ياخاه سبحان الله قريب عام سام

  9. عم اتقلع من مكتب الزميلة … بتواجد بعدين لما فوت عالبيت بمكتبي ما في عندي نت كنت منكوبة اليوم بالمكاتب هههههه

    سلام…

  10. الحمدلله إيمان …عم قاوم …بعدني صامدة وبلا موسيقى ههههه شفتي شو قويه انا…سلام

  11. ايييه ايمان ربي يرحموا ويجعلو في جنات الخلد مع الصالحين
    ======
    كمال مسعودي نموت عليه وجهو تاع ملايكة سبحان الله

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *