أكرم القصاص – اليوم السابع

لابد أن تتذكر هذه النكتة التى شاعت فى عهد الاتحاد السوفيتى قبل تفككه. كان ليونيد بريجنيف رئيس مجلس السوفييت الأعلى (رئيس الدولة)، يقود حكما قمعيا وأجهزة الأمن تسيطر على كل شىء.. وشاعت نكتة تقول إن مواطنا سوفيتيا وقف فى الميدان الأحمر وهتف «يسقط بريجنيف الحمار»، وتم القبض على المواطن وإحالته للمحاكمة، وحكم عليه بالسجن 25 عاما، خمسة منها لإهانة الرئيس بريجينيف ووصفه بالحمار، وعشرون عاما لأنه أذاع سرا من أسرار الدولة!
لابد أن تتذكر هذه النكتة وأنت تتابع مايجرى من مطاردات قضائية للإعلام، خاصة البلاغات التى قدمها عدد من أنصار السلطة ضد الإعلامى الساخر باسم يوسف، بتهم منها إهانة الرئيس، وازدراء الأديان، وهى اتهامات تكشف عن عقلية سياسية وقانونية جرداء. باسم يوسف كل مايفعله أنه يعيد عرض كلمات وخطابات سياسية للرئيس وعدد من السياسيين، الذين لايمكن اعتبار أى منهم هو الإسلام، بل إن بعض هؤلاء يسيئون للإسلام أكثر كثيرا مما يفعل المتهمون بالإساءة، مثل باسم يوسف، أو إبراهيم عيسى، المتهم هو أيضا بالإساءة والازدراء، مع حشد من إعلاميين يواجهون بلاغات تتهمهم بالإساءة والازدراء، وهى تهم مطاطة، ولايمكن الإمساك بها من أسفل أو أعلى.
نحن أمام اتهامات مطاطية وغائمة، ترجع لمواد فى قوانين العقوبات، تم وضعها من أيام الاستعمار الانجليزى، ويبدو من شكل البلاغات أنها تجمع خلطة من التهم، بحيث إذا أفلت المتهم من الإهانة يقع فى الازدراء. ولنا أن نتخيل إعلاميا ساخرا مهما كان مايقوله، يهدد أمن الدولة، أو يمثل ازدراء للدين، أو إهانة للرئيس، وهو أمر فى عرف التسلط يعد نوعا من الغباء السياسى وسقوط الحصافة، وهذه النوعية من الاتهامات لاتتم إلا فى الأنظمة القمعية المغلقة، وفى الدول المحترمة.. مثل هذه البرامج والكتابات موجودة، ولا يتم الاقتراب منها باعتبارها نوعا من البرامج الشعبية التى تخلط الجد بالهزل، وتمنح البسمة للمواطنين والمشاهدين. وفى الولايات المتحدة تم وصف بوش بالغباء كثيرا، وفى بريطانيا السابق تم تصوير تونى بلير على أنه «كلب بوش» فى حروبه على العراق. ولم يتم اتهام من فعل ذلك بأنه يذيع سرا من أسرار الدولة.
وفى حالة باسم يوسف، يبدو أن ما يعرضه شكل نوعا من أسرار الدولة، لمجرد أنه يعرض فيديوهات يتحدث فيها الرئيس عن القرد والقرداتى، أو الأصابع التى تلعب.. وهى أحاديث وصور وأفلام معروضة.. وكل مايفعله باسم يوسف أنه يعيد عرض هذا الكلام، الذى يمثل فى حد ذاته إهانة، ونشرا لأسرار الدولة. ومن يعيد نشر ذلك والتعليق عليه، يتهم بإذاعة سر من أسرار الدولة عن القرد والحمار.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. اولا شكرا على المجهود,ثانيا لم يعجبني المقال لانه يبرر الفوضى اللاعلامية و التجاوزات الاخلاقية وانعدام الحرفية و التطفل على مهنة الصحافة اللتي باتت في عداء مستمر مع ارادة الشعوب. خلال الثورات خذلونا الصحفيين واشباههم, و بعد الانتخابات عادو خيارات الشعب اللتي تتعارض مع افكارهم وتوجهاتهم السياسية وعملو على تشويه من في السلطة . اعلام مسموم

  2. مقال جيد أوجز ما يجري الان ، وأوضح ضيق أفق من وراء مجموعه من الإعلاميين وترك مصير بلد بأكمله للمجهول،، وربنا معاك ياباسم يوسف.

  3. طظ فيك وفى أبو حواجب بتاعك , بتحلل السفالة وقلة الآدب ..
    صحيح زمن رقاصــــين

  4. و الله كل إللى أقدر أقوله ، إن الكلّ يغنى على ليلاه !
    يعنى إللى عاجبهم إللى باسم يوسف بيعمله هما أشخاص مبسوطة إنه بينتقد ( فئه مُعينة ) هُما مش متفقين معاهم و علشان كده شايفين إللى هو بيعمله راقى و قانونى و غير إستهزائى … علشان كده بيبرروله أفعاله و بيقولوله Good Luck يا باسم زى مثلاً كاتب هذا المقال إللى تبع جريدة اليوم السابع !
    و إللى مش عاجبهم إللى باسم يوسف بيعمله هُما أشخاص مُنزعجين علشان باسم يوسف بينتقد ( فئة مُعينة ) هُما راضيين عنها … و علشان كده مطلعين فيه القُطط الفاطسة !
    و المُهم أن النوعين دول من الناس لو عكسنا الفئة إللى باسم يوسف بينتقدها هتلاقي آرائهم إتبدلت علشان النقد بقى مش للفئة إللى هما راضيين عنها !
    يعنى لو باسم يوسف ده إنتقد البرادعى و إستلمه ولو لحلقتين فقط و مسخر بكرامته الأرض هنلاقى انصاره بيلعنوا فى باسم يوسف و فى اليوم إللى بقى فيه إعلامى ! عكس رأيهم دلوقتى فيه إنه راجل مُبدع و خارج نطاق النقد !
    .
    الكُل بيغنى على ليلاه .. ولا ننسى تمثلية باسم يوسف مع عماد أديب و لميس الحديدى فى الحلقات الاولى و أخيراً تمثلية باسم يوسف مع مُرتضى منصور التى إنتهت بتنازل مُرتضى منصور عن بلاغاته ضد باسم يوسف !!!!!
    .
    حركات إعلاميين !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *